برنامج الأغذية العالمي: سكان الفاشر يواجهون خطر الموت جوعا

برنامج الأغذية العالمي: سكان الفاشر يواجهون خطر الموت جوعا
  • 06 أغسطس 2025
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم- التحرير

حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن العائلات العالقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة، تواجه خطر الموت جوعاً، وذلك بعد مرور عام على تأكيد المجاعة لأول مرة في معسكر زمزم الواقع في ولاية شمال دارفور، مؤكدا أن المدينة معزولة عن وصول المساعدات الإنسانية، مما يترك السكان المتبقين دون خيار سوى الاعتماد على ما تبقى لديهم من إمدادات محدودة من أجل البقاء على قيد الحياة.

وقال برنامج الأغذية في بيان الثلاثاء(٥ أغسطس ٢٠٢٥م) إن سكان الفاشر يواجهون خطر الموت جوعاً بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية مع انقطاع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة على الرغم من توسيع برنامج الأغذية العالمي نطاق عمله في السودان.

وأضاف لم يتمكن البرنامج من إيصال المساعدات الغذائية إلى الفاشر برًا على مدار أكثر من عام؛ فجميع الطرق المؤدية إلى المدينة مقطوعة، ويواصل البرنامج تقديم الدعم النقدي الرقمي لنحو 250,000 شخص داخل المدينة.، حيث يمكنهم استخدامه لشراء أي طعام لا يزال متوفرًا في الأسواق، لكن هذا غير كاف لتلبية الاحتياجات الهائلة لسكان المدينة المحاصرة.
وقال إريك بيرديسون المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة جنوب وشرق أفريقيا : “يواجه الجميع في الفاشر صراعًا يوميًا من أجل البقاء، مبينا أن الحرب الدائرة منذ عامين استنزفت جميع آليات التأقلم التي يتبعها الناس، ودون إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومستدام، سيموت الكثير من الناس.”
وأضاف مع قطع طرق التجارة وإغلاق خطوط الإمداد، زادت تكلفة المواد الغذائية الأساسية مثل الذرة الرفيعة أو القمح، اللذان يُستخدمان في صنع الخبز والعصيدة التقليديين، بنسبة وصلت إلى 460 بالمائة في الفاشر عن باقي مدن السودان، وقد أقامت بعض المجموعات المحلية مطابخ خيرية محلية (تكايا) أثناء الحرب لتوفير وجبات ساخنة للجوعى، لكن لم يعد يعمل منها سوى عدد قليل جدًا.

وتابع بالقول تعرضت البنية التحتية المدنية –بما في ذلك الأسواق والعيادات– للهجوم، وتفيد التقارير بأن بعض العائلات تلجأ إلى تناول أعلاف الحيوانات ومخلفات الطعام من أجل البقاء على قيد الحياة، وأشار العديد ممن تمكنوا من الفرار من المدينة إلى تصاعد وتيرة انتشار العنف والنهب والاعتداءات الجنسية.
وقالت سندس، وهي فتاة تبلغ من العمر ثمانية أعوام، للعاملين في البرنامج إن: “هناك الكثير من القصف والجوع في الفاشر. وليس هناك سوى الجوع والقنابل، لهذا غادرنا الفاشر”.
وقد فرّت سندس مع أفراد عائلتها الخمسة من الفاشر، ولم يُبقهم على قيد الحياة سوى الاقتيات على الذرة البيضاء، وهي واحدة من بين 400,000 شخص نزحوا مؤخرًا إلى مدينة طويلة ويتلقون الدعم من برنامج الأغذية العالمي.

وفي السودان، يصل برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من أربعة ملايين شخص شهريًا – منهم 5.5 مليون شخص في شهر مايو وحده، في أكثر المناطق معاناةً من انعدام الأمن الغذائي وتضررًا في البلاد. ويشمل ذلك ما يقرب من 1.7 مليون شخص – حوالي 80% من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي تم تأكيد المجاعة فيها أو التي تُعتبر معرضة لخطر المجاعة – وأكثر من 600 ألف امرأة وطفل يتلقون الدعم الغذائي.
وأسهمت المساعدات التي يقدمها البرنامج في الحد من خطر المجاعة في ست مناطق في وسط دارفور واثنتين في غربها، ولكن مع بدء موسم الأمطار، ستنقطع الطرق المؤدية إلى دارفور قريبًا، ومن المحتمل أن تتراجع المكاسب الهشة التي تحققت في حالة انقطاع المساعدات.
ومن جهتها تقول كورين فلايشر مديرة سلسلة الإمداد وإيصال المساعدات ببرنامج الأغذية العالمي : “حققنا تقدماً في ظل أصعب الظروف، ولكن الوصول إلى مناطق رئيسية مثل الفاشر لا يزال مقطوعًا، ويجب أن تُتاح لنا فرصة الوصول إلى جميع المدنيين المحتاجين.”
واعتبارًا من 1 أغسطس، حصل البرنامج على تصاريح من مفوضية العون الإنساني الفيدرالية السودانية لقافلة مساعدات إنسانية متجهة إلى الفاشر. ولم تُعلن قوات الدعم السريع، التي تُحاصر عاصمة شمال دارفور منذ أكثر من عام، دعمها لوقف إطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
وأضافت فلايشر: “برنامج الأغذية العالمي مُستعد بشاحنات مُحمّلة بالمساعدات الغذائية لإرسالها إلى الفاشر. نحن بحاجة ماسة إلى ضمانات لمرور آمن.”

ويحتاج البرنامج إلى 645 مليون دولار أمريكي على مدار الأشهر الستة المقبلة لمواصلة تقديم المساعدة الغذائية والنقدية والتغذوية الطارئة، ويتسبب انقطاع خطوط الإمداد بفرض تنازلات صعبة بالفعل، وبعض العائلات الموجودة في معسكرات النازحين في شرق السودان والتي كانت تعتمد على الدعم المقدم من البرنامج على مدار عامين لم تعد تتلقى أي مساعدات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*