السودان السودان

السودان السودان
  • 28 يناير 2024
  • لا توجد تعليقات

فاروق جويدة

كل يوم يزداد الغموض حول ما يجرى فى السودان الشقيق بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع .. إن المواجهات والمعارك التى دارت بين رفاق السلاح وأبناء الوطن الواحد ، و كميات السلاح التى دمرتها الحرب فى السودان كانت كافية لتوفير حياة كريمة للملايين من أبناء الشعب السودانى الذى هرب من الموت فى كل مكان ..

إن الدمار الذى لحق بالخرطوم وأم درمان وواد مدنى كلها جرائم سوف يحاسب عليها التاريخ عندما تهدأ العواصف وتستيقظ العقول ويعود عقلاء السودان إلى قيادة السفينة التى توشك أن تهددها العواصف والرياح.. كان الصراع محدودا بعد أن رحل البشير، وكانت كل مطالب القوى المدنية أن يشاركوا فى إدارة شئون البلاد ، ولكن لعبة المناصب أمام ضعف النفوس فرقت رفاق السلاح، وبدلا من أن يكون الجميع شركاء فى بناء الوطن عادت أشباح القبلية والانقسام ومن يحكم الآخر، وسقط السودان ضحية الحرب الأهلية، ليدفع الشعب السودانى ضريبة الموت والدمار والهجرة ووسط هذا الدخان الذى خلفته المدافع اندفعت حشود الملايين تهرب من الموت ..

إن الغريب فى الأمر أن القوى الخارجية تدخلت فى شئون السودان وزادت النيران اشتعالا وبدأ الفريقان يتجهان إلى دول الجوار .. وقد فشلت كل محاولات الإصلاح والتقارب وعادت المعارك تهز أرجاء المدن السودانية ليهرب المواطنون إلى بلاد أخرى تحمى غربتهم ..

لا أحد يعرف كم من السودانيين هرب ومن يعانى الجوع والموت والدمار ولكن الأغرب أن جميع محاولات التصالح فشلت سواء كانت عربية أو أجنبية، ووقف السودان الدولة الأغنى فى العالم العربى والجميع عاجز عن إنقاذه من هذه المحنة.. أنا أحب السودان أرضا وشعبا وتاريخا ولم أكن أتصور أن يأتى يوم يختلف فيه رفاق السلاح ويحولون الوطن الآمن المسالم إلى ساحة للموت والدمار .. ما يجرى فى السودان جرائم لن تسقط بالتقادم، لأنها جرائم بين أبناء شعب واحد.. وللتاريخ حسابات أخري.

fgoweda@ahram.org.eg
جريدة الاهرام
كاتب مصري

التعليقات مغلقة.