التلاقح الثقافى ..والتلاقح الشمبولى وصاحب رواية “السواد المر”

التلاقح الثقافى ..والتلاقح الشمبولى وصاحب رواية “السواد المر”
  • 05 يونيو 2023
  • لا توجد تعليقات

د. فخرالدين عوض حسن عبدالعال

صديقى الاثير محمد سليمان الفكى روائي عالمى تدرس رواياته فى ثلاثة جامعات اميريكية، وله رواية هى ” السواد المر” .. احدثت ضجة عالمية وتمت ترجمتها الى العديد من اللغات الحية، ورغم ذلك غير معروف كما ينبغى فى السودان!!
ايام اقامتنا فى لندن اعتدنا على اقامة منتدى اسبوعى فى فندق بلازا المطل على حديقة الهايدبارك الشهيرة، نستضيف فيه العرب والعجم وكان من ضيوفه الابرز رئيس وزراء لبنان الاسبق السيد رغيد الصلح الذى حدثنا باثارة عن الديمقراطية التوافقية فى لبنان ..
ويومها وبدون مناسبة تداخل وزير سودانى سابق واتهمنا باننا نتلقى دعم مخابراتى لانه لا احد يستطيع ان يدفع اجرة تلك القاعة الفخمة وفى نفس الوقت يكون مستشارا لجريدة “الفجر” اللندنية ..
وعندها قاطعه السياسى الفخيم بونا ملوال: وانا ايضا مستشار للفجر ولا اتلقى منهم مليما واحدا!!..
وكادت ان تنتهى الندوة بالصخب لولا تدخل استاذنا ربيع حسنين: يازول فخرالدين حبيب الملايين لا يشترى ولايباع وانا عارف البير وغطاها …
وضحكت فقد كان امر ” البير وغطاها” اننا عملنا لقاء سياسى فى هذا الفندق كلفنا مبلغا كبيرا جمعناه من كافة الحاضرين بعد عناء ..وخرجنا على فهم بانها المرة الاولى والاخيرة ..
لحق بي مدير الفندق وطلب منى ان امنحه من وقتى ربع ساعة لو امكن، فوافقت بشرط كباية نسكافيه مجانية وقطعة كيك! وفى هذا الفندق كل شئ بقروش مبالغة!! ..
افادنى مدير الفندق بان الحضور للمنتدى كان كبيرا مما اثر على المبيعات ايجابا بطريقة لم تحدث من قبل من فترة طويلة ..وانه مستعد ان يعطينا تخفيض 50% من اجرة القاعة فى حالة الانتظام الاسبوعى فى تلك اللقاءات ..
اخبرته انه لو منحنا تخفيض 90% فاننا لن نستطيع اقامة اى نشاط فى هذا الفندق وهذه هى المرة الاخيرة ..فضحك وقال لى: لك ما تريد ..القاعة مجانا ..شرطا ان تتركوها نظيفة ومنظمة مثل لحظة الاستلام ..وبالطبع وافقت بدون اى تردد..
واصبح اسمنا فى لندن ” مجموعة بلازا” اشارة لاسم الهوتيل ..وشهدت تلك القاعة نشاطا عظيما اداره بكل اتقان وشطارة صديقى محمد سليمان الفكى الشاذلى ..وهو يردد عبارته الشهيرة : ” تلاقح الثقافات “..
والتى وجدت صدى فى نفسى وتجاوبا عظيما لدرجة الابحار فى عمقها ..أملا فى اللؤلؤ والمرجان ..
فترجمتها الى تلاقح ثقافات وانساب ..ودم ..وحب وحرب وسلام ..
ودخلت من باب “تلاقح ثقافات” محمد سليمان لاجد نفسى مع فيكتور هيجو وتولستوى وصولا الى جارلس دقنس فى المدينتين وذهبت مع مرجريت ميتشيل مع الريح..
يا لك من مبدع يا ود سليمان ..فقد فتحت لى باب التلاقح واسعا ..فدلفت منه مسرعا ولم اتمكن من الخروج حتى اللحظة!! ..
ولكن دعنى يا محمد احكى لك نكته ..
وقبل ذلك، وفى هذه اللحظة تذكرت اول شخص فى حياتى سمعت منه جملة “الشقيق الاثير” انه صاحبى الذى لم يفارق مخيلتى على ابوسن طيب الله ثراه ..فرغم وجود الايميل الا انه كان يفضل مراسلتى بالبريد ..وعندما اجد فى الظرف:
الى شقيقى وصديقى الاثير فخرالدين
اعرف مباشرة انه من على ابوسن ..
