لماذا يولول أردول؟

لماذا يولول أردول؟
  • 11 ديسمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

حيدر المكاشفي

من أمثالنا الشعبية السودانية المفصحة، هناك مثل يشكك في حقيقة نباح الكلب، والمثل يقول (الكلب ينبح حرصا علي ضنبو)، ومؤدي المثل يذهب الى أن الكلب حين ينبح انسانا أو أيا من كان ويهوهو فيه، انما يفعل ذلك حرصا على ذيله من أن يطاله القطع والبتر، وليس دفاعا عن صاحبه وان استفاد صاحبه من نباحه، والمثل يضرب في بني البشر على من يبدو ظاهريا أنه يستميت في الدفاع عن شئ ما أو شخص ما ويهاجم بضراوة مناوئي ذلك الشئ أو الشخص، بينما الحقيقة أنه يدافع عن نفسه من خلال دفاعه عن ذلك الشئ أو الشخص،
وعلى غرار هذه الممارسة ابتكر منظرو كرة القدم خطة (الهجوم خير وسيلة للدفاع) التي ظلت سائدة لفترة طويلة ولا زال بعض مدربي كرة القدم على قناعة بها، أما صاحب الخطة الأصلي التي استلفها منه الكرويون فهو القائد الفرنسي نابليون بونابرت الذي تنسب اليه خطة الهجوم خير وسيلة للدفاع ، فقد كان نابليون يلجأ للإجهاز على الخصم في الحرب بمبادرته ومباغتته بالهجوم حتى لا تكون لديه الفرصة لمهاجمته ووضعه في خانة المدافع، وهذا عين ما يفعله الآن أردول السكرتير السياسي لحزب أردول وعسكوري المسمى التحالف الديمقراطي للعدالة الإجتماعية، الذي لايتعدى مجموع عضويته حمولة ركشتين وهايس، وكانا أردول وعسكوري قد كونا هذا الحزب الوهمي في عجالة لنيل نصيبهما من المال والسلطة، وللأسف نالا ما أرادا بتلك الفهلوة، فتسنم الأول منصب مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية وهي مؤسسة تحتكم على موارد ايرادية ضخمة ويقبض مديرها أردول راتبه بالدولار الحار، أما الثاني فقد شغل في البدء منصب مدير إدارة السلع الاستراتيجية بوزارة المالية، قبل أن يزاح عنه لـ(ملابسات ما)، ليصبح بعد الانقلاب مديرا لشركة عزة المعقل الكيزاني المعروف والذي شغل فيه جبريل ابراهيم منصب المدير ابان العهد البائد..
المهم أن أردول حين أحس بدنو أجله الوظيفي في الوظيفة الدولارية، وربما كذلك تحسبا وتحوطا وخوفا من ما يلاحقه من اتهامات بالفساد، لهذا طار صوابه وجن وفقد المحنة والمحبة للعسكر، فطفق يكيل السباب والاتهامات لاحبائه السابقين العسكريين البرهان وحميدتي ويدمغهما بالكذب والتلفيق، ولا تثريب عليه، فمثله وفي حالة مودته وموالاته السابقة للعسكر وحالة هيجانه وغضبته الحالية عليهم، من أين له ان يدرك حكمة الحديث الشريف الذي يقول (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما)،
كما لم يدرك أن السياسة فعل متحرك..غير ان أكثر ما يسؤ في هضربة أردول هو حديثه الذي يجعل من أجهزة المخابرات مثل (وكالة علي شدو في مدني مفتوحة للغاشي والماشي) ومثل بوابة من غير بواب، أو جنينة وغفيرها نايم، بأن جعل تقاريرها المفترض أنها غاية في السرية، مبذولة ومتاحة وقاعدة في السهلة والصقيعة، وهو أحد من اطلعوا عليها واستشهد بها، فهل ترى الأمر كذلك أم ان لأردول عيون وجواسيس اخترق بها هذه الاجهزة..فمن يجيبنا أردول أم الاستخبارات..
الجريدة

التعليقات مغلقة.