خاتمة المُرّ التجييش القبلي على الدولة الوطنية السودانية” المليشيات”

خاتمة المُرّ التجييش القبلي على الدولة الوطنية السودانية” المليشيات”
  • 20 أبريل 2024
  • لا توجد تعليقات

د. حسين عمر عثمان

يتناول هذا المقال موضوعًا حساسًا وخطيرًا يتعلق بتأثير المليشيات القبلية على انهيار الدولة الوطنية السودانية، ويسلط الضوء على النتائج المدمرة لممارسات النظام السابق، الذي اعتمد بشكل كبير على المليشيات القبلية دون مراعاة للتبعات السلبية على النظام القومي ووحدة البلاد. فالقبائل والعشائر تمثل جزءً لا يتجزأ من مكونات السودان كغيرها من البلدان، حيث كانت تلعب دورًا مهمًا في تنظيم المجتمع وإدارة الدولة. لكن مع تطور الدولة الوطنية وتأسيس أنظمة الحكم المركزية، ظهرت تحديات تتعلق بدور الجيوش القبلية وتأثيرها على استقرار الدولة الوطنية. يُعرَف الجيش القبلي بأنه تجمع يضم أفرادًا ينتمون لقبائل محددة، وعلى الرغم من تميزها مثلا بالولاء القوي والتنظيم القبلي الصارم، إلا أنها شكلت تحديات عديدة على الدولة الوطنية، مثل التحديات الأمنية والانقسامات الاجتماعية والتدخل في الشؤون السياسية. ” حالة قوات الدعم السريع”، تم جمعهم من تكوينات مختلفة لمحاربة الحركات بدافور من القبائل العربية وشملت قوات حرس الحدود – الشرطة الظاعنة وغيرها وفتح لها النظام مؤسسات الدولة ومدها بالسلاح فمارست العديد من الانتهاكات من قتل – حرق القرى – النهب – السرقة والتطهير العرقي وغيرها من الجرائم بما لديها من ثارات قبلية قديمة مع المكونات المحلية والاستنصار بأبناء “العمومة” من خارج الحدود السودانية ، وكان لهم أهداف خاصة ومطامع على الموارد والاستيطان فشجع النظام السابق وحرض على ذلك دون مراعاة للمسئولية الوطنية وهذا مثالًا على هذا التحدي، حيث أدى توظيفها لأغراض سياسية وعسكرية إلى اندلاع صراعات دموية وانتهاكات لحقوق الإنسان والتمرد ومواجهة الدولة. وللتخلص من هذه المعضلة يتطلب الأمر حوارًا بناءً وتفاهمًا بشرط “جيشا سودانيا موحدا” يضم الحركات المسلحة وإصلاح التشوهات التي أحدثها النظام السابق بالقوات المسلحة السودانية ، بما في ذلك تنظيم اتفاقيات سلمية تحمي مصالح الدولة وتعزز الاستقرار. يجب أيضًا إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية تعزز الفرص الاقتصادية والاجتماعية لأفراد الجيوش القبلية، مع التركيز على تعزيز السلطة الوطنية واحترام القانون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى ومساعدة المجتمع الدولي في بناء قدرات الدولة وتعزيز الاستقرار. أما ما تقوم به بعض القوى المدنية والأحزاب السياسية التي تتعامل مع الوضع في السودان بدون دراسة للخلفيات السابقة وتاريخ وتكوين وارتباطات الدعم السريع وتريد استبدال الجيش الوطني الذي يعاني من تشوهات النظام السابق بالجيش القبلي (كالمستجير من الرمضاء بالنار) الأمر الذي يحتاج إلى بعد نظر ورؤية استراتيجية ودارسة اعمق والزعم بأن الدعم السريع سيعمل على دعم الحكم المدني والديمقراطية هذا كلام يثير علامات الدهشة والاستفهام . كيف يمكن إقامة دولة من “جيش قبلي”؟
في الختام، يجب أن يتم التعامل مع الجيوش القبلية بشكل شامل، مع مراعاة التحديات الاجتماعية والثقافية والسياسية المرتبطة بهذه الهياكل العسكرية التقليدية. ويمكن أن يكون التوازن بين استخدام القوة والحوار البناء هو المفتاح لحل هذه القضية بفعالية وبما يحافظ على استقرار الدولة الوطنية وسلامة أرضها ومواطنيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*