وفى هذه اللحظة “ركت” فى مخيلتى رسائله الى المجذوب فى سفره القيم ” المجذوب والذكريات” والذى اهدانى نسخة منها بخط يده ..استلفها صديقى د. صديق الزيلعى ..وخرجت ولم تعد حتى الان وتركت فى النفس بعض انين وحنين ..
نعم يا محمد لقد فتحت لى باب ” التلاقح” وهو احد ابواب الجنان فوجدت نفسى متسكعا فى ازقة العالم الفسيح فتجدنى مرة فى احد قرى ماكسفيلد فى الشمال الغربي لانجلترا ويصفر لى اهل القرية مثل “البعاتى” وانا بصحبة الفاتنة كاثرين ..
وتارة فى اقصى جنوب الهند حيث يعبدون الابقار ويصنعون القنبلة الذرية!!
ومع طائر الهوى فى اغادير مدينة الساحرات التى تخافهن حتى نساء المغرب الزوين ..وعندما يذهب الزوج الى اغادير تنوح زوجته وتتوه الى ان يرجع من “السوسيات الواعرات بزااف”!!
ولا تحلو زيارة المغرب دون الحج الى المدينة الحمراء مراكش والتمتع بنخيلها الباسقات والطنجية والكسكسى والبصيلة واكلة اسمها ” الرفيسة ” ..تعدها الزوجة الى بعلها فى يوم رمى الجمرات!!..
واقضى نهارى فى الماجوريل حيث كل نباتات العالم وحسانه ..وازهاره ونخيله وصباره..وفيها احسب نفسى فى احد افلام الكاوبوى الاميركية ..
وفى ” اصيلة “حيث تكمن روح صفيك الطيب صالح ، طيب الله ثراه، وعطر سيرة حواره البديع الوفى بنعيسى، الذى احب شيخه من رأسه حتى اخمص قدميه ..يطيب لى ان اتسكع فى ميدان اخضر كان يوما مكانا للقمامة ..فطهره وشجره وخضره وازهره الوزير بن عيسى واطلق عليه
” ميدان الطيب صالح” ..
فى هذا المكان العبقرى الوفى ..تجد الزين يتسكع ويطلق ضحكاته ..وترى بت مجدوب وهى تروى قصة فحولة زوجها الذى لا يتركها يغمض لها جفنا حتى يؤذن الفجر ..يالها من عبقرية وحلاوة ونداوة وطراوة!!
يا عزيزى محمد سليمان ..لقد شممت عبق التاريخ فى اندلسيا وانا اتجول فى غرناطة ..وقصر الحمراء واتخيل ولادة بنت المستكفى ..وابحرت مع طارق بن زياد ..
ووصلت اشبيلية مدينة البرتقال والنساء ..ولعل الفرعون وردى واسماعين ود حد الريد يعلمون اكثر منا العلاقة بين البرتقال والنساء شجونا..
ونغنى مع عركى بعض الرحيق انا والبرتقالة انت !! ..
واصلت المسير الى اخر نقطة فى قارة اوربا ..ومنها بمنظار فلكى قديم رأيت عروس المغرب طنجة التى تسرح وتمرح فيها حسناوات شمال المغرب ..وفي شمال المغرب تسكر بدون خمر وتطرب دون غناء!!
سي محمد سليمان ..
يا لك من ساحر جعلتنى اصلى فى مسجد القيروان العتيق.. وسافرت بى الى سوسة و ومدن منسية “برشة” فى تونس البرتقال والزيتون والشابي وعذبة انت كالطفولة كالاحلام كالصباح الجديد ..تونس الحب والثورة ..والياسمين!
يا محمد وانت تذكرنى ايضا برائعة جماع: ماذا عليك اذا نظرنا … فتلاقح الثقافات جعل دمى يفور ويمور ..ويختلط من المتوسط الى البحر الاحمر وحتى الكاريبى والاطلسى..الى جبال القوقاز التى اطل عليها من نافذة غرفة نومى ..فتزيدنى شموخا واباءا ..وخضرة.
