يا جماعة القيامة قامت عندكم ولا لسه ؟!!

يا جماعة القيامة قامت عندكم ولا لسه ؟!!
  • 28 مايو 2022
  • لا توجد تعليقات

د. بشير إدريس محمدزين

إستمعت قبل مدة لتسجيل في محكمة لإنقلابيي الإنقاذ حيث تم تسجيل لجماعة من محاميي الإنقاذيين وبينهم (شيخهم أبو بكر عبد الرازق) حيث (سبّ أحدهم الدين) بالميكرفون..ثم وصف لقمان أحمد (بأنه العب أب مناخير) وأثار ذلك ضجة إسفيرية كبيرة!!

• كلنا نتذكر أن الدكتور حسن الترابي كان قد ألقى محاضرة مشهورة ومنشورة في عام ٢٠٠٦م عن (القيامة وعذاب القبر وسؤال المَلَكين إلى آخره) ولقد (نسف) في تلك المحاضرة كل تصورات أغلب المسلمين عن ياجوج وماجوج، وعن عذاب القبر، والثعبان الأقرع، والعقرب التي تلدغ الزول العاصي (فتغطِّس حجرو) من قبرو في الأرض الدنيا إلى الأرض السابعة، كما نسف كل ما تعارف عليه المسلمون من (سؤال ولَبِع) منكر ونكير العجيب داك للمجرمين وتاركي الصلاة وآكلي السحت، وآكلي أموال اليتامى وغيرهم..وفيما يبدو فإن كثيراً مما نشاهده ونسمع به مما يفعله بعض الإنقاذيين والمتأسلمين (وهبرتجية الدين) الآن إنما هو (منظورٌ فيه إلى إنه لا يوجد عذاب قبر أصلاً، ولا منكر ولا نكير، ولا ثعبان أقرع، ولا عقرب، بل ربما لا توجد في ‹فهمهم› قيامة ذاتو)!!!

• والقيامة (كما يتصورها أخوانا ديل) وبدون عذاب قبر وبدون منكر ونكير وبدون الثعبان الأقرع أصبحت محقورة خالص خالص منهم، ثم أنها عند كثيرين أصبحت (حالة ذهنية) ليس إلا، وأصبح لكل إنسان تصورو للقيامة، وللعذاب، والنار وهكذا..

• فأنا مثلاً ما أزال أتذكر، إنو أمي الحاجة خديجة الله يرحمها، وأنحنا صغار، وعندما نعمل (مصيبة) في البيت تستحق العقاب كانت تهددنا من بعيد وهي قادمة نحونا وتقول للواحد منا: إنتظرني الليلة يا كلْب لما أجيك (الليلة قيامتك ربطت)..يعني اليوم قيامتك قامت، واليوم يوم الحساب بتاعك، والليلة ستدخل النار بعد أن تُعَـذَّب (غالباً بأداة العذاب التي في يدها، وهي المفراكة، أو البرطوش، أو مُطرَق (غصن) من مطارِق شجرة النيم الفي الحوش)… هههههههههه..
(هذه حالة ذهنية للقيامة)

• وهناك نكتة متداولة أن أحد المغتربين، وعندما رجع إلى بلاد المهجر من السودان، بعد إجازة شديدة الحر، وكثيرة الضبان والبعوض والغبار، ومقطوعة الكهرباء والغاز والبنزين، وكثيرة الموت، سأله الجماعة (أها يا فلان خليت السودان كيف؟!) قال ليهم (علي الطلاق خليت القيامة قامت تب هناك، وأهل السودان قاعدين يعذبوا فيهم هسه)!! (حالة ذهنية أخرى)

