من المخازي المؤسفة
عَنْصَرة الفَنْ والمُوسِيقى

من المخازي المؤسفة <br> عَنْصَرة الفَنْ والمُوسِيقى
  • 11 نوفمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

▪️وكأن ذرياب مبتكر السلم الخماسي المعروف بالزنجران والذي زاحم به إسحاق وإبراهيم الموصلي، واجتذب بسحر نغماته جمهورا عريضا على حساب الموصلي وإبنه فتألق به في أمسيات بغداد الرشيّد ولياليها، قلتُ كأن زرياب يتملل في قبره هناك فى الأندلس، راغبا فى زجْر ذاك الموسيقار المصري حلمي بكر المشرف على ترتيبات مهرجان الموسيقى العربية المُقام فى القاهرة، والذي قرر إستبعاد السودان ومنعه من المشاركة بحجة أن الموسيقى العربية سباعية السلالم بينما موسيقى السودان خماسية، لاعلاقة لها بالمهرجان ولاتستحق شرف المشاركة، وكأنما كان الأستاذ الموسيقار حلمي بكر يعاني من انيميا الفن ومصابا بفقر الذوق ومستغرقا في حالة فصامية غريبة لاعلاقة لها بالفن والمُوسِيقى، إِذْ لايُعقل ولايُقبل أبداً أن تكون المُوسِيقي المعروفةبأنها اللغة العالميّة المشتركة لكل شُعوب الأرض لغة مستهجنة، وغير مفهومة لأنها خماسية لاتشبه موسيقى العرب، أو بتعبير أكثر دقّةً لأنهامُوسِيقى سُودانية الجِينات غريبة الملامح واللون، والسًحنة.
▪️أنا لستُ خبيرا مُوسيقيا ولكنني اجدُها مختبئة في داخلي وتلتصق بالكروموزومات، وكأنها، أعني الموسيقى كانت كما الخميرة في عجنة الطينة الأولى التي صنع الله منها آدم، فالنطق إيقاع والنظر إيقاع والخطوات مقطوعة موسيقية متكاملة، ولكن الموسيقار المصري حلمي بكر قد إنطلق باكرا لينضم إلى الرجرجة والسوقة، فراح ينظر للسلم الخماسي بعيون إبليس ويستخدم تقيّيس أبي جهل، وقد تستغربون،وصفي له على ذاك النحو، ولذا، أجدُ نفسي مضطرا لشرح حكاية النظر بعيون إبليس والتقييّس على طريقة إبي جهل،
فإبليس نظر لآدم على أنه مخلوق من الطين بينما هو (إبليس) مخلوق من النار فنظر إلى ذاك المخلوق من الطين نظرة دونية كلها افتخار بنفسه، واحتقار لآدم، وفات عليه أن الطين أفضل من النار لأن الطين هو الأول ومنه خرجتْ النار إلى الوجود، أما تقييّس أبي جهل، فهو ظنه أفضل من رسول الله سيدنا محمد إستنادا على وهم مكانته الإجتماعية كزعيم في قبيلته قريش، ولجهله بأن من ظن أنه أقل منه مكانة هو أفضل خلق الله على الإطلاق وأعظم إنسان على وجه الأرض والمحبوب لكل البشر، وجميع الكائنات لاحقا.
▪️ولعل ما لايعرفه حلمي بكر أن اساس الشعر الرّجز، واصل علم الموسيقى السلم الخماسي، وما التنغييم السداسي أو السلم السباعي سوى طفرة موسيقية لاعلاقة لها بالجنس اللون والقبيلة، ولا أعتقد أن الموسيقار حلمي بكر لايعرف أن السلم السباعي ليس محبوسا في حدود الأقطار العربية، وأن السلم الخماسي المبغوض لديه، لا وجود له في البلدان العربية، والمخجل أن يجهل وجود السلم الخماسي وعراقته داخل مصر نفسها، وكأنه لايدري إنتشار هذا السلم الموسيقى العريق حيث تتمركز حضارة مصر، فصعيد مصر النوبي وعنوانها منذ ماقبل التأريخ لم يزل يغني ويرقص على وقع السلم الخماسي الساحر، ثم إنه يجهل أميز أنواع الموسيقى في شمال أفريقيا حيث ازدهرت الموشحات وتألق الفن في أرض المغرب الحبيب ففي جنوب المغرب يجد السلم الخماسيي إستحسانا.
السلم الخماسي أكثر عالمية ياحلمي بكر، فعلى انغامه ترقص الهند والصين، وكثير من دول آسيا، وهو نفسه السلم الموسيقى، للأمريكيين وأستراليا وغيرها من جذر المحيطات.
▪️فالسلم الخماسيي لن تهزمه السودنة، ولأن الأغنيات السودانية المموسقة على السلم الخماسيي يتغنّى بها ثلث الشعب المصري (صعيد مصر) فاسأل الفنان الكبير محمد منير فقد تتجلى عنده الحقيقة فيقول لك لاتظلم السلم الخماسي وتمنعه من مهرجانات الموسيقى لأنك تعتقد أنه سلم سوداني لاعلاقة له بالموسيقى، ثم لأنك تجهل أنك لاتستطيع منع السلم الخماسيي من المشاركة، ولكنك فقط تستطيع أن تمنع السودانيين من المشاركة، لأنك تحاول أن تقول عبر مهرجان الموسيقى أيها السودانيون لايمكن أن تشارك نا المهرجان لأنكم لستم عربا.
و المؤسف جدا أنك تعتمد فهما مشوهاً لمعنى العروبة، ولذا ابتدعت نهجا غريبا ومخزيا، تستحق عليه العقاب وهو عنصرة الفن والموسيقي.

mhgoub33@gmail.com

التعليقات مغلقة.