لا عاصم لك يا برهان

لا عاصم لك يا برهان
  • 02 يوليو 2022
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

ان كان ونستون تشرشل قد قال في اجدادنا في كرري ( كانوا اشجع من مشى على ظهر الارض، ما هزمناهم، ولكن قتلناهم بقوة السلاح)
فان شباب السودان اليوم هم أشجع من يمشي على ظهر الارض، حيث يواجهون الرصاص والبمبان بصدور عارية.

المشاهد التي عكستها مليونية ٣٠ يونيو بالامس تثبت ان هذا الجيل من الشباب لن يحكمه عسكري ولو نفذ الجمل من سم الخياط.

لم تعد القضية لدى الاحزاب السياسية ولا لدى قحت ولا غيرها، القضية اصبحت اكبر من كل القدرات السياسية ومن التسويات والمحاولات الدولية التي تسعى لنزع فتيل الازمة عبر تسوية مع العسكر.

القضية برمتها لدى هؤلاء السمر الذين تلوحهم الشمس ويتراءون من على البعد كالنجوم الزواهر وقد علاها غبار المجرات، مضيئة رغم كل شيء وباهرة رغم كل شيء.

القضية برمتها لدى الشباب السوداني الذي لم تعد امامه خيارات للرجوع، احرق مراكبه واستقبل الرصاص بصدره، فارتقى منه أينع الشباب عمرا، وازهرهم ابتسامة وانضرهم وجوه، وجوه لو علقت في السماء لامطرت رحمة وفاضت بركة، ولكنها للأسف علقت في وطن يحكمه طغاة لا يفهمون معنى للحياة ولا للشباب.

كيف ينظر البرهان إلى ابناءه وهو يقتل ابناء غيره في الطرقات بدم بارد؟ كيف ينظر إلى ابناء اقاربه وهو قد جعل في كل حي صيوان عزاء لشاب في مقتبل العمر؟! كيف يعيش هذا الرجل وقد امتلأت أرض السودان حتى الثمالة من رائحة الدم والموت؟!

هل رجل بهذه الصفات جدير بحكم السودان؟ هل جيش وعسكر يقتلون شعبهم في الطرقات أحق بالعسكرية والسلطة؟!

البرهان وعسكره ومن يطبلون له ومن يحرقون له البخور، والفلول والارادلة والهجويين والاعلاميين الباطلين وشيوخ الضلال الموجودين داخل السودان وفي تركيا وكل من قال عسكرية هم في هذه الدماء سواء.

وبرفقتهم الامنجية الذين يحاولون ان يشتتوا انتباه الناس بالحبكة الأمنية المسماة (فتاة الأستوب ) يظنون ان لهذا الشعب ( قنبورا) !! شعبا يموت في الطرقات اعزلا وهاتفا للحرية والعدالة لا يضحك عليه السذج من الامنجية بالحبكات الإعلامية.

هذا شعب توارث النضال كابر عن كابر، وقدم النفس عزيزة، من أجل الوطن، منذ أمد بعيد، فلن يرجع، حتى ينتصر ويعلق كل هؤلاء الخونة في مشانق الحق والتاريخ.

(كلما تتساقط جثث قتلاهم كانوا يجمعون صفوفهم ويتقدمون للأمام في شجاعة فائقة) هكذا صورهم كتاب (حرب النهر ) في كرري وهكذا كانوا بالأمس وفجر اليوم وحتى هذه اللحظة، يجمعون جراحهم ويمضون إلى العلا عاتيين كالرياح جبارين كالطوفان، فهل سيعصم البرهان من هذا الطوفان عاصم؟! كلا ولا.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.