أطياف: السؤال المقلوب!

أطياف: السؤال المقلوب!
  • 26 يوليو 2023
  • لا توجد تعليقات

صباح محمد الحسن

تبحث إجتماعات لقوى الحرية والتغيير في القاهرة سبل إنهاء الصراع الدائر وإيقاف الحرب في البلاد ، وتعزيز الخيار السلمي لوقف صوت الرصاص
ولكن رغم ذلك أثارت الزيارة جدلاً واسعا و مازالت بعض القراءات الخاطئة لوجود قحت هناك تتحدث عن أن قوى الحرية والتغيير هل ( تريدها من مصر ) التي عرفت بمواقفها غير المطمئنة من عملية التغيير والتحول الديمقراطي في السودان.

وأخذت بعض القراءات الناتجة عن الثقة المهزوزة او التخوف من الدور المصري ، الذي تسببت فيه مصر نفسها عندما عملت ضد الإتفاق الإطاري الموقف الذي جعلها في خانة القوى المضادة التي تعمل على عرقلة الإتفاق ووضع حجر العثرة على طريق التغيير
ولكن هل مصر التي تزورها قحت مابعد الحرب هي مصر ماقبل الحرب الإجابة قطعاً لا
فمصر الجديدة التي يقبض المجتمع الدولي على يدها الآن بقوة ، بعد ان مارس عليها ضغوطاً كثيره أولها إبعادها من دائرة الحل السياسي ( إلا تطوعاً ) وإجبارها على عدم التدخل العسكري في بداية المعركة ، وحثها على عدم إقامة أي حل موازٍ لخارطة الطريق المرسوم ، ذلك هو الذي يجعل مصر الآن ملزمة بعملية السعي والطواف السياسي حول الأزمة الآنية حتى تحقق الرضا والقبول عند الشعب السوداني

فمصر تعلم الآن أن قوى الحرية والتغيير هي الحليف الرئيسي للمجتمع الدولي في السودان والراعي الرسمي للعملية السياسية حتى لو جاء التغيير بحكومة كفاءات ، هذا مايجعل مصر الآن بحاجة ملحة لإبدا لمشاعر ناعمه تضمن لها علاقة مصالحة مع القوى السياسية المدنية
كما انها تعلم أن الدور ( الأردولي ) اصبح مجرد عبء ثقيل على أكتافها ، لذلك فتحت الأبواب مشرعة أمام قوى الحرية والتغيير بذات المفتاح الذي أغلقت به الباب في وجه الكتلة الديمقراطية عندما حاولت المشاركة في منبر دول الجوار ، فحاجتها لفتح ممرات سياسية آمنة مع القوى المدنية والثورية لا يقل عن حاجة السودان لفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية.

لذلك إن السؤال الذي يتحدث عن ماذا تريد قحت من مصر ؟! هو سؤال مقلوب ، فالسؤال الطبيعي هو ماذا تريد مصر من قوى الحرية والتغيير !!
هذا لا يأتي وحده إلا مع إسقاط كامل لبعض التحليلات السياسية التي تفوح منها رائحة التآمر والتي تتحدث ان قوى الحرية والتغيير لاحل لها سوى إلا المصالحة العامة وقبول الكتلة الديمقراطية فإن لم تفعل ذلك ستسمح بعودة الجنرالين للحكم هو حديث ضعيف عملية تجاوزه فرضها الواقع المعاش ، وقد لايتعدى كونه قوة دفع لمساعدة الأيادي التي تريد خلخلة هذا التحالف وإثارة مشاعر الكراهية ضده
لأن عودة الجنرالات العسكرية للحكم اصبح امرا مستحيلاً بكل المقاييس المحلية والخارجية
فالحرب التي خاضها الطرفان وإن انتهت اليوم هي عملية ( إزالة رحم ) للمؤسسة العسكرية التي لن تكون قادرة بعدها على إنجاب دكتاتور جديد !!
طيف أخير:

لا_للحرب

السلام الدائم لن يتحقق إلا من خلال إشراك الأطراف المدنية في أي عملية وساطة والدعوة إلى المساءلة عن الأعمال الوحشية، فقد يجد البعض في السودان صعوبة في قبول هذه المبادئ .
حديث تمنيت أن اسمعه من مسؤول سوداني وليس كيني !!
الجريدة

التعليقات مغلقة.