تقرير أممي: “بؤر الجوع الساخنة “يتصدرها السودان وفلسطين وتواجه خطر الموت جوعا خلال أشهر

تقرير أممي: “بؤر الجوع الساخنة “يتصدرها السودان وفلسطين وتواجه خطر الموت جوعا خلال أشهر
  • 17 يونيو 2025
  • لا توجد تعليقات

لندن- محمد المكي أحمد

أطلق تقرير أممي جديد تحذيرا بشأن “بؤر الجوع الساخنة ” التي تشمل السودان، وفلسطين، وجنوب السودان، وهايتي، ومالي، وقال إن ” سكان هذه البؤر الخمس الساخنة للجوع حول العالم يواجهون مستويات مرتفعة للغاية من الجوع وخطر الموت جوعا في الأشهر المقبلة، ما لم تُتخذ إجراءات إنسانية عاجلة وجهود دولية منسقة لتهدئة النزاعات، ووقف النزوح، وتكثيف الاستجابة الإنسانية الشاملة”.

وجاء في التقرير الذي صدر اليوم 16 يونيو 2025 أن بؤر الجوع “ستدعي أعلى درجات القلق، حيث تواجه مجتمعاتها بالفعل مجاعة أو خطر المجاعة أو مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب تصاعد النزاعات أو استمرارها، والصدمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية. وتتفاقم هذه الأزمات المدمرة بسبب تزايد القيود على وصول المساعدات والنقص الحاد في التمويل”.

وأوضحت الأمم المتحدة أن هذا التقرير الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي يصدر مرتين سنويا، وأنه بمثابة تحليل استباقي وإنذار مبكر لتدهور الأزمات الغذائية خلال الأشهر الخمسة المقبلة.

تدهور غذائي خطير في 13 دولة واقليم

وتوقع التقرير تدهورا خطيرا في انعدام الأمن الغذائي الحاد في 13 دولة وإقليم، والتي تشمل بالإضافة إلى الدول الخمس المذكورة: اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار ونيجيريا وبوركينا فاسو وتشاد والصومال وسوريا.

ورأى المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو، إن هذا التقرير يوضح تماما أن الجوع اليوم “ليس تهديدا بعيدا، بل هو حالة طوارئ يومية بالنسبة لملايين الأشخاص ، ،علينا أن نتحرك الآن وبشكل جماعي لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش، فحماية مزارع الناس وحيواناتهم لضمان استمرارهم في إنتاج الغذاء حتى في أصعب الظروف ليست مجرد مسألة عاجلة بل هي ضرورية”.

إنذار أحمر

ووصفت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين تقرير ” بؤر الجوع الساخنة” بأنه “إنذار أحمر”، وقالت إن المجتمع الإنساني لديه الأدوات والخبرة للاستجابة، “ولكن بدون التمويل والوصول، لا يمكننا إنقاذ الأرواح”.

وأضاف التقرير أن في العديد من المناطق الساخنة، يتعرقل إيصال المساعدات بشكل كبير بسبب تقييد الوصول الإنساني بفعل انعدام الأمن أو العوائق البيروقراطية أو العزلة المادية. في الوقت نفسه، يُجبر النقص الحاد في التمويل على خفض الحصص الغذائية، ما يحد من نطاق التدخلات الغذائية والزراعية المنقذة للحياة.

وسلط تقرير “بؤر الجوع الساخنة” الضوء على أهمية استمرار الاستثمارات في العمل الإنساني المبكر، وشدد على ضرورة التدخلات الوقائية انقاذ الأرواح، وتقليل من فجوات الغذاء، وحماية الأصول وسبل العيش “بتكلفة أقل بكثير من التدخلات المتأخرة”.

نداء لمساعدة 114 مليون شخص

وكشفت الأمم المتحدة وشركاؤها في هذا الإطار عن نداء مساعدات “ذي أولوية قصوى” يهدف إلى مساعدة 114 مليون شخص يواجهون احتياجات تهدد حياتهم في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي لا يزال فيه القطاع الإنساني يواجه أكبر تخفيضات في التمويل على الإطلاق.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر في هذا الشأن “اضطررنا إلى تحديد الأولويات فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح. الحسابات قاسية، والعواقب مفجعة. لن يحصل الكثير من الناس على الدعم الذي يحتاجونه، لكننا سننقذ أكبر عدد ممكن من الأرواح بالموارد المتاحة لنا”.

وأوضحت الأمم المتحدة أن النظرة العامة على العمل الإنساني العالمي لعام 2025، التي أُطلقت في ديسمبر الماضي، تهدف إلى مساعدة 180 مليون شخص في 70 دولة، إلا أنها لم تتلق سوى 5.6 مليار دولار من التمويل المطلوب البالغ 44 مليار دولار ، وهو ما يمثل أقل من 13% مع مرور نصف العام.

وأضافت أن الخطة الصادرة اليوم لا تهدف إلى استبدال الخطة العالمية، بل تسعى إلى تحديد أولويات الاستجابات بناء على الاحتياجات الأكثر إلحاحا، هي تسعى إلى جمع 29 مليار دولار من التمويل.

ورأى فليتشر أن تخفيضات التمويل تركت المجتمع الإنساني أمام “خيارات قاسية”. وأن “كل ما نطلبه هو واحد بالمائة مما اخترتم إنفاقه العام الماضي على الحرب. لكن هذا ليس مجرد نداء من أجل المال ، إنه دعوة إلى المسؤولية العالمية، والتضامن الإنساني، والالتزام بإنهاء المعاناة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*