واعود كل حين لاتطهر بماء سليل الفراديس نهرنا الخالد النيل العظيم واغنى مع عثمان حسين ..وبدون ان تكتمل “الغنيوة” احمل زادى من الشجون ..واصل حتى عدن واحسب نفسى قد ارهقنى السفر ..فاستريح قليلا واواصل المسير شرقا وغربا دون كلل او ملل..فان قلبي الرهيف لا يتحمل “الهبباى”!
ولكنى صدقا، ابدا لم احسب نفسى اصل سواحل البحر الاسود وادلف متحررا من القيود الى ساحل بحر قزوين ..واتعمق فى الريف الاذري ..ماذا فعلت بي يا صديقى الاثير؟
فقد وجدت نفسى وبدون حساب او تخطيط اجوب كافة بلاد الاذر واتعمق فى ثقافاتهم ..وياله من عمق ..بدأ من الهضاب والسهول وصولا الى الجبال ..والرعد والامطار ..والدم والدموع والحرب والحب والسلام !!..
فتلاقحت معهم الى الاعماق..وكأنى اراك تردد عبارة صديقك الصدوق الجميل الاثر الخالد الكلمة
الطيب الاثر، الطيب صالح: يازول يازول يازول ..وهو يستمع بانبهار الى حكايات صديقه الفنان الصلحى!!
واخذت معى الاذرية اينور .. الى امدرمان وهنالك اصبحت شاطرة فى صنع العصيدة وملاح الروب والقراصة بالويكة ..
وتواصلت مع امى البسيطة بدون حوجة الى لغة او ترجمة يا محمد ..فان الحب هو اعظم لغة فى الدنيا ولا يحتاج الى وسيط او وساطة ..اليس كذلك يا صديقى؟
اليوم حدثتها اننى سوف اكتب عن “التلاقح”..فانبهرت وصاحت: تقصد شمبول ..
لحظتها ضحكت حتى كدت ان اسقط ارضا ولازلت ..
شمبول صديق عزيز وزميل دراسة و “كاس” هواية وصلت حد “الادمان” ..
وهو مربي لماعز السعانين ويحرص على جلب السلالات النادرة منها ..
وهو رجل اصيل وكريم اعتدنا ان نذهب اليه فى زيارات منتظمة ونخرج منه بالطيبات والحليب ..وزوجته بنفس الصفات ..فتمنح اينور الاذرية، الدلكة والخمرة والبخور والصندل والصندلية!!
وعندما تحتاج عندنا الماعز الى “التيس” نأخذها الى شمبول فى فسحة شم نسيم وشهر عسل ..فتقول لى اينور: كيف تفعل ذلك بدون خجل !؟
واليوم عندما ذكرت كلمة تلاقح واحببت ان اشرح لها المعنى صاحت: like شمبول!!
تخيل ان “التلاقح ” يا صديقى محمد اصبحت ترجمته: شمبول!!! ..
لقد سبقت يا عزيزى محمد ..الزميل شمبول فى مضمار تربية الماعز ..وكنت قبل سنين طويلة قد جمعت قطيع من الشرق والغرب وكان حينها الهواة يتبادلون الهدايا بحب وبعيدا عن الماديات ..وتربطهم بحيواناتهم علاقة عشق غريبة وعجيبة ..
فقد كنت عندما اتوقف بسيارتى امام
“قصر الشوق” تبدأ الحيوانات فى الاستقبال باصواتها والوقوف فى انتظار طوافى عليها جميعا ..فقد اعتدت ان ابدأ جولتى بزريبة الماعز
وتبدأ “لوزة” فى القفز واخراج اصوات كنت اسمعها: والله مشتاقين ..وكأنى ولهان قد منحنى سيدنا سليمان من قبسه!!
و “لوزة” هى اميرة الماعز التى تسر الناظرين بلون ابيض من حليبها الفردوسى ..وعيون تفوق المها جمالا ..وهى اقرب للظباء من الماعز ..الذى كل منه يحمل اسما وتاريخ ميلاد وخلفية !!
وبعدها يأتى دور بقراتى السبع وتتقدمهن الدلوعة “جميلة” التى لا تبعد عنى ان لم المس كافة راسها بكل حب وحنان ..ويوما وجدتها حزينة يكاد الدمع يطفر من مقلتيها …فسألت عبداللطيف ذلك الفتى النيلى المملؤ كبرياء وشهامة وعفة ورحمة: ما بها “جميلة” يا عبداللطيف ..فسكت ولم يجيبنى ..
