“النووية”..هل واردة؟! معلومات واِستقصاء وتحليل:

عيال يعقوب وآريو الحُسين..!
النظرة المحضة ل(حرب إيران / إسرائيل)
على أنها “حرب دولتين “،تبقى تفكيراً قاصراً مُجافٍ للتعمق،ومُفارقاً لكُنه الصراع..!.
فلو سلمنا – وتلك هي الحقيقة المُنكَرة (والمنكورة والمُستَنكَرة) – عند جمهور العلماء وجماهير المُسلمين..!.
بيد أنَّ لليهود حقاً في هذه الأرض،رغم تمددهم في مساحات مُغتصَبة..وبطشهم وجرائمهم في حق الشعب الفلسطيني،
صاحب الرقعة المُقدرة في هذه الأرض..!.
ورغم أنَّ هذه الجُزئية هي (أُس)الصراع العربي الإسرائيلي منذ عقود طويلة،إلا أنه يتبادر للذهن سؤال مُلِح ومُتشعِب:
- لماذا إيران..؟!..
- وهل إسرائيل دولة مدنية صِرفة؟..
- وإلامَ ستبقى (الدولة اليهودية)هي خِطل وتناقض امريكا والغرب،
وهزيمة فكرية لدعوات – وإدعاءات – الحرية والعدالة والسلام..؟!.
إسرائيل كلمة عِبرية،عربيتها (يعقوب)
،وهو أشهر أنبياء بني إسرائيل..
إذن رغم توشح هذه الدولة بلبوس المدنية،إلا أنها تعيش وتتنفس في جلباب الدين (المُتشدِد)،
فكراً وتديناً وتعصباً..!.
إيران دولة (أوسط آسيوية)..ثمة تشابه بينها وبين مراحل نشوء (الدولة العِبرية)..
فكلاهما له تاريخ سحيق في التحرك والنزوح والاِعتداد..!.
فكما أنَّ اليهود تحركوا في نواحٍ مُختلفة من الشرق،حتى اِستقر بهم المقام فيما يعتقدون أنه “أرض الميعاد”..!
فإنّ مُصطلح إيران،وهي كلمة فارسية،شكلت جنساً نازحاً من منطقة “أوراسيا”،الواقعة بين البحر الأسود وبحر قزوين،،عام 2000 ق.م..
والمُفردة تعني بالعربية (الجنس الآري)..حيث تنافسَ حول هذا المصطلح (شعبان)..في أوروبا ،النازي هتلر..
وفي آسيا حيث إيران(فارس)..!.
والتي ما فتئت تنتقل من غِلو عِرق الأكاسرة إلى غلواء دين الملالي..!.
بيد أنَّ نمو المصطلح ظل مُوغِلاً في التعالي والتكبر،والشعور ب(التميُز)،على شعوب كوكب الأرض..!.
وهُنا نقطة إرتكاز تلاقي الفكرة،وتناقض السَكرة
،بين شِقي الشرق الأوسط ،(توم أند جيري) اللدودين..!.
إذن أساس وتأسيس الدولتين يتشابه في الرحى،ويتشاكس في طرفيها..!.
تلك بدأت بمفهوم (نقاء الِعرق)،والعلو الإثني “superiority”،
واعني إيران..إلى أنْ اِلتحم عرقها مع دينها،حيث جنحت للإسلام الشيعي،والذي يرى في الآخر (يزيد)..
وينتظر مجيء المهدي،
ليملأ- بفهمها – الأرض عدلاً ،ويقضي على مّن ملأها جوراً..!.
فقامت دولتها على أساس (إثنيثيوقراطي)
،،حيث حضارة فارس القديمة (آرية العرق)ثُمَ نزعة الدين الإسلاطائفي المُتعصب العنيد،نحو التشيع ..!.
أما إسرائيل فلم تبارح محطة أنها (شعب الله المُختار)،حتى يومنا هذا..!..وما (نتيناهو)إلا حاخام في مظهر مدني مُزيّف ..بل إنك ستجد (حاخامات)مُعتدلين،
يفهمون (اليهودية)
الحقيقية،التي تفهم وتتفهم إمكانية الحوار والتعايش مع الآخر المِلي..!.
تماماً كما في المقابل مَن يستوعب أنَّ الإسلام (الحقيقي)ليس عدواً لليهودية،وإنما التعصب هو عدوهما معاً..!.
فهل إيران تمثل الإسلام بمعناه الجَلي..؟!.
وهل إسرائيل تُعبِر عن رسالة يعقوب،بمُقتضاها السماوي..؟!.
إنَّ كلمة إسرإئيل لفظاً عِبرية،وتعني “إسر”،أي يصارع..بينما “إيل”تعنى الله..على أنَّ الكلمة تعني (يصارع مع الله)..
نحتاج إلى جُرأة،بعيدة عن التطرف والتزايد ..
حتى نشخص العِلة،
وندلف إلى المُعالجات،
حتى ولو ب(جراحات)
عميقة ومؤلمة،هُنا وهُناك.!.
دون أنْ نلقي بالاً لجنوح العاطفة..ودغدغة المشاعر:
فهل مُسيرات الخميني ستزيل “تل ابيب”..؟!.
وهل صواريخ “بن جوريون” ستطال “كربلاء”..؟!.
…………………………….
في الحلقة القادمة:
“القنبلة النووية” الوشيكة:
لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ..!
…………………………
*كاتب سوداني.