هل تحالف قحت على وشك الانهيار ؟

هل تحالف قحت على وشك الانهيار ؟
  • 20 أكتوبر 2019
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

يعلم الجميع أن قوى اعلان الحرية و التغيير ( قحت ) تحالف طاريء، اوجدته ثورة ديسمبر، و يضم في داخله اجسام مختلفة و متناحرة لفترة طويلة وحدها نبض الشارع الثائر، و قد احتملت خلافاتها الذاتية من أجل الوصول بالثورة إلى النصر ، و قد كان .

الآن بعد أن وصلت الثورة إلى مرحلة تكوين الحكومة الانتقالية قد لا تسعى كل الأطراف للاحتفاظ بمواقعها داخل قوى اعلان الحرية و التغيير إذا شعرت بأن الخط الذي تسير فيه لا يشبه تطلعاتها و لا يتوافق مع برامجها في الدولة ، فالمعلوم ان الموقف من الثورة و من اسقاط النظام هو الحد الادنى الذي تواثقت عليه هذه القوى، و بالتالي بعد تحقيقه فإن الصعود فوقه سوف يظهر بلا شك التباينات و الاختلافات بين عناصر هذا التحالف ، و هو ما ظهر مبكرا حين انسحب الحزب الشيوعي من التوقيع على الاتفاقية مع المجلس العسكري ، و هو ما ظهر ايضا في مغادرة حركة قرفنا لقوى اعلان الحرية و التغيير في بيان رسمى أوضحت فيه ان مباديء الحركة أصبحت لا تتوافق مع الخط الراهن لقوى اعلان الحرية و التغيير، و هكذا كلما صعد التحالف خطوة نحو الأعلى من الحد الأدنى المتفق عليه بين الكل سوف يقود هذا إلى وجود قوة او اكثر تتصادم مبادئها مع ما يدعو إليه التحالف .

في اللحظة الراهنة فإن الصعود نحو مواكب ٢١ أكتوبر، أظهر خلافات كبيرة بين فصائل قوى اعلان الحرية و التغيير، حيث اعتبرها البعض دعوة لتصحيح مسار الثورة، و هو ما يبطن عدم القناعة بحكومة حمدوك و في مقدمة هذا التيار الحزب الشيوعي السوداني ، بينما هناك من رفضها جملة و تفصيلا معتبرا انها تسعى لتقويض الحكومة الانتقالية عبر فتح نفاجات للانقضاض عليها و في مقدمة هذا التيار حزب الأمة القومي ، بينما هناك أطراف مسكت العصا من النصف إذ دعت بخجل إلى احتفال في الساحات العامة مع مطالبة الحكومة بتنفيذ بعض المطالب و هذا التيار يمثله تجمع المهنيين.

النتيجة التي يمكن تكوينها من الصورة أعلاه هي ان قوى اعلان الحرية و التغيير في لحظة خلاف حقيقي ، و هو خلاف ليس بسيط ، بل هو خلاف منهجي في كيفية التعامل مع حكومة حمدوك ، هل تعتبرها حكومة الثورة و تدعمها بالكامل و تدافع عنها و تحميها من كل المهددات ، ام تعتبرها حكومة أمر واقع يعتمد بقاءها على ظروف الشارع فإذا واصل الشارع الصعود تتم الدعوة لاسقاطها و إذا حافظ الشارع على الهدوء يتم القبول بها مع الضغط عليها عند كل حين لتنفيذ بعض المطالب .

هذا المنعطف حرج بكل ما تعنيه الكلمة ، و يهدد بالفعل تماسك قوى اعلان الحرية و التغيير، و يجعل صمودها السابق في مهب الريح ، لذلك على قوى اعلان الحرية و التغيير نفسها ان تتدارك الأمر مبكرا إذ أن الخلاف و الشقاق سوف يدفع ثمنه الجميع و في مقدمته الثورة ، كما أن البقاء على هذا الشكل غير المنضبط و الذي يتيح لكل كتلة ان تعبر منفصلة عن الآخرين سيكون بلا شك مدعاة للفرقة ، لذلك ليس أمام قوى اعلان الحرية و التغيير سوى الجلوس مجددا في اجتماع موسع ، لتطوير اعلان الحرية و التغيير و لتدعيمه بالهياكل الحركية ، و بمواثيق الشرف ، و بالعقوبات في حال الخروج على مباديء و مسار التحالف .

جاءت ثورة ديسمبر من أجل وضع حد لفوضى الأحادية في اتخاذ القرار التي مثلها نظام البشير ، و استبداله بدولة المؤسسات ، فإذا لم تقدم قيادة الثورة قوى اعلان الحرية والتغيير في نفسها القدوة على قيام مؤسستها المتينة و المحترفة، فإن حلم بناء دولة مؤسسات سيكون مجرد احلام يصلح وصفها بأنها كما يقول المثل السوداني ( بقر بلا عيدان ) .

فهل قوى الحرية و التغيير قادرة على حسم هذا الملف مبكرا ام ان الانشقاقات حتمية ؟!!


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.