وسمعت صوت عم محمد وهو فلاح
مصرى بدأ العمل عندنا حديثا وهو يشير الى رجله وبان جميلة قد “عفصته” وضربها!! فدخلت اليها بسرعة ابحث فى جسدها فوجدت جرحا متورما فطلبت من عبداللطيف ان يحضر ادوية التضميد والتطهير ..وان يطلب من عم محمد ان يجهز شنطته وحسابه للمغادرة ..فاننى وقساة القلوب الذين لايرحمون الحيوان خطان متوازيان لا يلتقيان ..
وعند ذكرى ابقارى تجول بخاطرى طرفة احتجاج رجل تعرفه جيدا يا محمد وتذكر ما قاله وقد كنا سويا صحبته عند لقاء الدكتاتور المخلوع البشير ..واذكر جيدا يوم ان ذهبت فى صحبتى فى اجتماع فى داره العامرة واصريت عليك ان تتذوق ” الغباشة” !!
طبعا عرفت من اقصد ….عمنا المناضل حاج مضوى طيب الله ثراه وكرم وجهه..وعلاقته بموضوع ” التلاقح” انه يوما زعل منى وكانت الاولى والاخيرة ..عندما علم انى استعمل التلقيح الصناعى ..وقال لى: هذا حرمان لا يجوز وضد الطبيعة وعمل غير انسانى!!
وواصلت جولتى يومها فى ” قصر الشوق” وانا حزين لجرح “جميلة” ..
وفى معبدى ” قصر الشوق” أتأمل الجمال وخلق الله، فازداد قربا ومحبة لله جلا جلاله..
وحتى اشجارى وازهارى لها اسماء وغالبا تحمل اسم الذي اهدانا لها ..
واسال عبداللطيف: ما بها شجرة عم على حزينة ..واوراقها ذابلة ..هل لم تسقيها ؟..
واجزم بانه قد نشات بينى وحيواناتى واشجارى لغة خاصة، وربما ورثت الامر من جدى ادهم طيب الله ثراه ..الذى فاضت ماشيته مع النيل حتى كادت ان تملأ حوض السليم وكانت تبادله الحب وتزيد فى كل صباح جديد ويزيد رزقه ويخضر زرعه ..
حدثتنى جدتى النوبية الشامخة ” بابا ماشى ” رضى الله عنها، بانها فى يوم ذهبت لقطف بعض الخضروات لتحضيرها للغداء ..وبينما هى تعمل سمعت كل الحيوانات تصيح فى لحظة واحدة وان قلبها “غماها” فاسرعت نحو الدار لتفقد جدى المريض فوجدت امرا عجبا ..وجدت ناقة جدى الضخمة تحاول ولاول مرة فى حياتها الدخول من باب غرفة جدى التى تصغر جسدها ..ووجدت ان عيون الناقة قد فاضت بالدموع ..
قالت لى انها لحظتها قد تيقنت بان جدى قد توفاه الله!! وقد كان..
ولا افارق ” قصر الشوق” حتى احكى لك قصة طريفة يا محمد ..
وقد كنت وقتها قد عينت عاملا دنقلاويا تبرق عينيه كل حين، وكانها عيون “كديسة” شقيقى كوجاك عند لحظة
” الحنين”… وتضحكنى حتى مشيته وطريقة حديثه ..وقد حدثت نفسى بانى سوف امنحه راتبا مرضيا لانه يسعدنى ويضحكنى فى سكناته وحركاته ..
وعراكه مع زميله الشايقى عبداللطيف ..وبين الشايقية والدناقلة المثير والكثير ..ويكفى ان الدناقلة يقولون: ” الدابي ولا الشايقى”..ولكنى اصدقك القول بانى لم ارى فى حياتى قط من هو اكثر عفة وشهامة ورجولة وامانة من عبداللطيف، يختار ان يموت جوعا ولا يمد يده الى حق الغير ..وتفيض رحمته ومن نماذجها ان الحيوان الذى ولد وتربي فى ” قصر الشوق” لا تستطيع نفسه ان تأكل من لحمه عند ذبحه!!
نرجع للقصة الطريفة ..فقد استلفت يوما من احد الهواة “تيسا” ذو همة وعلو وشأن وصيت وسمعة ..لم يستطيع اربعة رجال اشداء حمله الى “الهايلوكس” ورائحته النفاذة تكاد تقتل العقارب والافاعى فى جحورها!!
