البعكوكة شققت قلبي ياوايل

البعكوكة شققت قلبي ياوايل
  • 09 يونيو 2023
  • لا توجد تعليقات

عبدالحي ابوزيد

اه ثم اه بني الحبيب وايل.. رحلت فافجعتنا، وكتبت لنا سطوراً من الأحزان، وغرست في قلوبنا آلالام فراقك، وأبقيت الدموع في المآقي، ثم جعلت والدتك واخوتك بالصدفة يتيهون في ملكوت البحث في مزاياك.
ايها الطيب الرقيق، كنت كالبسمة في حياتنا، والنسمةتمر، فينا كل يوم.
يا لها من مواجع ستبقي فينا أبد الدهر .
جاءت هذه الحرب اللعينة، وكنت لا تدري أنها تجوس بالغدر لتسطر نهايتك، واأت تدافع عن بيتك بكل بسالة ورجولة، لكن نية الغدر تكالبت عليك، فانهالت عليك ضرباً ثم حملوك وقذفوا بك من أعالي عمارتك التي تسكن فيها، رغم مقاومتك، لكنهم لم يعلموا ان الاستشهاد للوطن أيمن من أحقادهم.
هؤلاء الجنجويد الذين جاؤوا كأفارقة يبحثون عن غنائم الدنيا في السودان العصي على مؤامراتهم، وهم كالجرذان يبحثون عن المخابىء، لكنهم لايعلمون ايضاً أن جيشنا هم خير أجناد الارض يسطرون عبر الزمن ملاحم البطولات.
وهذا السودان برجاله الطيبين الأوفياء هم من شهد لهم العالم أنهم من أنبل الشعوب، لكن وقت الحارة أسود، وقد كنت واحداً منهم، وقفت في وجه الضيم، وقد عرفتك لا تقبل المذلة والاستحقار ..
كنت دائماً في حالك، كنت تحب الانعزال، وتتجنب مخالطة الناس إلا من رحم ربي.
ليس من صفاتك التعالي، لكن تجنباً لأن تسيء لأحد.
ذهبت أيها الشهيد خالياً من كل ذنب، لا أحد طالب منك شيئاً، ولا انت طالب احداً، ولم تؤذ أحداً، واشهد الله فيك ذلك .
الحمد لله الحمد لله الحمد لله، وقد رايت بعد رحيلك ذلك الكم الهائل من المعزين، ومن المتصلين من كل حدب وصوب، وكان ذلك استفتاء لمحبتهم لك، ولوالديك ياوايل.
رحيلك مرٌ؛ لأنها جاءت مأساوية، حيث كنت وحيداً في مصابك هذا، حيث لم يدركك أحد في لحظتها من اهلك وأعمامك وأخوالك الذين عجزوا عن الوصول إليك يومها؛ إلا انه بعد جهد جهيد استطاعوا ان يحملوك الي مقابر أجدادك، حيث كان كل الاحبة في انتظارك، وزفوك إلى مثواك الاخير ،حيث شهد لك درمة بمقابر أحمد شرفي بأمدرمان. إنه قد حلم بمجيئك إلى المقبرة التي جهزها لك بجوار المقريء صديق أحمد حمدون رحمه الله .. وقد شهد الجميع لك أنك أسهل من دفن في تلك المقبرة التي أصر درمه أن ينزل فيها وحده، وواري التراب على جسدك الطاهر دون غسيل أو كفن، والله إنها من العلامات والبركات التي نزلت عليك.
سيبقي يا بني الحزن في القلب، ولن ننساك طالما نحن في هذه الدنيا الفانية، وسنتجمل بالصبر، لعل الله يطمئن قلوبنا.
رحيلك مرٌ ياوايل، لكن قبلنا بقضاء الله لأن هذا مكتوب في كتابه، ولكل أجل كتاب .. وهذا قضاء الله، والحمد لله رب العالمين. إنا لله وإنا إليه راجعون .
.

التعليقات مغلقة.