متلازمة الرقم (تسعه٩) حد المطاوعه للإسلاميين

2019 نهاية حكم البشير أو الحركه الإسلامية

2019 نهاية حكم البشير أو الحركه الإسلامية
  • 05 يناير 2019
  • لا توجد تعليقات

بعيدا” عن المواقف السياسيه و المخاوف و الامنيات . فان العام 2019 حتما” سيكون عاما” فاصلا” في تاريخ الحكم الاسلامي في السودان . و ذلك من منطلق حديث الارقام و الاحداث المتعلقه بالحركه الاسلاميه في السودان . و التي دائما” ما كانت تتعلق بالرقم تسعه والذي ربما يمثل نقطة التفريغ للحموله او محطه تحويليه في مسيرة قطار الحركه الاسلاميه الذي يقوم فيها بالتخلص من بعض عرباته التي تمثل حموله زائده دعما” لاستمرار رحلته او رغبة” في زيادة سرعتة كما يتضح للقارئ المتأمل و منعا” للاطاله استسمحك ايها القارئ الكريم بالتفضل لتأمل لغة الارقام و ارتباط الرقم ٩ باحداث حكم و تاريخ الحركه الاسلاميه في السودان .

1949النشاءه والتكوين
تكوين اول جسم للحركه الاسلاميه بالسودان بكلية غردون التزكاريه تحت مسمى ( حركة التحرير الاسلامي) كتيار مناهض لعلو كعب الشيوعيه داخل الكليه . و كانت هذه الحركه تدعو للاشتراكيه الاسلاميه ربما فرضتها متطلبات المرحله و ظل مؤسسوها ينفون ارتباطها بتنظيم الاخوان المسلمين رغم الصلات العميقه التي تربطهم باعضاء التنظيم من السودانيين في مصر . و رغم ارتيادهم لمنتديات الاخوان التي يتزعمها الاساذ علي طالب الله و الذي عينه حسن البنا الذي واظب اعضاء تلك الحركه على قراة رسائله و كتبه مراقب عام للاخوان في السودان بخطاب قبل عام واحد من تاسيس هذه الحركه بمباني كلية غردون .

و خلال الخمسينيات زارت وفود الاخوان المسلمين للحركه و الاجتماع بها اكثر من مره تمت خلاله عدة تحولات من الاستقلاليه المعلنه الي التبعيه المعلنه للتنظيم مره و من الفكر المعلن الي الفكر الاخواني الصريح مرات اخرى و تم التاكيده على شرعية المراقب المكلف علي طالب الله والذي كون من انصاره قياده جديده اصبح فيها المحامي الرشيد الطاهر بكر مراقبا” عاما” بعد عدة انشقاقات شهدها تاريخ هذه الحركه .

1959 انقلاب فاشل
شهدت هذه السنه اول ظهور حقيقي للحركه الاسلاميه في المشهد السياسي و اتضحت اطماع و طموحات الاسلاميين في السيطره على مقاليد الحكم بالاستراك مع بعض القوى الاخرى و ذلك بعد القي القبض على قائدها الرشيد الطاهر بتهمة تدبير محاوله انقلابيه ضد حكومة عبود حيث نفذ الحكم بالاعدام على خمسه عسكريين و بالسجن على الرشيد الطاهر لمدة خمس سنوات لضبطه يحمل بيان الانقلاب الذي اعده بنفسه على ما يبدو .

1969الترابي والتقليديون
قيام أهم مؤتمرات الحركه الاسلاميه و الذي تم فيه  تم إنتخاب د. الترابى أمينا عاما لجماعةالإخوان المسلمين والذي برز كشخصيه مؤثره استلمت قيادة الحركه في الفتره التي عقبت المحاوله الانقلابيه 1959 قدم خلالها مجهودات ضخمه خصوصا” بعد عودته من فرنسا منتصف الستينات في توسيع عضوية الحركه بنشاء جبهة الميثاق الاسلامي و تاكيد دورها الكبير في الحراك السياسي خلال فترة انتفاضة اكتوبر و الذي طبعها بطابع مميز و حقق لها مكاسب سياسيه منها عدد ٧ مقاعد برلمانيه لاول مره في تاريخ الحركه في انتخابات 65
و لكن تصاعد الخلافات حول عضوية الحركه و حول افكار الدكتور حسن الترابي ادت الي نتائج ضعيفه في انتخابات ٦٨ مما ادى الي حمله لازاحة حسن الترابي من قياة الحركه من قبل التقليديين من اعضاء الحركه . و هو ما ادى لقيام المؤتمر الذي اكد على قيادة حسن الترابي للحركه و التي استمرت لحوالي ثلاث عقود لاحقه .

