إشتباكات الجنرالين شواهد ماقبل وأثناء الإشتباكات

إشتباكات الجنرالين شواهد ماقبل وأثناء الإشتباكات
  • 08 مايو 2023
  • لا توجد تعليقات

محمد يعقوب جادالكريم


ظلّ المواطنون داخل العاصمة الخرطوم يراقبون المشهد السياسي المتوتر حول المؤسسة العسكرية السودانية قبل الإشتباكات المسلحة بأسابيع حيث خرجت إلى السطح العديد من التصريحات والتصريحات المعاكسة التي أطلقها الطرفان الفريق أول/عبدالفتاح البرهان .. والفريق أول/محمد حمدان دقلو من خلال مناسبات مختلفة يغلب عليها الطابع الإجتماعي ، تلتها حشود للقوات المسلحة وحشود أخرى لقوات الدعم السريع ، بعد ذلك شاهد العديد من المواطنين أرتالاً من العربات العسكرية على متنها دبابات تتبع للقوات المسلحة قادمة من الشمال متوجهة إلي وسط الخرطوم ، في المقابل تابع العديد من الناس نشاطاً متزايداً ربما يكون إعادة تموضع لقوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم ، وفي 13 أبريل عبر مؤتمر صحفي صرّح الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة أن قوة مسلحة قوامها 100 عربة مدججة بالسلاح تتبع لقوات الدعم السريع وصلت إلي مطار مروي الدولي دون تنسيق مع القوات المسلحة ، سريعاً ردت قيادة قوات الدعم السريع ببيان قالت فيه إن وجود هذه القوة في مطار مروي الدولي يأتي ضمن مهامها الروتينية التي تقوم بها في المنطقة ، وقبل هذا الحراك المكثف للقوتين تابع الكثيرون التصريحات الصريحة لنائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي التي وصف فيها أن ما حدث في ٢٥ أكتوبر 2021 م هو إنقلاب على الثورة والحكومة الإنتقالية التي من ضمن مهامها العمل على قيام إنتخابات حرة ونزيهة في نهاية الفترة الإنتقالية وفي موقف بطولي تقدم بأعتذار صادق للشعب السوداني على ماحدث ، تسارعت الأحداث حيث تفاجاء الجميع بتصريح من قوات الدعم السريع يقول إن قوة مسلحة حاصرت معسكر قوات الدعم السريع بأرض المعسكرات في سوبا عند فجر يوم السبت ١٥ أبريل ٢٠٢٣م وتم التعامل مع تلك القوة عسكرياً بمبدأ الدفاع عن النفس ، بعد ذلك مباشرة تم توجيه الإتهام إلي رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية بأنه قد أرخي السمع إلى بعض عناصر حزب المؤتمر الوطني السابق الذي أسقطته ثورة ديسمبر عام ٢٠١٩م وهي أكبر ثورة شعبية منذ أن نال السودان إستغلاله عام ١٩٥٦م ، هذا الإتهام صدرّ مباشرة من نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام لقوات الدعم السريع ، متهماً البرهان بالخائن والمجرم والكذاب وقال إن البرهان مع مجموعة من عناصر حزب المؤتمر الوطني السابق قد أعدوا عدتهم للانقضاض على مشروع التحول الديمقراطي في السودان وإفشاله من خلال قطع الطريق أمام الاتفاق الإطاري ، وهذا لن يتم إلا بعد حسم وإقصاء قوات الدعم السريع عسكرياً بأعتبارها حامية للإتفاق الإطاري والضامن لإستمرارية الفترة الإنتقالية وفي تصورهم بعد إقصاء قوات الدعم السريع سيعملون على فرض واقع سياسي جديد يتيح لعناصر النظام السابق الدخول للمشهد السياسي السوداني عبر بوابة الجيش ، سيناريو يشبه ما قاموا به من إنقلاب على النظام الديمقراطي في السودان عام ١٩٨٩م ، كما وجه أصابع الاتهام أيضاً إلي مجموعة من عناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول إتهمهم بأختطاف زمام القيادة من القائد العام للقوات المسلحة وباتو يتحكمون في توجيه بوصلة التوجيهات الخاصة بإدارة الأزمة وعلى رأس هؤلاء..