• عندي قريبي (إبن خالي) كان يحب قريبةً لينا حباً شديداً، وكانت هي تواسيه فقط (وتتفهم) حبه لها، وتتعاطف معه فقط، لأن هناك فروقات تعليمية ومجتمعية كبيرة جداً بينهما، وكان هو يعلم، وكلنا نعلم أن هذا الحب سيتم ذبحه يوماً ما تحت عتبة هذه الفوارق (والزمانُ مسغبة).. وكان يكتب فيها محاولاتٍ متعثرة من الشعر والنثر والخواطر، ومع أن تلك المحاولات كانت ضعيفةً جداً، ولكنها كانت صادقة، وكنا مضطرين أن نستمع إليه بتعاطف وهو يقرؤها علينا خوفاً على مشاعره..وفجأةً حصل ما كنا نخشاهُ، إذ جاءنا الخبر أن قريبته وقريبتنا تلك قد خُطبت، وأنها على وشك الزواج، فإنقلب بيت (عزَّابتنا) إلى مأتم كبير يضج بالمعزِّين، وبالعويل، والدموع (والنخجي) (والمخاخيت)..
وفي لحظة يأسٍ قاتلة، وفي منتصف الليل، وكنا ننام أنا وهو متجاورَيْن في الحوش الواسع، أيقظني فجأةً قريبي هذا من النوم، وأنا مغمض العينين، (وبين صاحي ونايم) وقال لي (بالله هسه القيامة دي كان قامت وريَّحتنا ما أحسن ذاتو)؟!!!
قلت ليهو ‹دون وعي› (ومالو، والله على قولك أحسن تقوم.. ووقتها لم يكن عندي ما أخسره) ثم أنتبهتُ لتهوري، فوسوستُ معه قليلاً، وطبطبتُ على مشاعرِه المجروحة، ثم تثاءبتُ (وجبدت) البطانية علي رجليَّ وواصلت النوم !! دي(برضو حالة ذهنية)

• حالة ذهنية آخيرة..
قبل كم سنة عندما عملت لأول مرة مع شركة (وولقرينس) ذهبت إلى مدينة مجاورة لأغطي أحد الدوامات..وهناك عمِل معي فنيان أحدهما بنت مسلمة من أصول بنقالية، ظريفة، وشيطانة، وشرَّامية جداً ‹النوع البكون ماشي وبرقِّص نصو داك›.. وأما الفني فولد أبيض وطويل، وزائد الوزن مع ترهل، ويرسل لحيته، ومبهدل الهندام، ولا تبدو عليه أي علامات (للوسامة) ..لاحظت بعد حين أن البنت تضربه من وقت لآخر على مؤخرته عندما تتجاوزه إلى أحد الأرفف، وعندئذٍ يتضاحكان، ثم لاحقاً سمعتهما يتونسان، وكأنني سمعته يقول لها (ذهبنا أنا وزوجي إلى كندا لنعمل كذا وكذا)!! ولم أصدق أذناي بل كذَّبتهما، ثم عندما ذهب في فترة راحته ناديت البنت وسألتُها وأنا (منطط العينين) (وخائفٌ أترقّب)، وقلت لها (كأني سمعت فلاناً هذا يقول لك إنه ذهب إلى كندا مع أحد أصدقائه لكذا وكذا) وأنتظرتُ ردها !! قالت لي (لاااا.. بل قال ذهب مع ‹راجلو› إلى كندا مش صحبو) !! وفي هذه اللحظة بالضبط شعرتُ أن (القيامة حتقوم) هسه دي قبل نهاية الدوام..وعندما لاحظتْ البنت أنني منصدم، ومُتجَّم، ومصعوق، قالت لي وهي تتلاعب بقلم في يدها وترقّص منتصفها: (وكمان أزيدك من الشعر بيت؟! ‹راجلو› دا من الدولة العربية الفلانية) ثم تركتني ومضت عادي وهي تتراقص!! وهنا بالضبط شعرت بدوار رأس شديد، وسمعت صوت عاااالي يعمل (توووووووت) في إضنيني، وكنت شبه متأكد أنه (صوت إسرافيل وهو ينفخ في الصور) !!

غايتو..

أها إنتوا القيامة عندكم كيف ؟!

••••

التعليقات مغلقة.