سقوط الأقنعة

سقوط الأقنعة
  • 24 نوفمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري

وأخيراً وبدون مواربة كشفت الحركات المسلحة عن وجهها الحقيقي، ووقف معهم اردول عارياً، واختفت الكلمات والعبارات التي طالما تشدقوا بها عن سيطرة النخب وسيطرة المركز، وأبناء الهامش، وتغيير السودان القديم، وتفكيك الشكل القديم للسودان. كل هذه الشعارات التي صدعوا بها الرؤوس سقطت غير مأسوف عليها، ورموا بأنفسهم في أحضان النخب التي طالما ادعوا زوراً وبهتاناً أنهم أتوا لتحرير الوطن منهم.
هاهم اليوم، وبدون أن يطرف لهم جفن يقومون باختيار نجل الميرغني زعيماً لهم، وسقطت أوراق التوت التي كانوا يوارون بها سوءاتهم في مسرحية سيئة الإخراج من الجارة الشمالية، التي لن يهنأ لها بال طالما هناك ثورة في جنوب الوادي ربما تخرج جارتها الجنوبية من تحت سيطرتها اأابدية.
من حق الجارة الشمالية أن تعمل ما تريد من أجل الحفاظ على مصالحها، ولا نلومها على ذلك، ولكن ما بال هؤلاء يبيعون حتى أنفسهم، ناهيك عن شعاراتهم بكل هذه البساطة التي لم يتخيلها أحد؟

هل يستطيع أردول بعد اليوم أن يحدثنا عن تفكيك المركز ؟ وهل يستطيع جبريل بعد اليوم أن يقول لنا عن سيطرة النخب النيلية.
ووالله وتالله أنَّ هؤلاء لن يتورعوا عن بيع كل شيء من أجل استمرارهم في كراسي الحكم، والجارة الشمالية فهمت ذلك جيداً، وعلمت أن هؤلاء فقط نمور من ورق، ويلهثون وراء كراسي السلطة، وبأي ثمن كان؛ لذا ارسلت لهم مندوبهم السامي ليقول لهم أطمئنوا لن تنزع منكم السلطة طالما أنتم تحت عباءة مندوبنا السامي.

أصبحت المعركة واضحة المعالم، وأصبح ( اللعب على المكشوف) إلا لمن في عينيه رمد.

أيها الجزريون..جزريتكم لن تفيدكم .. أيها المركزيون ..مركزيتكم لن تفيدكم.. يا لجان المقاومة .. مقاومتكم لن تفيدكم .. تناسوا خلافاتكم الجانبية وعودوا لثورتكم بقلوب مفتوحة. وتأكدوا أن الحل الوحيد أمامكم أن تتحدوا، ولن تفيدكم تسوية ومهما كان شكلها ومضمونها.

وكررت كثيراً، ولن أتوقف من التكرار العسكر لن يتنازلوا عن السلطة، والبرهان لن يترجل عن كرسيه، وها هو يكسب صباح كل يوم ارضاً جديدة وانتم تخسرون أرضاً.
لا الرباعية ولا الثلاثية ولا فولكر ولا غيره يمكنه أن يعيد لكم ثورتكم. أنتم بأيديكم فقط من يمكنه أن يعيد للثورة مجدها وألقها وبريقها الذي أنطفأ جراء المواكب العقيمة التي لا هدف لها إلا بلوغ القصر!! كأن ثورة ديسمبر مسجونة في هذا القصر وانتم تريدون تحريرها!!
الثورة مسجونة في خلافاتكم، وليس في قصر ( الرمم) كما تسمونه.

وكان الله في عوننا


رمزي المصري

التعليقات مغلقة.