الدعوة لاستقالة المجلس.. حل أم بداية لانهيار أكبر؟

لا تزال الهزيمة الثقيلة التي تلقاها فريق المريخ أمام غريمه التقليدي الهلال، برباعية نظيفة في ختام بطولة النخبة، تشكّل صدمة عنيفة وسط جماهيره وإعلامه. فالهزيمة لم تكن مجرد خسارة في مباراة قمة، بل كانت بمثابة زلزال هزّ أركان النادي، وأطلق موجة غضب واسعة النطاق، خاصة أن الفريق الأحمر دخل المباراة وهو متفوق بفرصتي الفوز أو التعادل، ما رفع سقف التوقعات.
لم يكن أشد المتشائمين يتصور أن تهتز شباك المريخ أربع مرات بهذه السهولة. وقد وصف البعض النتيجة بأنها “تاريخية” في قسوتها، معتبرين أنها تعكس حجم التدهور الفني الذي ضرب الفريق، وسرعان ما تحوّل الغضب الجماهيري إلى سخط عارم على مجلس إدارة النادي برئاسة عمر النمير، الذي وُضع في مرمى الاتهامات.
فقد حمّله كثيرون مسؤولية ما جرى، بدءًا بالتفريط في ركائز الفريق من لاعبي الخبرة خلال مشاركة الفريق في الدوري الموريتاني، حيث غادر عدد من اللاعبين المؤثرين إلى الأندية الليبية، سواء عبر الإعارة أو بقرارات استغناء مجانية. كما طالت الانتقادات نهج المجلس في ملف المحترفين الأجانب، حيث أُهدرت أموال طائلة على تعاقدات لم تُضف شيئًا للفريق.
وفي ظل هذا الغضب، تعالت الأصوات المطالِبة باستقالة جماعية للمجلس، اعتقادًا بأن الحل يكمن في رحيله. غير أن النظرة الواقعية تشير إلى أن هذه الخطوة قد تُفاقم الأزمة بدلاً من أن تحلها، إذ إن غياب الإدارة قد يدخل النادي في حالة فراغ إداري خطير، من شأنه أن يشلّ حركته تمامًا في فترة حاسمة تسبق انطلاق الموسم الجديد، وتتطلب قرارات سريعة، وتمويلاً، وإعادة هيكلة فنية حقيقية.
المنطق يقتضي أن يتحمّل المجلس مسؤوليته ويواجه الأزمة بشجاعة، لا أن يفرّ منها بالاستقالة. والمطلوب حاليًا اتخاذ قرارات تصحيحية تبدأ بإقالة المدير الرياضي الحالي، واختيار بديل يملك فهماً عمليًا لكرة القدم، إلى جانب تشكيل لجنة فنية مؤهلة ومدعومة بالموارد والصلاحيات، من أجل التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب على مستوى عالٍ، استعدادًا للمشاركة في دوري أبطال أفريقيا.
فالمريخ لا يحتمل مزيدًا من التخبط، واستمرار الأزمة دون تدخل عاجل قد يُفقد النادي ما تبقّى من توازنه.
نقلا عن آكشن سبورت
https://3ctionsport.com