بروفيسور عبد الله على إبراهيم مجرد شخص أم عقلية نخبوية يتلبسها وهم الكونكورد

بروفيسور عبد الله على إبراهيم مجرد شخص أم عقلية نخبوية يتلبسها وهم الكونكورد
  • 07 يونيو 2025
  • لا توجد تعليقات

محمد المختار محمد

بدا لي بوضوح أن بروفيسور عبد الله على إبراهيم وهو ينفخ في كير الحرب علها تكون قبلة حياة لدولة أنفق عمره يدافع عنها باسطا قلمه ذات اليمين وذات اليسار، يعيش حالة تعرف بوهم الكونكورد وهو خطأ في التفكير يحدث عندما يستمر شخص أو جهة في مشروع خاسر أو قرار خاطئ فقط لأنهم أنفقوا عليه وقتاً أو مالاً أو جهداً في السابق، وأصل تسمية “وهم الكونكورد” نسبة إلى الطائرة البريطانية-الفرنسية “كونكورد”، حيث استمرت الحكومتان بتمويلها رغم وضوح فشلها الاقتصادي، وذلك فقط لأنها كلفتهما كثيراً، وهو الزعم ذاته الذي يسوقه البروفيسور.
ورغم أن الدولة التي يدعمها عبد الله على إبراهيم لدرجة أن أطلق عليه البعض تهكما عبد الدولة قد وصلت لطريق مسدود لا عودة فيه لجذور الأزمة التي حاول بروفيسور عبد الله تزوير توصيفها تطفيفا بتسميتها بالمر وتسمية تمظهراتها بالأمر منه في معرض دفاعه المستميت عن الدولة المقدسة، وهو أيضا ادرك أنه قد وصل إلى طريق مسدود، ورغم أنه لا فائدة من مواصلة الجهد المهدر في مواصلة الحرب، لكنه يرفض التخلي عن الرهان على استمرارها مهما كلفت، وهذا التوجه الفاشل الذي اثبت أنه لم يحل تمظهرات أزمة دولته السابقة بل يراكمها ليولد فشل آخر حتى وصلنا لهذا الفشل الكبير والأخير؛ لذلك هو يصر على مواصلة دعم استمرار الحرب التي رغم فداحة خسائرها الإنسانية شبهها برقصة “التانغو” فقط لأنه لا يستطيع التراجع بعد كل الخسائر والفشل، لأنه أنفق عمره مدافعا عن دولة تحيا بالدم وتعتاش بالحروبات.
لذلك يتعثر عبد الله على إبراهيم، وآخرون كثر في خطأ فكري يتمثل في وهم الكونكورد، ولا يريد التخلي عن الحلول العسكرية والأمنية بعد فشلها المرة تلو الأخرى، فالشخص الذي يقع في وهم الكونكورد قد يواصل الاستثمار في مشروع فاشل أو يواصل اتباع استراتيجية غير مجدية، حتى لو كان واضحا أنه لا يحقق النتائج المرجوة أو أنه يتسبب في خسائر أكبر وأفدح.
اعتقد جازما أن سبب إصرار عبد الله على إبراهيم على العيش في وهم الكونكورد يعود إلى عدة أسباب، منها محاولته استعادة ما انفقه أو خوفه من الاعتراف بالفشل أو التكلفة العالية للتخلي عن مشروع دولة تلبسها جنون البقر ولا علاج لها غير الموت غير الرحيم كما يحدث الآن.
وحتى لا نظلم الرجل وهو يراهن فوق طاولات تتمدد فيها الجثث والجماجم وتسيل منها الدماء، كون عبد الله على إبراهيم ليس حالة فردية وإنما عقلية سياسية ظلت تواصل تقديم الدعم السياسي وتبني وجهة نظر محددة للأزمة السودانية المتجذرة في بنية الدولة على الرغم من عدم وجود دليل على صحتها أو نجاحها، بسبب عدم الرغبة في التراجع عن مواقف قديمة تخدم أهداف معينة.
لذلك فإن وهم الكونكورد أو الخطأ الفكري القاتل الذي يتلبس صناع الأزمة في السودان أدى إلى خسائر فادحة في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية،
أو كما يقولون الاصرار على تجريب المجرب، وما يهمنا أن وهم تجريب المجرب يدفع ثمنه أبرياء كثر وضحايا لا أول ولا آخر لهم ووطن يتمزق وقيم تتساقط ووجدان مشترك ينحر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*