“هي لله .. لا للسلطه ولا للجاه”

“هي لله .. لا للسلطه ولا للجاه”
  • 21 يوليو 2019
  • لا توجد تعليقات

د.حيدر إبراهيم علي

يكتب عن شعار

” كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ”

عندما رأيت الأموال التي اكتنزها البشير وشاهدت المنازل – القصور، تذكرت نفاق الاسلامويين وكذبهم حتى على الله سبحانه وتعالى . ورد إلينا من التراث : ان ابا ذر كان يتلوا الآية (والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) قال معاوية لابي ذر :” إنها نزلت في أهل الكتاب ” فرد ابو ذر : “انها نزلت فينا وفيهم ” وحشد الخليفة علماء السلطان ليفسروا الآية لصالحه فأفتوا بأن آية الزكاة نسخت آية الكنز! ودخل العلماء في جدل طويل ومعقد حول معنى الكنز بقصد تمييع التحريم ولكن بعض العلماء الانقياء قالوا بأنه كل ما زاد عن سد حاجة الفرد وأسرته .ويستدل بالحديث عن البخاري عن صحابي يقول : صليت العصر بالمدينة وراء النبي . فسلم ثم قام مسرعأ يتخطى رقاب الناس إلى بعض الحجر سألته فقال :(ذكرت شيئا من التبر (الذهب) عندنا فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته)

لم يعرف الاسلامويون الزهد ولا العفه حين استولوا على السلطة وشعروا بسطوتهم وحكمهم المطلق فاطلقوا العنان لشهوتي البطن والفرج .اسرفوا في المأكل المشرب وأكثرو من الزوجات . واعطوا لشهوة الفرج قدسية. بأنهم يتزوجون أرامل الشهداء وفي ذلك حسنة . وتكالبوا على الشهوات التي أخذت أشكالا متنوعة فتخصص كل واحد منهم في شهوة : شهوة المال وشهوة السلطة والنفوذ ، وشهوة الشهرة والأضواء وخلال هذه السباق النهم خلت الحركة من وجود مفكرين أو مبدعين أو كتاب جادين ومجددين . ولذلك كان تقييم الشعب صائبأ وصادمأ حين اختصر كل سلوكهم في هتاف :سلميه سلميه ضد الحرامية

وله الحق فهو لم يعرف خلال حكم الجبهة طوال ثلاثيين عامأ مفكرا أو مجتهدا اسلامويا ولا مدافعا عن حقوق الإنسان ولامطالبا بالديمقراطية وإنصاف المرأة والمهمشين من بين الاسلامويين، بل عرف الطفيليين والسماسرة وصدمته مظاهرالترف والاسراف في حياة الاسلامويين . يقول المتدينون الحقيقيون:ليس الزهد اجتناب الحرام ، بل الزهد في الحلال .

ان تجربة حكم الاسلامويين أضرت بالدين والإسلام أكثر مما كان يمكن أن يفعله أي حكم علماني أو ملحد حتى! فقد كانوا أكبرعدو للاسلام لأنهم اهتموا بالدين الشكلاني أو المظهري :الحجاب ، اللحية المسبحه والسفر للعمرة كل سنة على حساب دافع الضرائب وعم الفساد في البلاد . حتى الداعية عبدالحي يوسف ورفاقه السلفيين ولغوا في حوض الفساد . وكان لمال النفط القادم من السعودية دوره المرير في قلوب السلفيين رغم صوتهم العالي . قبل مدة احتج بعض من أنصار السنه على البنك المركزي لأنه لم يسلهم اموالا آتية من الخارج .واتهموه بأنه ضد التوحيد كما هددوا الحكام الشموليين بأنهم سوف يسحبون الفتوى التي تحرم الخروج على الحاكم الجائر . هكذا يوظفون ويحولون الدين حسب التحويلات !!

فالدين في خطر من داخله وليس لوجود مؤامرة صليبية أوشوعية، فالحركة الاسلاموية انتحرت ذاتيأ . أما السلفيون فيزدادون تحجرا وظلامية حتى يكونون خارج التاريخ والحياة .وأس المشكلة لدى الاثنين أنه لا توجد أي محاولة للنقد الذاتي ولا دعوة للتجديد والاصلاح الديني بينما هذا النموذج الاسلاموي الذي عاشه السودانيون طوال ثلاثة عقود يدحض أي مطالبة بتطبيق قوانين سبتمبر النميرية التي تسمى زورا بالشريعة . ولم يشغل الاسلامويون باشكالهم المختلفة بكتابة قوانين دينيه حديثه ينافحون عنها ويطالبون على أساسها بتطبيق حكم الله .

التعليقات مغلقة.