1979 المشاركه في الحكومه
مشاركتهم في الحكم لاول مره في عهد الرئيس النميرى حتى1985 وهي مرحلة التمكين الإقتصادى والإجتماعى للحركه و شغل الترابي منصب النائب العام ورئيس لجنة تعديل الدستور بما يوائم الشريعة الإسلامية. و مثل هذا القرار حلقه مهمه من حلقات سقوط نظام مايو فيما بعد
كما أخذت الجبهة الإسلامية، المنفصلة عن الإخوان المسلمين مواقع الادارة في البنوك الاسلامية الناشئة في السودان و أصبحوا موظفين واداريين فيها وأصبحت الممول الأساسي لمشاريعهم ليصبحوا قوة أثرت على سياسة و قانون و دولة و مجتمع السودان .. ففازت 51 مقعد فى البرلمان السوداني وحلت فى المركز الثالث بعد حزبى الأمة والإتحادى الديمقراطى.

1989 الانقاذ
استلمت الحركه مقاليد الحكم في البلاد بقيام انقلاب الانقاذ بقيادة الضباط الاسلاميين و حل الترابي الجبهة الاسلامية القومية بعد الإنقلاب .. وتكوين حزب المؤتمر الوطني و اطلاق سياسات التمكين و مشاريع الحركه المجتمعيه . ليتسنى له الإنفراد الكامل بالسلطة .. ولكن تبين له بعد ذلك الخطأ الفادح الذى قام به .. خاصة فى المعركة التى قادها ضد الرئيس البشير بعد عشر سنوات

1999 المفاصله
وهو يعتبر اهم عام يمر على الحركه الاسلاميه في الحكم و اكبر انشقاق يحدث في تاريخها الحافل بالانشقاقات والانقسامات حيث اعمل العداء بين رفقاء الامس في اسوأ صوره مما ادى الي تنازل د. الترابي عن بعض صلاحياته للبشير انتزاعا” ، على الرغم من أنه كان ينوي تجريد البشير من صلاحياته، ومنع الجمع بين منصبي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحزب الحاكم، فضلاً عن الحد من عضوية القوات النظامية في الحزب والعمل السياسي عموماً. وعام 1999 و بعد مذكرة العشره الشهيره و في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس البشير بعد قرار فك الارتباط يحمل وجهها” عسكريا” واضح أقر فيه الرئيس السوداني حزمة قرارات، أعلن بموجبها حالة الطوارئ في البلاد، وأزاح الترابي عن السلطة، و انفرد بعدها بقيادة الحكومه والحزب والحركه الاسلاميه فعمد الترابي بعدها إلى تأسيس حزب “المؤتمر الشعبي” مع عدد من مناصريه.

2009 الهزات الكبرى
اكبر هزتين تواجهه حكم البشير فمع مطلع العام
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة بتوقيف الرئيس البشير على ذمة جرائم حرب بدارفور. وانفجر أنصار البشير غضبا في الخرطوم منذ اليوم الأول للقرار، حيث سير الآلاف في الخرطوم مظاهرات تلقائية إلى مجلس الوزراء تنديدا بالقرار، وخرجت الجماهير على طول شارع يسمى شارع الوادي بمدينة أم درمان كهبه تلقائيه للشعب السوداني بمختلف مواقفه من الحكم غضبا” على التعدي على سيادة الدوله متمثله في رمزيتها . رئيس الجمهوريه . حيث سجل التاريخ موقف زعيم الحركه السابق د. الترابي المتضامن مع هذه المزكره ربما متشفيا” في البشير الذي اطاح به من الزعامه .
و كانت الهزه الثانيه مع نهاية العام بقيام المظاهارات مناوئه للنظام لأول مره في تاريخ حكم الحركه في العاصمه و بعض الولايات بقيادة شركائه في الحكم ( الحركه الشعبيه ) حيث أحرق انصارها مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم بولاية بحر الغزال في جنوب السودان.
و شملت الإجراءات الأمنية بسبب مظاهرة المعارضة إقليم دارفور، حيث أغلقت السلطات المدارس في إجراء احترازي .
كما شهد هذا العام تاجيل الانتخابات المزمع عقدها حسب اتفاقية السلام .

2019 المقطوره الاخيره
و بينما اكتب هذا المقال في اول يوم للعام 2019 و الذي بلا شك سيحمل احداث عظيمه في تاريخ حكم البشير و الحركه الاسلاميه وردتني اخبار انسحاب ٢٢ حزبا” من الاحزاب المشاركه في حكومة الوفاق الوطني تضامنا” مع الاحتجاجات المستمره التي تدخل اسبوعها الثالث و التي عمت لاول مره اغلب مدن السودان مطالبه (بالحريه والسلام والعداله ) كشعار للتظاهرات . و باسقاط النظام . والذي اعتقد انه استفذ كل ما يمكن توقعه من احداث للرقم تسعه في تاريخه و لم يتبقى من قطار الحركة الاسلاميه السودانيه الا القاطره والمقطوره الاخيره وليس امامه الا خيارين .
اما ان يضحى الكيان بزعيمه فيسقط !!
او يضحي الزعيم بكيانه …
فيسقط .!!

التعليقات مغلقة.