٣٠ يونيو قادمة

٣٠ يونيو قادمة
  • 20 يونيو 2022
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

الاجيال السودانية الحالية التي فجرت ثورة ديسمبر لم تر في حياتها ابشع من جريمة فض الاعتصام، ما حدث في ٣ يونيو ٢٠١٩ كان أكبر من طاقة كل الثوار واحتمالهم.

لن ينسى سكان الخرطوم حتى يوم مغادرتهم هذه الفانية مشاهد يوم مذبحة فض الاعتصام وما تلاها من ايام سوداء، امتلأت فيها الخرطوم برائحة الدم والموت والرصاص.

ما حدث للعاصمة في ذلك اليوم والايام اللاحقة من استباحة كاملة بواسطة المليشيات والاجهزة العسكرية لم يشاهده السكان من قبل، وقد كانوا في الماضي حين يواجهون رعبا كهذا يحتمون بقيادة الجيش، فما بالك وأن هذه المذبحة حدثت بالضبط أمام القيادة العامة للجيش وأغلق بعض الجياشة ابواب قيادتهم في وجه الجماهير المرعوبة!!!!

ما يحدث منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر من تسعة طويلة وانفراط أمني يهدد سلامة وحياة الناس، وارهاب واذلال ونهب بواسطة المليشيات للمواطنين في قلب العاصمة، هذا مسلسل محبوك بدقة، هو خطة ذكية لكي يتعود سكان الخرطوم على هذه المناظر، فيتحول عندهم فض الاعتصام وجرائم القتل بواسطة آلة الدولة من جرائم وحشية لا يمكن أن يغفرها مواطن او يتناساها، إلى جرائم معتادة، يمكن للناس ان يتخطوها.

قدمت قوى الحرية والتغيير فرصة ضخمة للقوات المسلحة والاجهزة العسكرية للتكفير عن جريمة فض الاعتصام وما سبقها ولحق بها من جرائم حين وقعت معهم اتفاقية الشراكة، ولكن كما يقول المثل السوداني ( مرمي الله ما بترفع).

القادة العسكريون الذين يحكمون باسم الجيش والمليشيات تنكروا لهذه الفرصة بانقلاب ٢٥ اكتوبر، واعادوا البلاد مرة اخرى لنقطة فض الاعتصام، فكان لزاما على الشعب ان يعود لنقطة ٣٠ يونيو، ليخرج في كامل العظمة والمنعة، فارسا مغوارا يرد على القتلة والطغاة.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.