استمعوا للاطباء يا دعاة مليونية ٣٠ يونيو

استمعوا للاطباء يا دعاة مليونية ٣٠ يونيو
  • 26 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

اصدرت لجنة اطباء السودان المركزية بيانا واضحا وصريحا يدعو الشعب السوداني إلى عدم الخروج في مليونية ٣٠ يونيو استجابة للظروف الصحية الخطيرة التي يمر بها السودان في ظل جائحة كرونا ، ويأتي هذا البيان متطابقا مع بيان سابق للجنة الاستشاريين والاختصاصيين حذرت فيه من خطورة الوضع الصحي ومؤشرات تفاقمه في حال خروج الجماهير في مليونية ٣٠ يونيو.

هذه البيانات المهنية المحترمة تمثل صوت الأطباء الواعي والمدرك لخطورة الأوضاع الصحية ولهشاشة النظام الصحي السوداني في مواجهة جائحة كرونا التي ركعت أعظم الأنظمة الصحية حول العالم وأدت إلى وفيات هائلة في أفضل الدول المتقدمة في العالم وعلى رأسها أمريكا، مما يستوجب انتباه الشعب السوداني لصوت أبناءه الأطباء.

لجنة اطباء السودان المركزية كانت هي قلب الثورة النابض ، حين كانت الأرض غرقى بالدماء والدخان كانت هذه اللجنة هي خط الدفاع الأول في رعاية وعلاج الجرحى والمصابين، وكان أعضاء لجنة الاستشاريين من الاستشاريين والاختصاصيين دوما حضورا في المستشفيات القريبة من شوارع المواكب من أجل سرعة إنقاذ كل ثائر مصاب ، يهرعون بين صالات الطواريء وغرف العمليات من أجل إنقاذ الجرحى ، تلك أيام قدم فيها الأطباء اروع التضحيات واعظمها من أجل ان يحيا الثوار ويواصلوا المشوار ، ووصل الأمر بالأطباء ان قدموا في ذلك الشهيد الدكتور بابكر عبدالحميد الذي اغتالته يد الغدر الكيزانية وهو يحاول اسعاف احد الثوار الجرحى .

كما دافعوا عن حياة الثوار في تلك الأيام الخالدة، فهم اليوم سيدافعون عنها مجددا بكل مهنية وتجرد وفاءا لقسمهم الطبي وايمانا باخلاقيات مهنة الطب السامية ، ولكن هذه المرة لن يدافعوا عنها امام الدكتاتور البشير وإنما امام فيروس لعين لا يراه أحد ، ينتشر بسرعة جنونية في حالات الازدحام والوقاية منه بالتباعد هو الخيار الوحيد الأكيد للنجاة منه ، فهل ليستمع الشعب لصوت أبناءه الأطباء الشرفاء ؟! الذين لا يطلبون الا ان يكون والدهم الشعب بعافية وخير .

لم يتخذ الأطباء هذا الموقف من فراغ ، الأنباء من امريكا أثبتت أن أمريكا شهدت ارتفاعا هائلا في عدد اصابات كرونا بعد حوالي اسبوعين من التظاهرات الاحتجاجية على مقتل جورج فلويد ، وهذا مؤشر سيء جدا ، ودليل على خطورة الخروج في ٣٠ يونيو، وتعريض البلاد لموجة عنيفة من الإصابات في ظل واقع صحي سوداني ينعدم فيه حتى البندول في الصيدليات، مما يعتبر معه الخروج انتحارا مع سبق الإصرار والترصد.

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قبل يومين أفاد بأن المليون الأول من حالات الإصابة بفيروس كورونا تم تسجيله بعد مرور ثلاثة شهور ، بينما تم تسجيل المليون الاخير في خلال ثمانية أيام فقط !! وأردف أن معدل انتشار فيروس كرونا يتضاعف بوتيرة متسارعة . هذه هي المصادر العالمية التي يستقي منها الأطباء تقدير المواقف الصحية ، وكلها تشير إلى أن الفيروس مازال ينتشر بسرعة جنونية بين التجمعات ، وأن الازدحام في أي مكان هو الوليمة المفضلة لهذا الفيروس الخطير ، فاحذروا يا أهل السودان ، ان ابناءكم الأطباء لكم لمن الناصحين .

حتى هذه اللحظة لم تعلق على مليونية ٣٠ يونيو وزارة الصحة ووزيرها د اكرم على التوم ولا نقابة الاطباء الشرعية ولا رابطة الأطباء الاشتراكيين( راش ) وثلاثتهم محسوبين على الحزب الشيوعي احد المتشددين في الدعوة للخروج في ٣٠ يونيو، سننتظر بيانات هذه الجهات الثلاث وسنرى هل سينجحون في اختبارات المهنية ام يسقطون في مستنقع الحزبية الفاسد .

استباقا للكارثة الصحية التي ستحدث في حال خروج المليونية ندعو السيد رئيس مجلس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك بدعوة ممثلين عن لجان المقاومة التي دعت إلى خروج الجماهير في مليونية ٣٠ يونيو ويستمع إليهم ويناقشهم في ظل اتباع الاحتياطات الصحية على مطالبهم ، ثم يتفق الجميع على وصول الرسالة وعلى طرق الاستجابة للمطالب ، وبناءا على ذلك يطلب حمدوك منهم التراجع عن المليونية وعدم تحميل الأطباء والنظام الصحي أكثر من طاقته .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.