دخل هذا التيس القبرصى المتغطرس الى زريبتنا وكأنه احد غزاة التتر والمغول ..وبدأ يطلع وينزل بشراهة وبدون فرز بين طفلة وصبية ..وحائل او غير ذلك ..تيس فاقد البوصلة ومصاب بجنون وعربدة ترامبية!!
واعتقدت انها لحظات وقد ” يعقل” ولكن هيهات ..فاخرجنا الصغار ومنهن هدية من صديقى ابن جزيرة توتى الوفى حمدى ..التصقت بالجدار خوفا وهلعا وكادت ان تختار الموت على لقاء الغازى القبرصى!
وخرجت على امل العودة فى اليوم التالى ” لقصر الشوق”، لمتابعة، ماذا فعل بنا التلاقح القبرصى الغازى!!
وعدت وعندما هممت بالدخول سمعت صوت مشاجرة بين محمد عباس وعبداللطيف ..فسالت ماذا يحدث ..وقد لاحظت ” طورية” فى يد محمد عباس …فاخبرنى عبداللطيف بان محمد عباس كاد ان يقتل التيس القبرصى ..
فقلت لماذا، فضحك عبداللطيف كما لم يفعل طوال حياته معى وهى بطول النخلة التى تنبت قرب النيل وجذورها ضاربة فى الاعماق..
وازدادت وتيرة غضب محمد عباس وعبداللطيف يأخذ من يده الطورية ..وهم يوارون عنى خجلا ما حدث ..ولكنى اصريت ان اعرف ..وليتنى لم افعل ..لانى بعدها ضحكت حولا كاملا كالمجنون حتى فى خلوتى!!
فقد اخبرونى بان محمد قد دخل الى الزريبة لادخال البرسيم ..فرماه التيس ارضا وكادت ان تحدث جريمة اغتصاب مكتملة الاركان لولا تدخل عبداللطيف الذى كان قريبا منهم!!
لم اصدق ما حدث الا انهم اكدوا لى ذلك بحكى تفاصيل يحمر الحرف منها حياءا!!
فقلت لمحمد عباس بان هذا التيس غالى الثمن وقد اتى الى بلادنا بالطائرة ولديه جواز وشهادة ميلاد وتوثيق كامل عن حياته وجدوده وحبوباته ..
وختمت حديثى ضاحكا: فاهم يا دنقلاوى يا حلاب التيس ..ركب المركب وقال معليش ..
فضحك محمد طيب القلب ووعدته بان الغازى القبرصى سوف يذهب من حيث أتى وقد أدى مهمته وزاد حتى الثمالة!
ويقول صديقى الطبيب البيطرى الشاطر عزالدين الكنين “عادل” بان تجربتى متفردة فى مضمار خلط انساب الماعز بشكل لم يسبقنى اليه احد من قبل، فقد كان نتاج الغازى القبرصى والشقراء الجميلة “لوزة” جنينا عندما اكتمل نموه لم يستطيع الخروج من رحم امه ..فقد كان ضخما، مما اضطر
د. الكنين الى اجراء عملية قيصرية كان يساعده فيها عبداللطيف والذى سقط مغمي عليه عندما راى المشرط والدماء!!
يا عزيزى محمد ..لقد لاحظت ان معظم هواة تربية الحيوانات وخصوصا الماشية يميلون الى التعدد ولكن شمبول شذ عن تلك القاعدة وقبلته واحدة ..
يهرب منها فى كل عصرية الى زريبته، فتلاحقه الغيرة وبأنه يهتم بالماعز اكثر وهو يكتفى من امر الرد بالابتسامة والضحك…
ماذا فعل بنا تلاقحك الثقافى يا صديقى ..
ولازال يجذبنا الى ساحة كلها دراويش بالوان زاهية يتوسطها الاخضر فى حلبة، الكل فيها فى حالة جذب صوفى يتجدد ولا يتبدد ..
وشمس الاستواء الحارقة .. تردد: يا مريا مع صلاح احمد ابراهيم..ا
د. فخرالدين عوض حسن عبدالعال

  • من ارشيفى ..واحب اعادة هذا المقال كل حين لانى احبه ..بقيت زى الراحل الفنان خضر بشير قال هو بحب يغنى لنفسه ..اها انا عندى نفس المشكلة احيانا كثيرة احب اكتب لنفسى!

التعليقات مغلقة.