لا علاقة لمؤتمر (نداء السودان) بالحوار مع النظام

مستور لـ ” التحرير”: ندعو السودانيين “للعمل على الأرض” وحريصون على تعميق “ثقافة الاحتجاج”

مستور لـ ” التحرير”: ندعو السودانيين “للعمل على الأرض” وحريصون على تعميق “ثقافة الاحتجاج”
مستور أحمد محمد
  • 20 مارس 2018
  • لا توجد تعليقات

لندن – التحرير:

دعا الأمين العام لحزب (المؤتمر السوداني) المعارض مستور أحمد محمد ( 38 عاماً) السودانيين إلى مواصلة الحراك الجماهيري، والتظاهر ضد النظام ” ( نظام الرئيس عمر البشير) و” العمل على  الأرض” ، كما دعا القوى السياسية السودانية المدنية والمسلحة إلى التعاون وتنسيق الجهود.

ونفى مستور في حديث إلى (التحرير) ما تردد بشأن دعوة اجتماع مؤتمر قوى (نداء السودان) في باريس قبل أيام إلى “الحوار مع  النظام “، مشيراً إلى أن قوى النداء تلقت دعوة من الآلية الأفريقية للتداول بشأن المسالة السياسية في السودان، وأنها اجتمعت لتتفق على موقف موحد في هذا الشأن، وأكد أن هذه القوى متفقة على تغيير النظام.

ورأى أن النظام “يتخبط في علاقاته الخارجية” وأن “الوضع الاقتصادي يهدد بقاء النظام”، وأن “حزب المؤتمر السوداني يسعى “لتعميق ثقافة الاحتجاج في السودان”، وفيما أكد ان حركة الرفض ستتسع إلى أن يُزال النظام، قال إن “لا استثمار مع الفساد”.

وهنا وقائع الحوار.

 *أولا نبدأ من أخر حدث يتمثل في اجتماع قوى ( نداء السودان) بالعاصمة الفرنسية باريس قبل أيام، ولوحظ أن انتقادات حادة وجهت لنتائج الاجتماع من قوى سياسية، وقيل أن نتائج الاجتماع هي  دعوة للحوار مع نظام الرئيس عمر البشير، كيف ترى الأمر؟

-لا علاقة لنتائج مؤتمر (نداء السودان) بأي دعوة للحوار مع النظام، الاجتماع عقد لأنه هناك تطورات داخلية وخارجية شهدتها الفترة الماضية ومن أبرزها ” هبة يناير” (تظاهرات يناير 2018)، وهذا تطلب التداول بشأنها.

كما تلقت قوى (نداء السودان) دعوة من “الآلية الأفريقية “لعقد اجتماع تشاوري بشأن العملية السياسية في السودان، ولهذا رأت أن تتفاكر وتتشاور، لتتفق على موقف موحد من العملية السياسية قبل الاجتماع مع ” الآلية الأفريقية” التي لم تحدد موعداً للاجتماع، وتركت تحديد موعده  لظروف المعارضة.

لا علاقة لنتائج مؤتمر (نداء السودان) بالحوار مع النظام، وقد بلور الاجتماع موقفاً موحداً قبل حضور الاجتماع الأفريقي.

*أشرت إلى أن من أبرز التطورات التي شهدتها الساحة السودانية، الحراك الجماهيري، في يناير 2018، ما تقييمك للتظاهرات؟

-ما جرى ويجري ليس وليد لحظة، هو نتاج تراكم سياسات الحكومة ونضال ومقاومة  شعبية مستمرة من قطاعات الشعب كافة، والتغيير ليس بالضرورة أن يحدث اليوم أو غداً، لكنه سيحدث، هذه نتيجة طبيعية ( متوقعة)، وأي حراك ومقاومة لا بد أن يصلا إلى نهاية.

*لكن أساليب القوى السياسية السودانية المعارضة متباينة، وهي لم تتوحد رغم ما تتعرض له من قهر؟

-صحيح أنها لم تتوحد في جسم واحد، لكن يوجد تنسيق للمواقف، القوى السياسية المعارضة متفقة على التغيير (تغيير نظام الرئيس عمر البشير) كلنا نقاوم النظام، وأي حزب في عمله اليومي يعمل من أجل المقاومة  بطريقته واجتهاده، هناك قواسم مشتركة عدة تجمع بينننا كأحزاب،  والآن وتيرة النضال مرتفعة، هذا يجعل وحدة الهدف المشترك أقرب (من أي وقت مضى).

*هناك دعوات لتوحيد تحالفي المعارضة (نداء السودان) و( قوى الاجماع الوطني)  إلى أين وصلت الجهود في هذا الإطار؟

-صحيح هناك دعوات وحوار يدور من أجل وحدة قوى التغيير، وعلى الأقل أن تتوحد المنصتان الرئيسيان ( نداء السودان وقوى الاجماع )، والمتفق عليه حالياً هو العمل المشترك.

