من ريشي سوناك إلى الذين يشبهونني في السودان!!

من ريشي سوناك إلى الذين يشبهونني في السودان!!
  • 25 أكتوبر 2022
  • تعليق واحد

د. حامد برقو عبدالرحمن

حملة “لا لخطاب العنصرية والكراهية”

 (1)

في 29 سبتمبر، أرسل لي رئيس تيار الطريق الثالث الباشمهندس غاندي معتصم نسخة ورقية من صحيفة الغارديان البريطانية تحوي تقريراً اقتصادياً متشائماً كتبه كل من (لاري إليوت وريتشارد بارتينغتون).

علقتُ على التقرير قائلاً: “أرادت رئيس الوزراء ليزا تراس التحكم على جميع مناحي الحكومة لذا أتت بـ “كواسي كوارتينغ” وزيراً للخزانة، وليس العراقي الأصل ناظم زهاوي”، ثم أردفتُ: “أتصور أن ريشي سوناك كان الأنسب لـ(10) داونيغ استريت، لكن مهما يفعل الناس فإن للعرقية الكلمة الأخيرة”.

ولأن بريطانيا ليست دولة شرق أفريقية أو كاريبية، فإن سياساتها المالية والاقتصادية تؤثر في العالم بأسره (لا أدري إن كنا جزءاً من ذلك العالم الاقتصادي).

لذا تدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتعليق على أخطاء الخزانة البريطانية.

الغاني الأصل ووزير الخزانة كواسي كوارتينغ ليس شخصاً عادياً (أي إنه ليس من شاكلة من تحولوا من تنسيقية الدفاع الشعبي إلى حقيبة الخارجية)، إنما يحمل درجة الدكتوراه من أكسفورد و هارفارد، إلا أنه ساير أهواء رئيس الوزراء تراس (المنتشية بلقب المرأة الحديدية الثانية بعد مارغريت تاتشر) فجرفه السيل الذي لم يمهل سيدته أيضاً لأكثر من 45 يوماً، وهي أقصر مدة قضاها رئيس وزراء في المكتب في تاريخ بريطانيا.

 (2)

بعد 3 أسابيع للتعليق المذكور (الذي أرسلتُ نسخة منه إلى كل من البروفيسور النور حمد والكاتب ثروت قاسم)؛ أقبل ابن المهاجرين الهنديين ريشى سوناك رئيساً لوزراء المملكة المتحدة.

ولا أتصور أن ذلك سيحدث إن كانت الملكة إليزابيث الثانية على قيد الحياة، كنت أرجح الذهاب الي الانتخابات العامة، وفوز حزب العمال، حتى لا يأتي سوناك.

لكن الملك تشارلز الثالث أكثر تسامحاً من والدته. إنها حقبة جديدة وأكثر إشراقاً للمملكة المتحدة.

 (3)

يوم أمس وبعد فوز ريشي سوناك بزعامة حزب المحافظين؛ بادرتُ بمراسلة الصديق نفسه قائلاً: “هي لحظة تعلم للعالم، لكن لا أدري إن كانت منطقة الشرق الأوسط قد تلقت الرسالة”؛ ردَّ صاحب الطريق الثالث السوداني: “لن يحدث طوعاً لكن الدهر سيجبرهم”، ذلك بحسبان أن السودان أيضاً جزء من منظومة الشرق الأوسط ثقافياً وعقلياً (على الأقل).

من المحزن أن يكون أبناء السودان الذين هاجروا إلى الغرب (تحت مبررات مختلفة) هم مصدر الإشعاع العنصري بدلاً أن يكونوا مصادراً للاستنارة، وقبول الآخر بين أبناء وطنهم الأم.

 جل من يتحدثون بسلبية وجهوية في وسائل التواصل الاجتماعي من النساء والرجال السودانيين يقيمون في الدول الغربية؛ هذا بجانب شعبة القبائل بجهاز الأمن والمخابرات السوداني.

الغرب لم يغير فيهم شيئاً؛ لأنهم مصابون بالعطالة الجسدية والفكرية معاً.

كأنما ذهبوا إلى هنالك لتلقي الإعانات الاجتماعية 

 ليتهم اكتفوا بذلك، بل تطوعوا ببث سموم الفرقة، مستقلين يسر خدمات التواصل والاتصال في العالم الغربي، مستخدمين أموال المساعدات الاجتماعية التي يتحملها دافعو الضرائب بالعالم الحر الذي احتضنهم دون معرفة (الأصالة المزعومة) لقبائلهم في السودان.

 (4)

كما ناشدتُ القانونيين من قبل في مقال سابق بضرورة إعداد مسودة مقترحات للقوانين التي تجرم العنصرية؛ بالتوازي أتمنى أن تشمل الحكومة المدنية القادمة وزارة (التضامن الاجتماعي وتعزيز المواطنة)، عبرها نستطيع إعادة تلاحم لحمتنا الوطنية بسياسات وبرامج عملية يعدها وينفذها مختصون.

لردع الوهم الذي يعشعش في رؤوس بعض السودانيين؛ أتمنى وفي ظل وضع ديمقراطي ومدني مستقر أن تقوم الوزارة المقترحة بإجراء تحليلات للحمض النووي لعدد من 50 إلى 100 شخص من أفراد كل قبيلة من قبائل السودان لتتم مقارنتها فيما بينها، ومع نظيراتها في المحيطين العربي والأفريقي.

عندها سيدرك بعض السودانيين كم أنهم يشبهون بعضهم بعضاً!!

د. حامد برقو عبدالرحمن

NicePresident@hotmail.com

رد واحد على “من ريشي سوناك إلى الذين يشبهونني في السودان!!”

  1. يقول العالم دقاش:

    مقال رائع حلل واستنتج بناء على معطيات الواقع .. خرجت منه بنقاط اعتبرها اضافة … لقد كنت د. حامد ..To the point .