إنهم يبيعون الثروات والثورات أيضاً

إنهم يبيعون الثروات والثورات أيضاً
  • 05 يناير 2023
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

▪️الأخلاق لا تسقط الا عندما يدّعي الفاسدون انهم أهلها، واللصوص هم خبراء يستخدمون خبرتهم للتخريب، والدول المأزومة هى التى يتوّهم سياسيوها انهم آلهة يستحقوق الخلود بينما تظن شعوب تلك الدول المأزومة أن العبودية أفضل من الموت من أجل الحرية والإنعتاق، فتكون النتيجة أن تظل حبيسة في سجنها المتطاول بينما يمارس سياسيوها الآلهة ولصوصها الخبراء تجاوزاتهم كيفما يرغبون، بلا حسيب أو رقيب ولايهمهم معاناة الشعب ومسغبته، ويكاد وضعهم النفسي يتفوق على ماري انطوانيت زوجة لويس السادس عشر ، عندما رأت جموع الشعب الفرنسي وقد خرجت ثائرة إحتجاجا علي موجة الجوع وضد الحكومة فتساءلت لماذا يثور هؤلاء؟ فاخبروها بأنهم جوعي فقالت بصلف (لماذا لاياكلون الجاتوه أو البسكويت؟)
▪️السيد جبريل إبراهيم وزير المالية الحالى سامحه الله كأنه احد وزراء لويس السادس عشر، وليس لديه معلومات حقيقية عن حال الشعب السوداني مثل ماري انطوانيت تماما، لايعرف أن الشعب (أصبح على الحديدة) محاصر بالفقر ومهدد بالمرض وموعود بطوفان الجهل، والسبب الأرقام الفلكية للرسوم والمعدلات المذهلة لزيادة أسعار الخدمات الحكومية، إذ لايعقل أن تتجاوز نسبة زيادة رسوم ترخيص السيارات ال150%، وأن تبلغ رسوم إستخراج الجواز 50 ألفا، ورسوم المغادرة 50 ألفا، أما الرسوم الدراسية للجامعات الحكومية والجامعات الخاصة وحتى رسوم الجلوس لإمتحان الشهادة السودانية يهدد مسيرة التعليم في السودان قاطبة، والمؤسف أن الحكومة ووزير ماليتها تعتقد أن الشعب هو بقرتها الحلوب، وكأنما المواطن يمتلك المليارات المكدسة بمخزن ملحق بمنزله.
وزير المالية يقول أن الجنيه السوداني يسجل إستقرارا في سعر صرفه ويصمد وحده، بينما الدولار والجنيه الإسترليني واليورو تتآكل جميعا، وأن معدلات التضخم تتراجع في السودان، بينما يصرح اردول المسئول الأول عن المعادن أن السودان حقق أعلى مستويات الإنتاج وتم تصدير أضخم كميات من الذهب تفوق كل ماتم تصديره سابقا.
وللوزيرين كامل الحرية في التصريحات، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة، إين تذهب هذه الإنجازات والعائدات؟ لأن أساتذة الجامعات والمعلمين في كل انحاء السودان، ومنسوبي القطاع الصحي وغيرهم يهددون بالدخول في إضراب عن العمل لأن الحكومة عاجزة عن تلبية مطالبهم بزيادة مرتباتهم.
▪️ سرقة الثروات لاتحدث عبر التهريب، أو السماح لجهات اجنبية بالتسلل لموقع الثروة وشرائها بالعملات المحلية وتصدير ها لصالحها لتجني تلك الجهات الدولار، ولكن سرقة الثروات تحدث أيضا بغياب الدولة ورقابتها وقوانينها الصارمة تجاه كل انواع التجاوزات التي تضر بحق الشعب السوداني في العيش بكرامة.
الثروات تسرق بدهاء وذكاء وقد قال حكماء السودان ( البيسرقك ادهي منك) ومن يسرقون الثروات ويبيعونها لصالحهم أو لصالح جهات أخرى،هم من يستطيعون أيضا سرقة الثورة وتحويلها لصالحهم أو بيعها لجهات أخرى.
ولا حول ولاقوة الابالله.

mhgoub33@gmail.com

التعليقات مغلقة.