توحّد واصطفاف وتضامن بريطاني مقابل اختلاف وتشتت وتخاصم سوداني

توحّد واصطفاف وتضامن بريطاني مقابل اختلاف وتشتت وتخاصم سوداني
  • 09 مارس 2022
  • لا توجد تعليقات

عزالدين الجعلي

بالأمس استشاط المواطن السوداني  غضباً وحزناً وأسىً على ما أصاب وطنه من تشرذم وتشتت وفرقة بسبب تعنت المجلس العسكري وانقلاب البرهان المشؤوم الذي أدى إلى تأزيم الساحة السياسية عقب اعتصام الموز سيىء السمعة أمام القصر إضافةً إلى اختلاف الأحزاب  وعدم الاتفاق   على سقف واحد للوصول لنقطة التقاء تجمع الفرقاء نحو سودان يتسع للجميع- وهو يقاسي ويعاني من  كل ذلك يشاهد هذا المواطن السوداني المظلوم مباشرة وعلى الأثير ومن داخل البرلمان البريطاني التماسك والتعاون والتضامن والوقفة الشجاعة للأحزاب  البريطانية  مجتمعة خاصة حزب المحافظين وحزب العمال والحزب الأسكتلندي الديمقراطي   متناسية كل اختلافتها السياسية وتقف في شموخ وعزة مؤيدةً  وفي صف واحد الرئيس الأوكراني الذي ألقى كلمة أمام مجلس العموم البريطاني  ومساندةً لشعبه في حربهم ضد بوتين وروسيا..

ونحن أمام هذا المشهد البريطاني المتضامن مع الشعب الأوكرني ضد الحرب الروسية التي تستهدف احتلال الأراضي الأوكرانية  يصيبنا الاحباط والبؤس من المصير المؤسف لوطن كان شامخا كالسودان يتم بيع قراره السياسي ووزنه العالمي بوعود شبيهة تماماً بالوعود التي لم تتم للرئيس المخلوع البشير  وبشحنة قمح قدمها لنا الرئيس الروسي بوتين باستجداء ومذلة من نائب رئيس مجلس سيادتنا حميدتي ووفده الوضيع حامل القرعة إلى شعب السودان الذي يملك أرضاً خصبة وأمطاراً وفيرة وغزيرة وأنهاراً جارية (لا أرضاً كلها جليد وبرد قارس)  في زيارة  سياحية تقارب الشهر على حساب هذا الشعب  المكلوم متأملين وخانعين طالبين العون والمساندة من روسيا الطامعة في حصولها على موقع إستراتيجي لها على ساحلنا الشرقي والاسترزاق بخيراتنا  بعد أن  ملأت صندوقها الإستراتيجي  بذهب السودان السائب المسروق بمساندة العملاء  تاركةً أهله في عوذ ومسغبة.

  وكانت نتيجة زيارة حميدتي السياحية كما ذكر في مؤتمره الصحفي بمطار الخرطوم المتواضع أنها زيارة ناجحة وكرر مرات عديدة أنها مثمرة ونخاف أن تكون مثمرة كما أثمرت قواته الجنجاويدية من قتل وتعذيب  كما علينا أن ننتظر ثمارها حتى تضع الحرب الروسية- الأوكرانية أوزارها ويأخذ حميدتي قصداً من الراحة ليكرر الزيارة مرة أخرى بمصاحبة مستشاريه(الفلتة) الملقنين له أثناء خطاباته ومؤتمراته الصحفية.

وما يلفت الأنظار والاهتمام أن تضامن وتوحّد الأحزاب السياسية البريطانية ووقوفها الصلب وتناسيها لخلافاتها لم يتم لأمر مصيري وحتمي يؤثر على استقرار بلدهم وأمنه ومستقبله وإنما مساندة وتضامن ونخوة لنجدة بلد آخر (أوكرانيا).. بينما نحن في تناحر وخصام وفرقة وشتات وجوع ومرض ونقص من الأموال  ولا يفتح الله علينا برجل سوداني واحد حكيم مخلص عملي ووطني جاد يحسم أمرنا ويجمع شملنا في بلد ممتد الأطراف والخيرات…
…………..
عزالدين الجعلي-  الرياض.. 

التعليقات مغلقة.