مأساة الطلاب والمعلمين المركبة: الحرب وضياع المستقبل

مأساة الطلاب والمعلمين المركبة: الحرب وضياع المستقبل
  • 17 يونيو 2023
  • لا توجد تعليقات

أحمد مختار البيت

يوم أمس الإثنين 12/6/2023م، الساعة الثامنة صباحا، هو تاريخ بداية إمتحانات الشهادة السودانية لهذا العام، وكان من المتوقع، وفق بيانات الأعوام السابقة، أن يجلس للإمتحان أكثر من 600 ألف طالب وطالبة، من كل مدارس السودان المختلفة، بعد معاناة نفسية، وظروف قاهرة عاشها الطلاب خلال العام، شهد توقف مرات عديدة للدراسة، بسبب عجز وتماطل الحكومة ومسؤوليها، الوفاء باستحقاقات المعلمين المشروعة، ودفع متأخراتهم من بدلات علاوات وغيرها، وزيادة أجورهم التي أصبحت لا تفي بالحد الأدني من العيش بكرامة، وانصبت جهود وزير المالية المتآمر للسيطرة على الإيرادات المالية، لصالح ميليشيات الحركات المسلحة، وسفرياته الملكية. ورغم مرور ما يقارب الشهرين، على الحرب المعلونة، وما أفرزته من إضطرابات وتأثيرات سالبة على معنويات الطلاب والتلاميذ وأفكارهم واستعدادهم النفسي والذهني، وحالة القلق والرعب التي أصابتهم، لم يفتح الله على وزارة التربية بكلمة، ولو من باب المواساة والمجاملة، لهؤلاء الضحايا، الذين تطابقت عليهم المحن والأزمات والمصائب، فقد أكدت الحرب الملعونة أن الكثير من مؤسسات الدولة، التي كنا نظن وبعض الظن إثم، أنها مسؤولة وتمتلك حس أخلاقي ووطني، ومنها وزارة التربية والتعليم هى عبارة عن مباني خاوية تديرها خشب مسنده، تفتقر للحد الأدنى من اللياقة الأخلاقية، والشعور بالمسؤولية الوطنية.


أما المعلمون، رغم الحال المائل الذي دفعهم للإضراب وتنفيذ وقفات إحتجاجية متعددة أمام مجلس الوزراء ووزارة المالية، خلال العام، فهم الآن كغيرهم من العاملين في الخدمة المدنية، لم يصرفوا مرتباتهم، وقد انتصف الشهر الثالث، والآلاف منهم نزحوا ضمن موجات الفارين من محرقة الحرب والموت المجاني، إلى مدن السودان المختلفة، خاصة الجزيرة والنيل الأبيض ويقاسون هم وأسرهم ظروف قاهرة أقرب للحياة في ميادين الحرب والجهات الحكومية المعنية باستحقاقاتهم، ومرتباتهم، اختفت مثل كثير من المؤسسات، وتركتهم في صحاري المأساة والعدم، دون أن تتكرم وزارة التربية، بأي توضيح لمآلاتهم وماذا يفعلون؟ أو تجيب على الأسئلة المعلقة في جدار المحنة.


هل الحرب في الخرطوم تعني أن تتوقف الحياة في كل السودان؟ وبماذا يجيب المعلمون والمعلمات طلابهم وطالباتهم، الذين تفرقوا أيدي سبأ في قرى و مدن السودان وخارج الوطن، وهم يسألون الرياح عن مصيرهم ومستقبلهم.


وهل يستطيع المسؤولون في وزارة التربية والتعليم مخاطبة المعلمين والطلاب بعد أن تقف الحرب؟
وماذا تعني المسؤولية والوظيفة، هل تعني أن تتسلط على العاملين وتظلمهم؟

التعليقات مغلقة.