بُلُوبُلو

بُلُوبُلو
بلوبلو
  • 28 سبتمبر 2023
  • لا توجد تعليقات

تاج السر الملك

زحفنا ، سرابات وزمرا وزرافات، في ليل مدلهم،وإن خلنا أن المنتأى عنه شاسع، لنشهد كيف يتأتى (للفيمينيزم)، أن يهزم القوانين (السبتمبرية)، و صناعها من المنافقين، كيف يتأتي لبنية سودانية، جميلة المقاطع، رشيقة الإيقاع، تتملكها حالة الغناء، فتصبح هي الأغنية والإيقاع، ولجنا الحلبة، في بحيرة ضوء، وسط ظلمة دامسة، تنشب اظافرها، في خلاء الحلفاية العريض، المكان مائر، ومعظم جمهوره كان من الحبوبات، مشلخات ومبلمات، وواقعات مقنع، لا يحفلن بقول أحد، فهن قد ربين وسبين، خُفضن ورُفعن، فرفع عنهن القلم. كن ينضحن بشراً وفرحاً، كن كأنما ينتقمن من دهر، استعبدن فيه وكبلن بقيود من العسف والجبروت، رقصن وبشرن وزغردن، وصحن بالعقيرة العالية .. كدي كدي كدي… والليلة يوهي

ورقصت بلوبو

فتكلبت شعورنا ومشاعرنا

عَمَلت (اسكيستا)، وساندنيستا، وشغل أمهرة و كجور وفودو، فتلون الليل، وتكندكنا ببهجة العفار والغبار، وشهدنا مخاوفنا تتهاوي، وسقف آمالنا يعلو، وعلمنا لحظتئذ ٍ، أن أجدادنا ماتوا غراماً وطرب، تماماً كما ذكر شاعر الأمة!

بين ما عنيته وما وددت أن أعنيه، بون شاسع، حمادة يقود (الليفت باك)، ولعله في مظانه، أنه الوريث المباشر لقولها، حمادة بوظ أعصابنا، وقد يتملك الظن، (أب دقن) الذي يعمل ليل نهار، في ( تفوير اللساتك) في طرمبة شارع شمبات، مجاوراً بيت السيد، أحمد السيد حمد، وقبيل بيت الرئيس المنتخب، حمادة الميرغني، المدعو مكراً بأحمد منتشة، لتلاوته بمنطوق (تعز منتشة وتذل منتشة)، او هكذا سمعناها. وكانت رقعة ( الحمادات)، قد اتسعت في السودان، واختفي (أمحُمّد) و(حميد)، فالاسم مسلسلي، وليالي الحلمية، يسرق الحرامي التلفزيون، والناس مستغرقون في تفاصيلها، وعم صلاح لا يشهد العشر حلقات الاوائل، من اي مسلسل كعادته، يقول : نادوني لمن يبدا يسخن، ثم وفي الثلاث حلقات الأخيرة، يبدأ في السؤال، ده منو؟ و ببقا ليها شنو؟ وقتلوه عمل شنو… الخ.

جمال الشهير ب (كايرو)، وصاحب (ستيريو سارة بالصافية)، لم يكن يعلم أن هذا الشريط، سوف يقلب الدنيا، عاليها سافلها، وان النار ستندلع لتلتهم العواطف الغضة، في شارع مدارس الشعب، وأن للكاسيت ما بعده، وأن نذر التغيير قد بدت كسحب متجهمة، فضيحة الفلاشا، والنفايا الذرية، و مستر (تن بيرسنت)، وخاشوقجي، وبيعة الأمام، الذي لم يكتب (النهج الاسلامي لماذا؟)، وهو نفسه لا يعلم لماذا، بل كتبه له كاتبه (محمد محقوب). ثم أن المخلوع (جننا)، وسافر أمريكا (وما كلمنا)، وعندما ود العودة، ليشنف مسامعه، بهتاف (بالروح بالدم)، لم يسمع سوى (حمارك عينة يا بثينة)، و(بلا وانجلا)، وهي بمثابة تبت يدا ابي لهب، ستظل تردد ابد الدهر، حتى يرث الله الأرض وما عليها. ثم قال له (حسني) عاطفاً، معليش يا ريس (خليك معانا يومين تلاتة ده انت اتخلعت يا قدع)، حدثني (وردي)، فقال، أنه التقاه وهو يعود سيد خليفة، في المستشفى بالقاهرة، هو صاعد وأنا نازل، فصاح في وجهي من غيظ وحنق

( أنا بلا وانجلا يا وردي)!

قال (أخدت جكة منه، وأنا اضحك باعلى صوتي، قلت ما يقوم يلفخني بحاجة)، عليهم الرحمة جميعاً.

خرجت (بلو) عاصفة، مثل نبتة برية، بين سندايانات راسخة، زيدان، وردي، ابو اللمين، بوب مارلي وقد غزا السودان، واستفحلت فلسفة الراستا، في أعماق الديوم، وردة، محمد عبده، وبوى جورج، مادونا، ومارادونا، وحلوى الماكنتوش، وشراب التانق، وكلما قد يخطر على بالك. إحتمل (الكاسيت) في صبر، عدوية وانسة وخُطب (كشك)، ورسائل الخميني، حمل الكاسيت، (التي دي كي) على وجه الخصوص، وبحياد تام، كلما جادت به حضارة الانسان الصوتية، ظل يتنقل ما بين باب شريف، والقاهرة، وامدرمان، حتى إذا أدرك (الصافية)، حمل من بين ما حمل، غناء (بلوبلو)، والذى هزم قونين (سبتمبر) الجائرة، ومهد الطريق لثورة اكتسحت النظام الفاسد، وأقتلعته من جذوره، ثمناً لمقتل الاستاذ محمود، والواثق صباح الخير.

ما كان لجمال كايرو، صاحب (ستيريو سارة) بالصافية، ان يحلم، بأن هذا الشريط، الذي يحتوى على ألبوم، فنانة مغمورة، بإسم حنان بلوبلو، سوف ينفجر، محدثاً دوياً هائلاً، بيد ان ماكينة النسخ، لم تتوقف للحظة، طوال شهور أعقبت ذلك الصباح. كانت (بلوبلو)، ثورة، بيد أننا لم ندرك ذلك.

التعليقات مغلقة.