وحي الفكرة-أرجوك لاتحارب الله

وحي الفكرة-أرجوك لاتحارب الله
  • 28 مايو 2022
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

▪️ربك الذي تعبده والرسول الذي تتبعه و دينك الذي تعتقد وجهدك وعطاءك وحتي حكومتك التي تحكمك كلها لك ﻷنها بإرادتك واختيارك ،أما شكلك ولونك وجنسك وقبيلتك فهي ليست لك ﻷنها ليست من إختيارك ولا بإرادتك.ولذا عليك أن تجتهد في تطوير وتحديث وتعزيز ماهو لك ، مثلما عليك ان تقبل وترضي بماهو ليس بإختيارك وإرادتك.
▪️ نحن نقع في الخطا دائما عندما نخضع ونستسلم لما هو لنا وبإرادتنا ، بينما نتضجر بل ونسعي لتغيير ماهو علينا وليس بإرادتنا فنقع في حبائل الحياة الخاسرة بمحاربة اقدار الله ، ونبقي في حصار الهزيمة عندما نستسلم ﻷوهام الجهل والسياسة وظلم اﻷفراد والحكومات ، ولانبادر بتطوير مواردنا ووسائلنا ولانفكر في مواجهة مشاكلنا، فالمؤسف أن هناك من لاحظ اهتمامنا بتغيير اشكالنا وعجزنا في حل مشاكلنا. فأسرع بصناعة المساحيق والكريمات وكل ما يقع في دائرة اهتمامنا وسعينا لتغيير اشكالنا والواننا ، كما خطط لتوظيف مشاكلنا حينا ﻹستنزافنا واحيانا كثيرة للسيطرة علينا والتحكم في دولنا واﻹبقاء علينا داخل حظائر الجهل نتنفس غيبوبة التبعية.
▪️ افريقيا وفي معظم دولها تظهر مثلما رسمها أحد الفنانين في شكل انسان يجهد نفسه ويرهقها في محاولات خلع قناع وجهه اﻷسود وهو يقف فوق تلة من الكنوز وتحاصره مجموعة من اﻷسود المفترسة ، اللوحة تصور بدقة حالنا العاجز عن توظيف الموارد واستعدادنا للسقوط ضحايا لﻷطماع..(الكنوز مواردنا المهملة واﻷسود هي اﻷطماع التي تترصدنا) ، نحن من نشتري مايغير الواننا ويفسد عقائدنا ويشغلنا عن الحياة الحقيقية بمليارات الدولارات ، ﻷن ثمة مفاهيم جديدة تتسلل الينا من الخارج بشتي الوسائل تجعلنا نكره الواننا واشكالنا بل واوطاننا وتدفعنا إلي احتقار كل مانملك ونسخر من بعضنا البعض ،بل قد تتحول تلك السخرية الي كراهية ونزاعات متجددة وحروب لاتنتهي .
▪️من يخبرنا ويقنعنا بأن محاولاتنا المرهقة لخلع قناعنا اﻷسود ، واسرافنا في دفع اﻷموال لتغيير اشكالنا والتنكر ﻹنتماءاتنا وكراهية قضاء الله واقداره هي خسراننا المبين ﻷننا نحارب الله ونعترض علي مشيئته ، نحن في حاجة لنعرف أن المطلوب منا هو تصحيح عقائدنا الفاسدة والتخلص من ثقافاتنا واعرافنا السالبة ، والعمل علي مواجهة مشاكلنا وابتكار الحلول والحرص علي حماية مواردنا وتوظيفها بدقة حتي يصبح سوادنا رمزا للسيادة وعزة النفس والقوة والجسارة حينها سيعترف العالم اننا اهل المجد واصحاب الحضارة ، فيا من تقرأ هذه الحروف من اهل السودان وكل افريقيا ارجوك توقف عن محاولاتك لتغيير شكلك او الهروب من وطنك عبر السنابك والمراكب والبحار بحثا عن واقع جديد فلماذا لا تفكر في أن البلدان التي تهرب اليها عبر البحار وصلت الي الرفاهية بالتفكير والجرأة وبنت مجدها وتطورها من موارد وطنك الذي تهرب انت منه ظنا منك أن الثروة والمال هناك بينما اموالهم وثرواتهم هي من ارضك ووطنك أنت.. أرجوك لاتحارب الله ، ولكن حارب الجهل والغباء والعجز الذي يسيطر عليك وتخلص من اﻷوهام فأنت السيد وأنت صاحب الثروات ولكن متي تدرك ذلك؟؟

التعليقات مغلقة.