*هل يوجد اتفاق على العمل المشترك بين ( نداء السودان) و ( قوى الاجماع الوطني)؟

-الآن نعمل بشكل مشترك، وبمواقف مُنسًقة ويوجد حوار مستمر بيننا، ونسعى لتطوير التنسيق  إلى الأفضل.

*يرى مراقبون أن نظام الرئيس عمر البشير يفتعل أزمات خارجية ( مع دول خارج السودان)  للفت الأنظار عما يجري داخل السودان عندما تشتد أزمات الداخل  ، و حدث  ذلك أثناء الحراك الشعبي في يناير الماضي حيث افتعل أزمة مع مصر ( قبل زيارته أمس للقاهرة)  وارتريا ، هل توافق على هذا الرأي؟

-عندما يواجه النظام أزمة داخلية، يحاول افتعال أزمة للفت الأنظار عن أزمته الداخلية، صحيح هناك قضايا  ( خلافية) موجودة  بين مصر والسودان، وهي ليست جديدة، لكن توقيت طرحها كان يهدف إلى صرف الأنظار عما يجري في الداخل، لكن السودانيين على وعي بهذا التكتيك.

*نلاحظ أن نظام الرئيس عمر البشير يركز على شن حملة  اعتقالات مستمرة لقيادات حزبكم ( المؤتمر السوداني) لماذا؟

-هم يرون أن حزب “المؤتمر السوداني” في صدارة الأحزاب التي تنشط وتتحرك في الشارع، وأن الحزب جاد  في قضية المقاومة ( مقاومة نظام البشير) والنظام يستهدف قيادات حزب المؤتمر السوداني لأنه يرى أنه  بذلك سيؤثر بذلك على الحراك الجماهيري ويشل حركة الناس والمقاومة.

من هم أبرز قيادات الحزب الموجودة في المعتقل حالياً؟

يوجد في المعتقل حالياً عدد من قيادات وكوادر الحزب وفي مقدمتهم رئيس الحزب عمر يوسف الدقير ونائب رئيس الحزب خالد عمر يوسف وأمين  أمانة الشباب عز الدين حريكة ورئيس حزب المؤتمر السوداني بسنار الماحي سليمان وعضو الحزب عاصم عمر و عضو الحزب بدر الدين خميس.

*ماهي أهم القضايا التي يطرحها المحققون مع المعتقلين من حزبكم؟

-التحقيق يركز على أن حزب المؤتمر السوداني هو حزب متحرك في الشارع ، وهم يرون أن في مقدور الحزب أن يصدر بيانات ، لكن مشكلتهم ( مشكلة نظام البشير) تكمن في حراك الشارع ، وبالتحديد يزعجهم  حراكنا في ” المخاطبات” الجماهيرية  بالأسواق، هم لا يريدون ذلك لأنه يحرك الشارع.

ماذا يطبلون من المعتقلين؟

-يطالبونهم بعدم تنظيم مخاطبات في الشوارع والأسواق وعدم الالتحام بالشارع.

*كيف تقيمون دور المخاطبات؟

-هي مستمرة منذ سنوات، ونرى أن التغيير عبر الثورة الشعبية يحتاج لترسيخ ثقافة الاحتجاج، وسنعمل على ترسيخ هذه الثقافة، لتعميق التفاعل ولتعم هذه الثقافة كل المواطنين ليشاركوا في الاحتجاج.

*تشمل الانتقادات التي توجه لنظام الرئيس عمر البشير خلال هذه الفترة أنه أدخل السودان في محاور وأحلاف، ما رأيكم؟

-سياسة النظام قائمة على التخبط، وسبب الدخول في أي حلف يعني أنه   يسعى لحماية نفسه، ليضمن  استمراره في السلطة، وأحياناً يدخل في أحلاف على المستوى البعيد سيخسر منها السودان، النظام لا يهمه ذلك، يهمه أن يتلقى دعماً سياسياً واقتصادياً من أي حلف ليدعم وجوده في السلطة.

*ما موقف حزب المؤتمر السوداني من الأحلاف؟

-الاحلاف ليست عشوائية، هي تقوم على مصالح الشعب، لسنا معزولين من العالم ، لنا مصالحنا مثل الآخرين، وقد دخل السودان ( نظام البشير)  في كثير من  القضايا الداخلية لبعض الدول، ونحن نرفض التدخل في شؤون الآخرين، ونقيم علاقاتنا على أساس المصالح المشتركة.

*قلت إن النظام تدخل في شؤون آخرين ماذا تعني؟

-النظام يتدخل في كثير من قضايا المنطقة، وفلسفته واستراتيجيته في هذا الشأن ترى أنهم عندما يسيطرون على دول ضعيفة بالمنطقة أو يدعمون حلفاً ضعيفاً، فان الدولة المستهدفة ستدعمهم في المحافل الإقليمية والدولية.

