دلالات العودة إلى موسى هلال

دلالات العودة إلى موسى هلال
  • 25 أبريل 2024
  • لا توجد تعليقات

رشا عوض

دلالات الفرح والاحتفاء في اوساط الكيزان وللمفارقة بعض المثقفين من غير الكيزان بتصريحات موسى هلال ودعمه للقوات المسلحة يمكن تلخيصها فيما يلي:
اولا: سقوط ورقة التوت عن سردية ان الحرب الحالية هي حرب لتخليص الشعب السوداني من المليشيات وانتهاكاتها المروعة وهي حرب الثأر لكرامة المغتصبات، فهاهم اصحاب هذه السردية يضعون ايديهم في يد مؤسس الجنجويد صاحب السجل الاكثر اجراما وبشاعة في الانتهاكات المروعة لحقوق الانسان، الذي قاد بنفسه ابشع المجازر الجماعية والاغتصابات الجماعية والتهجير الجماعي في دارفور وعلى اثر ذلك هو مدرج على قوائم العقوبات الدولية، وهذا معناه ان مشكلة الكيزان مع الدعم السريع ليست انتهاكاته وليست انه مليشيا غير نظامية بل مشكلتهم معه هي تهديده لسلطتهم ولو فشل موسى هلال في سحق حميدتي فمن الراجح جدا بل في حكم المؤكد ان يضع الكيزان ايديهم مجددا في يد حميدتي نفسه في صفقة تقاسم سلطة لو سمحت الظروف الدولية والاقليمية بذلك( متلازمة البجاحة وقوة العين وانعدام الحياء السياسي)
ثانيا: الكيزان ما زالوا يراهنون على توسل السلطة السياسية بالقوة العسكرية، رهانهم هذا سيجعلهم في حالة بحث دائم عن المليشيات الموازية للجيش البراء بن مالك، موسى هلال الحركات المسلحة التي كانت في الامس القريب متمردة وعميلة وخائنة وهكذا ، والجيش نتيجة للخلل البنيوي العميق الذي يعاني منه والمتمثل في سيطرة الكيزان على مفاصله القيادية ، وفي النقص المريع في عدد المشاة سيصعب عليه كثيرا التصدي لطغيان المليشيات لانه ببساطة يعتمد عليها في القتال على الارض وبالتالي فان كل من ينادي بالاصطفاف خلف الجيش انتصارا لمؤسسية الدولة وجيشها الواحد فهو غافل او مغفل لان الجيش بتركيبته الحالية وبالعقلية المتحكمة فيه سيظل مفرخا للمليشيات ولسان حاله ( المليشيات ما كعبة لكن كعبة المليشيات الكعبة) ومعيار تقييم المليشيا وما اذا كانت كعبة (سيئة) او سمحة هو مدى خضوعها للكيزان وخدمتها لسلطتهم وبطشها بخصومهم ، بمجرد خروج المليشيا من بيت الطاعة الكيزاني تتحول فجأة الى شيطان رجيم.
ثالثا: الطريق الى الجيش القومي المهني الواحد والتخلص من واقع تعدد الجيوش وتناسل المليشيات هو طريق السلام والتحول الديمقراطي واستيفاء شروط الدولة المدنية الديمقراطية ، هو طريق لجم هذه الحرب ونزع اي مشروعية اخلاقية عن جميع اطرافها، قوى السلام والديمقراطية ليس امامها سوى الاستثمار في وحدتها وتنظيم صفوفها وتقوية تحالفها لرفع راية السلام والاستعداد لخوض معركة التحول الديمقراطي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*