إدارة الغضب

إدارة الغضب
  • 17 يناير 2024
  • لا توجد تعليقات

صباح محمد الحسن

طرقت الخارجية السودانية على الأواني الفارغة بشدة لتحدث ضجيجاً يشغل المراقبين عن طرح سؤال مباشر عن ماهي المهمة الخاصة التي جاءت بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمضان لعمامرة إلى السودان، وماذا كان يحمل الرجل داخل حقيبته الدبلوماسية !!
وخرجت الخارجية في بيان قالت فيه إنها أبلغت الرجل عن استيائها من المكالمة الهاتفية التي خص بها الأمين العام قائد الدعم السريع، وقصدت الخارجية بذلك دفع الأسئلة الحائرة التي تحتاج إلى إجابات.
ولكن ماهي رؤية لعمامرة لتسريع عملية الحل السياسي المرفوض من قبل البرهان وحكومته!!
فقبل زيارة الرجل بيومين سخرت مصر أدواتها وآلياتها لإلقاء اللوم على الإخوان واتهمتهم بأنهم من أشعلوا الحرب في السودان ويديرونها الآن في رسالة واضحة لإنهاء علاقتها بالبرهان.
تزامن ذلك مع ابتعاد لدولة الإمارات عن كل مناطق الشبهات التي تجلب لها وزر الإتهام بتقديم المساعدة لقوات الدعم السريع.
لاعبان جديدان دفعت بهما الولايات المتحدة الأمريكية إلى الملعب لممارسة الضغط على الطرفين من أجل وقف الحرب والعودة الي التفاوض لصلتهما المباشرة بقيادة كل طرف كما أنها تعلم أن هاتيين الدولتين لطالما أنهما تسببتا في الفوضى فإنهما ستساهمان قطعا في الترتيب.
(كرت جديد) تستخدمه الإدارة الامريكيه تم التوقيع عليه في (ورقة ضغط) حملها العمامرة الي البرهان فمصر ستفتح أبوابها للقيادة العسكرية إن ألقت يمين الطلاق على الأخوان وستضمن لهم خروجا آمناً والدخول الي أراضيها والإمارات تتعهد أنها ستكف عن دعمها لقوات الدعم السريع.
لذلك أن اهم ما جاء في حوار مهم لأحمد طه بقناة الجزيرة مع مالك عقار هو سؤال واحد لم يستطع عقار الإجابة عنه كشف الحقيقة كاملة وفي ذات الوقت لم يتمكن من إنكارها قال عقار إن الرجل جاء ليقدم خارطة طريق لعملية حل الأزمة السودانية للأمين العام.
ولو إكتفى عقار بهذه الإجابة لانتهى الأمر، ولكنه ألحقها بالحقيقه التي لا يستطيع تجاوزها (لعمامرة أبدى غضبه وعدم ارتياحه عن عمليات الاستنفار ونحن وعدناه أننا ملتزمون بإدارة هذا الغضب).
وهنا يكشف عقار سبب الزيارة فهذه هي الرسالة التي حملها مبعوث الأمين العام للبرهان أن يفصل الجيش نفسه عن (القيادة الإخوانيه) التي تدير العمليات في الميدان.
وهذا الطلب لن يضعه المبعوث الخاص على طاولة الحكومة وحده، فالأمم المتحدة هي التي تمسك بقرار التدخل الدولي؛ لذلك كرر عقار دون أن قصد ثلاث كلمات قال إنه يعتقد أو يستنتج ان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جاء ليقدم خارطة طريق للحل (بوضع ورؤية و آلية جديدة) !!
وعقار يعلم أن لعمامرة طرح رؤيته مباشرة وكشف عن أسباب الزيارة،
ألم يقل عقار في فاتحة حديثه اجتمعنا مع المبعوث لنتعرف على( أهداف الزيارة)
إذن جاء الرجل بمهمة الإبلاغ بالرسالة الأخيرة ووعده البرهان فيما سماه عقار (إدارة الغضب) فالأمم المتحدة أرسلت مبعوثها للطرف (غير الملتزم) بقوانين الحل وهاتفت الطرف الملتزم بالحل ليطمئن قلبها.
إذن أن القادم ماهو إلاّ مهلة محددة إما أن يرفع البرهان يده عن الميدان لوقف الآلة الكيزانية أو أن المجتمع الدولي سيتجاوز البرهان بقرار جديد للمؤسسة العسكرية بالعودة إلى التفاوض أو بتدخل فوري وفي الحالين لا فرق إن وافق البرهان أو رفض.
طيف أخير:

لا_للحرب

بعض العقليات السياسية السودانية يجب أن تدرك أن القادم السياسي يلزم مصر بطرق الأبواب السودانية لحماية أمنها ومصالحها وليس العكس.
الجريدة

التعليقات مغلقة.