*توترت علاقات السودان مع ارتريا خلال هذه الفترة ، كيف ترى ذلك؟

-هذا نتيجة لتخبط النظام وتدخله في الشؤون الداخلية، هذه المسالة ليست جديدة، والتركيز على ذلك الآن لصرف الأنظار عما يحدث في الداخل (حراك رافض لغلاء المعيشة)، وحدث الأمر نفسه مع مصر، وصحيح هناك قضايا خلافية مع القاهرة، لكن توقيت إثارة خلافات (مع مصر خلال الأشهر الماضية قبل زيارة البشير إلى مصر أمس 20 مارس) يؤكد وجود إشكالات داخلية في السودان، ويحاول النظام صرف الأنظار عنها.

*الوضع الاقتصادي في السودان كيف تراه؟

-باختصار هو المهدد لبقاء النظام (نظام الرئيس عمر البشير) وهذا ما يجعله يتخبط في علاقاته ويضطرب، كانوا يظنون أن رفع العقوبات الأميركية سيؤدي إلى انفراج اقتصادي ويأتي المستثمرون، لكن هذا لم يحدث لأن حركة راس المال العالمي مرتبطة بظروف لا تتوافر في السودان.

البيئة الداخلية طاردة للاستثمار، ولا توجد خطة استثمار واضحة، ومشجعة، ويوجد فساد في مؤسسات الدولة كما لا يوجد قضاء مستقل، وإذا لم تتغير هذه الأشياء لا فائدة تُرجى، في ظل عدم وجود أفق لحل الأزمة الاقتصادية، ولن تحل الأزمة بدون تهيئة ظروف ( الحل) والتركيز على الإنتاج، وهذا كله غير موجود.

*ما توقعاتك لإجراءات اتخذها نظام الرئيس عمر البشير بعد أزمة غلاء الأسعار الطاحنة، الحالية؟

-لا توجد لديهم خيارات لحل الأزمة الاقتصادية، والخيار الأسهل هو تحميل المواطن الأزمة، وهذا يعني  زيادة أسعار السلع والخدمات، هذا هو حلهُم، والمواطن ليس لديه قدرة تحمل أكثر ( لهذا الغلاء).

*ما ذا تتوقع؟

 –الرفض سيتسع، ويزيد حركة المقاومة، وسيتطور الأمر إلى أن يصل إلى نهايته، وهي إزالة النظام ( نظام الرئيس عمر البشير)

*وهل أحزاب المعارضة مستعدة إذا سقط نظام البشير، هل لديها برامج جاهزة؟

-منذ وقت مبكر وضعت المعارضة وثائق متفق عليها، وصحيح أن كثيراً منها يحتاج إلى تطوير، لكن الأساس موجود، أي أن رؤية المعارضة واضحة، أي بعد تغيير النظام فان الخطوة التالية واضحة.

*ما هي الخطوة التالية؟

-الاتفاق على سياسات بديلة، تحل محل سياسات النظام الحالية، ويوجد اتفاق على سياسة الحد الأدنى لمرحلة الانتقال.

*متى تبدأ المرحلة الانتقالية؟

-من لحظة سقوط النظام إلى مرحلة (حدوث) تحول سياسي بإجراء انتخابات.

*مدة الفترة الانتقالية؟

-لم يتفق عليها بشكل كامل، لكن يوجد تصور يبدأ من عام إلى خمس سنوات، وهناك نقاش حول هذا الجانب.

* ما رسالتك إلى القوى السياسية المدنية؟

 -المرحلة تحتاج لمزيد من الوحدة والتنسيق والعمل على الأرض، نحن محتاجون لمواصلة العمل بشأن  السياسات البديلة، ومحتاجون للدخول في تفاصيل السياسات الكلية، لتدبير مرحلة ما بعد اسقاط النظام، وبالتحديد مرحلة الانتقال، وهي المرحلة الصعبة.

*وما رسالتك للقوى السودانية حاملة السلاح؟

-الوحدة مطلوبة للقوى حاملة السلاح، ومطلوب الاتفاق بشأن وضع الجيوش في المرحلة الانتقالية، إلى جانب أهمية الاتفاق على القضايا الإنسانية العاجلة.

*هل من كلمة أخيرة في نهاية حوارنا؟

-المرحلة الحالية تتطلب منا، كل السودانيين بشكل عام، وكل الفاعلين في عملية التغيير، أن نتجاوز العقبات والاشكالات والمسائل الخلافية، وأن نخطط للخطوة التالية، وهي أن نعمل جميعاً على الأرض،  لتحقيق الهدف.

*ماذا تعني بالعمل على الأرض؟

-محتاجون كما شهد السودان موجة احتجاجات أن نظهر سوياً، ونعمل معاً على الأرض، بالتظاهر والعمل الدبلوماسي، نحن جزء من هذه الموجة ( موجة التظاهرات) ومحتاجون ( جميعاً) إلى تسريع وجودنا في كل الجبهات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.