الرطانة

الرطانة
  • 28 مايو 2022
  • لا توجد تعليقات

د. محجوب آدم



للفائدة اللغوية : نستاء جميعا من إطلاق لفظ كلمة ( الرطانة ) على اللغة النوبية بخاصة ، على الرغم من علمنا بأنها تطلق كل كلام لا يفهمه العرب ، أي الكلام الأعجمي : وفي ذلك تستوي النوبية بكل اللغات الحية غير العربية كالإنجليزية والألمانية وغيرهما ، هذا ما تفهمه من تعريف معجم ( العين ) للخليل بن أحمد : حيث يقول : العين (7/ 413): رطن: ‌الرَّطانةُ: تَكَلُّم الأَعْجميّة. تقول: رأيتهما يَتَراطنانِ، وهو كلّ كلامٍ لا تَفْهَمُهُ العرب .. وبهذا التعريف ورد في معجم تهذيب اللغة (13/ 217) , الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (5/ 2124) وغيرهما .. وفي معجم لسان العرب (13/ 181): ‌قال : التَّراطُنُ كَلَامٌ لَا يَفْهَمُهُ الْجُمْهُورُ، وَإِنَّمَا هُوَ مُواضَعةٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ أَو جَمَاعَةٍ، وَالْعَرَبُ تَخُصُّ بِهَا غَالِبًا كَلَامَ الْعَجَمِ .. وورد في كتاب التعريفات الفقهية (ص105): ‌‌‌الرَّطانة: الكلامُ بالأعجميَّة يعني بغير العربية.
وعلى ذلك فإنك لا تجد في معاجم اللغة العربية أن في إطلاق لفظ الرطانة ‌سُبّة أو عَيْباً على النوبية ، فهي تشترك مع غيرها من اللغات الحية وغيرها في هذه الصفة ، كما أنها لا تدل عندهم أن الرطانة ليست لغة ، بل هي عندهم لغة لا يفهمونها ..
لكن يأتي الإشكال في اطلاق اللفظ في هذا العصر من حيث مفهومه.. إذ تشعر في إطلاقها بالدونية .. أو أنها غير لغة .. ويبدو أنها اكتسبت هذا المفهوم عندنا في صراعنا مع العربية في مواجهة حرص العرب على الحفاظ على لغتهم نقية صافية .. لاسيما بعد أن شعروا بما نالها من تغول اللغات عليها وضعف إجادة الناطقين بها .. بل تجد عالما كابن تيمية ينهى عن رطانة الأعاجم كما قال ( في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص349، 466) ويستدل بحديث لعمر رضي الله عنه (لا تَعَلَّموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا عليهم كنائسهم ) وهو حديث متروك ..
ونخلص إلى ضرورة تجاوز وصف لغتنا بالرطانة ، مع الحرص على تسميتها باسمها ( اللغة النوبية ) ..
إذ لا ضرورة من الصفة مع وجود المصطلح المتفق عليه .

الوسوم د.-محجوب-آدم

التعليقات مغلقة.