علي أحمد كرتي و أسامه عبدالله..هذا السيناريو تدعمه البيانات التي أدلى بها عناصر النظام السابق منها بيان وزير الخارجية السابق في حكومة المؤتمرالوطني على احمد كرتي الذى أوضح فيه أن الحركة الإسلامية بكامل عضويتها مع القوات المسلحة السودانية في معركة الكرامة كما وصفها ، كذلك ظهور خطابات أخرى في عدد من الإفطارات الرمضانية مثل خطاب السيد/الحاج آدم يوسف النائب السابق لرئيس الجمهورية ، وخطاب المهندس/إبراهيم محمود حامد الأمين العام السابق للمؤتمر الوطني المحلول وحتى تكتمل وتتسق أركان مسرحية الهجوم على قوات الدعم السريع تعمدّ البرهان مع مجموعة المؤتمر الوطني المباد تضليل الشعب السوداني وإرباك المشهد السياسي العام ، حيث تمترس البرهان في جزئية محددة داخل فقرة دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهي جزئية الفترة الزمنية للدمج والمراقب لمشاورات الاتفاق الإطاري يلاحظ أن جزئية الفترة الزمنية للدمج لم تجد الوقت الكافي للنقاش والتداول حتى تفاجأت قوات الدعم السريع بقوات مسلحة تحاصر قواتها المتمركزة في معسكرها بأرض المعسكرات بسوبا حيث تمّ إطلاق الطلقة الأولى في الإشتباكات المسلحة بين الطرفين ، وهنا يقول الحريصون على أمن الدولة ووحدتها وسلامة شعبها إن الخلاف في الفترة الزمنية لعملية الدمج لا ينبقي أن يكون سبباً يؤدي إلي إشتباكات مباشرة بين الجيش والدعم السريع طالما أن مبدأ الدمج محسوم ومرحب به من طرف القائد العام لقوات الدعم السريع ، تسارعت الأحداث وبعد ٢٤ ساعة فقط من إندلاع الاشتباكات أعلن الجيش أن قوات الدعم السريع أصبحت قوات متمردة على الدولة ، هنا ووفقاً للوقائع ومسببات الإقتتال نجدُ أن كلمة تمرد هي كلمة غير لائقة في وصف قوات الدعم السريع الطرف الثاني في الإشتباكات نظراً لرصيد الدعم السريع الزاخر بالبطولات والتضحيات التي تهدف إلي وحدة الوطن وأمنه ، يعلم العاقلون أن قوات الدعم السريع لن تتمرد وقائدها العام الفريق أول/محمد حمدان دقلو قد أرتقى بمواقفه الوطنية النبيلة ليصبح نائباً لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، لكن الواضح أن البرهان وزمرته أرادوا تشويه الصورة الزاهية لقوات الدعم السريع عبر حملة إعلامية واسعة تعتمد على التضليل والكذب ، إن البرهان وزمرته باتو يغردون خارج السرب ويعملون على إلصاق التهم التي ليس لها إرتباط بقوات الدعم السريع ظناً منهم أن محيط السودان العربي والافريقي والمجتمع الدولي سيبتلع الطعم وتنطلي عليه الحيلة ، هي حيلة كان القصد منها أن يدين المجتمع الدوليّ قوات الدعم السريع بأشد العبارات ولكن خاب الأمل ، فدول العالم أزكى مما يتصورون وتعلم جيداً ببواطن الأمور فالمتابع لمواقف شركاء السودان وحلفائه من الدول العربية والأفريقية والغربية + روسيا والصين .. يجدهم يقفون حتى الأن على مسافة واحدة من طرفي النزاع بل يحثونهم على حل الخلافات بالتفاوض ، إن كلمة التمرد في حق قوات الدعم السريع أقل ما يمكن أن نوصفها به أنها كلمة باطلة أرادوا بها باطلاً أكبر ربما سيجر الشعب السوداني الكريم إلي فتنة تنتهي بتمزيق السودان .

التعليقات مغلقة.