الإقالات لا تصنع تغييراً

كما هي العادة، ضجت الأسافير بقائمة العسكريين الذين قيل أن البرهان أحالهم إلى التقاعد. لكن حتى لا ننخدع أو نُلدغ مرة أخرى من ذات الأساليب القائمة على الغدر والخداع والتضليل، علينا أن نتريث قليلاً لنرى ما ستحمله الأيام القادمة.
لا تهمنا كثيراً في هذا السياق السيرة الذاتية للواء القاتل البلال التي امتلأت بها الأسافير حتى فاضت، ولا تنسوا أن هؤلاء الكيزان (المقاطيع) سبق أن ضحوا بأكبر قياداتهم عندما اقتضت مصالحهم ذلك. و ما أقول هنا هدفه ألا نرفع سقف التوقعات من جديد، وألا ننشغل بأحداث ثانوية تمنح البرهان الكذوب المزيد من الوقت لإعادة ترتيب أوراقه بما يخدم أهدافه وأهداف جماعته.
إحالة خمسة أو حتى عشرين ضابطاً من هذه المؤسسة الفاسدة للتقاعد لا تعني شيئاً في حد ذاتها. وإذا كان البرهان جاداً في ما نتصوره، وكان المجتمع الدولي حريصاً حقاً على احداث تغيير جوهري في السودان، فعلينا أن ننتظر خطوات أكثر عُمقاً، مثل إعادة قادة تنظيم المجرمين إلى السجون وتسليم المطلوبين منهم للجنائية الدولية، وإبعاد الكثير من الشخصيات المدنية الهزيلة التي استعان بها البرهان مؤخراً، بمن فيهم الكوز (سلوكاً ونهجاً) كامل إدريس، فضلاً عن إنهاء دور الإعلاميين/ الإعلاميات الساقطين/ الساقطات المتصدرين للمشهد منذ أمد ليس بالقصير.
من دون ذلك، لن يكون هناك ما يدعونا للتفاؤل وكفانا تفكيراً رغائبياً.