وحي الفكرة-السودان حرب الظلال المتآمرة

وحي الفكرة-السودان حرب الظلال المتآمرة
  • 09 يونيو 2023
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

mhgoub33@gmail.com


▪️وكأنك انت أيها السوداني النبيل تقف تحت أشعة الشمس شامخا صامدا لاتأبه بالمؤامرة، ولكنك تصاب بالحيرة عندما تلتفت لتشاهد أنك محاط بمجموعة ظلال متباينة لشخصك، نعم لك ظل مهزوم، وظل لص، وظل متسول، وظل عميل وظل محتال، وظل خائن، وكل هذه الظلال تحاصر ظلين آخرين لك احدهما ظلك انت المواطن والآخر ظلك انت الوطن، وتلك الظلال التى تثير دهشتك، هي التى صنعت الحرب، وتمضي فى قتالها الدامي، وصراعها المدمر. فظلك المهزوم يستعين بخبث المتصارعين وراغب فى أن يكسر شموخك، الذي تفاخر به الدنيا، وظلك اللص يعتدى على الحرمات يسرق الشرف والبيوت والبنوك والممتلكات ليمسح الصورة الزاهية لنزاهتك وكبريائك وامانتك وعفتك المختزنة فى عقول كل سكان الأرض عن السودانيين، أما ظلك البائس المتسول فهو يريق ماء وجهك ويظهرك فقيرا على الرغم من أنك اغني اهل الارض ثراءً وثروة. والمخجل هو ظلك العميل القذر الذي ادمن خدمة أعدائك، والمحزن ظلك المحتال الذي يمارس سرقة ثرواتك وطموحات شبابك ومستقبلهم، و المخيف هو ظلك الخائن الذى يتقن صناعة الفتن وإشعال الحريق لأنه يزرع الصراع فيما بين تلك الظلال.
▪️ انت أيها الشامخ المحاصر الآن بظلالك تلك، لا سبيل لظلك انت شخصيا ولظلك انت الوطن من هزيمة ظلالك المتآمرة، الا أن تضع لكل سوداني مقياسا يجعله يقف أمام الحقيقة العارية مباشرة ليكتشف إلى أى ظل من تلك الظلال ينتمى، فإذا وجد أنه يناصر جهة غير وطنه وجيشه (دعم سريع أو حركات مسلحة أو حزب سياسي أو تنظيم أو قبيلة أو دولة أجنبية) فهو إذن الظل المهزوم، وإذا كان قد شارك فى سرقة وتهريب ثروات وطنه أو سرقة البنوك والبيوت والمصانع والمحال التجارية أثناء حدوث الإنفلات الأمنى مارس جشعا في الأسواق أو إيجار العقارات تحت وطأة الحرب فهو نفسه الظل اللص، ولكن إذا إكتشف انه وبسبب الحرب والتشريد واستقباله لضحايا الحرب وانعدام مصادر الدخل يشعر بأنه في أشد الحاجة لمساعدة آخرين فهو شريف وإن سيطر عليه الإحساس بالتسول. أما ظلك العميل فصاحبه هو من سقط تحت سيطرة مخابرات أو سفارات دول أجنبية بمقابل أو بلا مقابل، أما ظلك المحتال فهو ظل يرفع شعارات العدل وهو ظالم وشعارات الدين وهو زنديق فاجر وهو من يسرق عرق البسطاء ووطنهم. ولكن الخائن فهو صاحب الظل الذى يؤجج الفتن ويشعل الحريق.
▪️علينا نحن كسودانيين داخل وخارج الوطن مواجهة أنفسنا بالحقيقة ونبحث ومن ثم نعرف إي ظل من الظلال يناسبنا، فإذا تأكد كل شخص من الظل الذي يناسبه، أدرك حقيقته، وعرف كيف انه هو أحد الأسباب الأساسية فيما وصل إليه حال السودان.

التعليقات مغلقة.