وجع الإعلام الرسمي

وجع الإعلام الرسمي
  • 05 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري

فشلت ثورة ديسمبر العظيمة حتى اللحظة في أحداث أي تغيير داخل منظومة الإعلام السوداني من صحافة وتلفزيون وإذاعة .. لم يحدث اي اختراق لتقديم إعلام يليق بعظمة هذه الثورة .. فلنأخذ مثالاً تلفزيون الدولة .. ففي الوقت الذي يستضيف فيه التلفزيون وزير الطاقة ليبشرنا بتوفر الجازولين وأن المشكلة فقط في النقل والمناولة، تجد صفوف العربات تقف في صفوف طويلة في محطات الوقود.

قطعاً المواطن لن يصدق الوزير وسيصدق ما تراه عيونه. طيب .. أين المشكلة؟ هل في الوزير أم في الإعلام؟ في رأيي أن الإعلام فشل فشلاً ذريعاً في دخول الدهاليز وكشف المتلاعبين. ولماذا تحدث مشكلة في النقل؟ ومن المسؤول ؟ وكيفية العلاج.. الخ الاسئلة التي يريد المواطن أن يعرف أجوبتها .. هذا هو الإعلام الثوري الذي نريده. والأمر ذاته ينطبق على مشكلة المواصلات، وعلى مشكلة الخبز ، وغيرها من أوجاعنا اليومية.

اما استضافة الوزير العلاني أو الفلتكاني .. والجلوس أمام الكاميرات والحديث المنمق الجميل لن يروي عطش المواطن المغلوب على أمره .. نريد ثورة إعلامية لتغيير المفاهيم، ولتوصيل رسالة صحيحة وبطريقة علمية.

ينطبق الوضع نفسه على الصحافة المقروءة .. كل صحفيي الإنقاذ وكل صحافة الإنقاذ تسيطر على المشهد تماماً، وتكيل السباب يومياً للثورة وللحكومة الانتقالية. ووزير الاعلام الهمام (سادي دي بطينة والتانية بعجينة) بدعوى حرية الصحافة..أي حرية يا فيصل؟ هذه فوضى لم تحدث في التاريخ. يا فيصل انظر لدولة مثل تركيا التي يحج لها الكيزان ويرونها ملاذهم الآمن.

أردوغان وخلال الفترة من ٢٠١٦ حتى ٢٠١٩ أغلق ١٧٥ وسيلة إعلام، وفقد ١٢ الف تركي وظائفهم في الإعلام بدعوى تأييدهم لانقلاب ٢٠١٦!
وهذا ليست دعوة لتطبيق ما فعله اردوغان في الصحافة، ولكنه تذكير بأن ترك الصحافة وكتاب الأعمدة الإتقاذيين يسرحون ويمرحون بهذه الأريحية لهو خطر كبير على الثورة ومكتسباتها


اصح يا فيصل قبل فوات الأوان … يا أخي إذا فشلت في تحريك مياه الكيزان الآسن داخل الصحافة المقروءة فأنك لن تنجح في نشر ثقافة الثورة وثقافة التغيير. ومن الآخر لن تنجح الثورة نفسها وتتحمل أنت شخصياً هذه الكارثة ..
وإذا كنت مكبلاً في شأن الصحف الخاصة، فماذا دهاك في أمر تلفزيون الدولة؟ هل التغيير هو أن تأتي لنا بمسلسل من أرشيف التلفزيون بطولة تحية زروق؟ أم بعض اللقاءات الشبابية الفطيرة.. يتحدثون بلغة ركيكة.. ومواضيع (هايفة) وإسفاف ما بعده إسفاف .. ومدير برامج سياسية كل همه ألا يتم في الخطابات الرسمية المخاطبة بالأخ أو الأخت وأن يستعاض عنها بالسيد أو السيدة! هل هذا هو التغيير الذي ننتظره؟ سبحان الله .


ومن الآخر … الإعلام يحتاج عاجلا إلى كوادر إعلامية قوية ترمى كل هذا الارث البالي في البحر، وتنشيء إعلاماً حراً ومسؤول اً.. وإلى أن يأتي هذا الوقت لا إعلام لدينا، وسنعتمد على وسائل التواصل رغم ما فيها من تهريج واكاذيب.
والسلام على من اتبع الهدى.

الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.