نبض الشارع المصري

نبض الشارع المصري
  • 18 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين


من خلال العشرة الطويلة مع إخوتنا المصريين اللطفاء والونسة معهم أحاول رسم:
ما مشاغلهم؟
ما طموحاتهم؟
في مجالات حيوية، منها:

.. المعايش

كما في السودان وكل البلاد الشبيهة ظروفها تواجه الأسر الفقيرة والمتوسطة ضغوطا تستوجب العمل المتصل ليل نهار.
أحدهم قال إن الانهماك في توفير حاجيات الأسرة لا يعطي مساحة للتواصل الاجتماعي زي زمان.
هذا يعني أن بعض العائلات تحولت من ممتدة تجمع الأقارب إلى نووية عمادها الزوجان وأطفالهما.

.. السكن

هم مقيم رغم تحويل البيوت العادية والفلل إلى أبراج وامتداد الإسكان للصحراء المتاخمة وحتى للرقع الزراعية، ولاسيما للشباب المقبلين على الزواج، فلا مناص من جمع القرش على القرش وشراء شقة قبل الزواج ذلك لأن بيوت الأهل والأصهار لم تعد تتحمل مزيدا.

الزواج

هدف الشباب بالطبع التأهل والاستقرار بأسرة لكنه صعب المنال لارتفاع تكاليف الشقق، ثم التأثيث وأخيرا توفير مستلزمات الزواج.
هذا بالنسبة للشاب، أما الشابة ففي طليعة هموم أهلها تجهيز أثاث نحو غرفتين، فضلا عن عدة المطبخ والأجهزة الكهربية.
حدثني عزيز أن والده ظل يدفع أقساط تجهيز شقيقته حتى مماته.
وتابع أنه مغتم لكيفية توفير ما يعينه على تجهيز ابنته طالبة الثانوي للزواج.

أخرى

غير ما فصل أعلاه هناك تحديات تعليم الأبناء والعلاج لكنها متاحة حكوميا، فقط تتبدى ظروف وضع المتقدم للعلاج في قائمة انتظار أحيانا، فيما يتجه المقتدرون للمراكز الخاصة.

.. الماء

كثيرا ما يفاتحنا إخوتنا المصريون حول مآلات سد النهضة الإثيوبي أكبر خزانات القارة الكهرومائية، العاشر عالميا وانعكاساته السالبة، خاصة خلال سني ملء خزانه الهائل ( إثيوبيا ترى ملأه في ٥ سنوات ومصر ترى ٧ سنوات) ما يشكل هاجسا لشعب يعتمد حياته على النيل، حيث يتوقع حدوث نقص في مياه الري يؤدي إلى تقليص الرقعة الزراعية، بجانب نقص الكهرباء المولدة من السد العالي، وقديما قال هيرودت حكمته النابضة:
مصر هبة النيل

نخلص إلى أن ظروفنا متشابهة تكاد تتطابق. ورغم كل شيء فإن الشعب المصري المرح لا يركن للهموم ولا يستسلم للضغوط، بل ظل يحافظ على نكاته وروحه المتفائلة الوثابة، وفي هذا يتفوقون علينا.

.. التعمير

المصريون يصنعون الغد الأنضر بعاملي الإنتاج والاستقرار، فيما تتواثب مشروعات التجديد و التطوير في كل مكان.
أنوه إلى أن القوات المسلحة تضطلع بنصيب وافر في التعمير ببناء الجسور والطرق والمجمعات السكنية وغيرها. ليت قواتنا الباسلة بانضباطها وإمكاناتها تضع بصمتها بيد تحرس الوطن وأخرى تبنيه في ضوء دراسة التجربة المصرية وتقييمها، انطلاقا من ملف المؤسسة العسكرية الاقتصادية في عهد نميري، التي أذكر أن الوزير الهمام مصطفى جيش كان قد رشح عمي فتحي عباس مدير السكة حديد في الإقليم الشرقي مديرا لقطاع النقل فيها فاشترط إيجاد سكن له بالخرطوم، مثل الذي كان به في بورتسودان.

الفن

كنت في سيارة أجرة ذات مرة فكان راديو العربة يرسل غناء خافتا فطلبت منه رفع صوته. وقلت إنني كنت أتمنى أن أصادف كوكب الشرق ثومة تشدو للشاعر السوداني الهادي آدم (ابن الهلالية):

أغدا ألقاك يا لهف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد

أو نجاة تغني لنزار:

أيظن أني لعبة بيديه
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي إني رفيقة عمره
وإنني الحب الوحيد لديه
حمل الزهور إلي كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه

أو العندليب الأسمر عبد الحليم، ( الذي كان يعزف في مستهل مشواره الفني لصديقه سفير الأغنية السودانية سيد خليفة في سهرات القاهرة) يغني في لوعة رسالة من تحت الماء أو قارئة الفنجان آخر إبداعاته وهما لنزار:

بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا

ففرح سائقي وطرب وهو يقول إنه فن الزمن الجميل الراقي بينما بعض الجدد ” يهوهو “!
فقلت له:
التراجع حاصل عندنا أيضا فقد هبطنا من علالي:
أنت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا
لقاع:
حرامي القلوب تلب
وراجل المرة دة حلو حلاة!

الوسوم أنور-محمدين

التعليقات مغلقة.