وداعا فارس ديسمبرالوضئ.. قاسم

قاسم بابكر، مقتبل العشرين، سيد شباب شرق، وهب حياته للثورة والفن والناس،، مصادما متصدرا المواكب والكاميرا لاتفارقه وخدماته مبذولة للمحتاجين والمصابين.. في مظاهرات أم درمان اشتد العراك.. وجنود رعن يواجهون شبابا عزلا بالرصاص وكانهم أداء لا أبناء وطن ينشدون مستقبلا أفضل لبلادهم..هرع قاسم لنقل المصابين إلى مستشفى أمدرمان، ولكن الجنود اقتحموا المستشفي ضربوا الأطباء والممرضين ،، أصيب قاسم بثلاثة رصاصات شقت فخذة.. فيما استخرجت اثنتان، وبقيت واحدة عصية حتى استشهاده نازحا في حادث حركة.. أتذكره وفي عز أزمة الخبز خلال الفترة الانتقالية بادر متصدرا مع شباب الثورة بتوزيعه، وكان قاسم ورفاقه منذ الفجر يجوبون شوارع الكلاكلة شرق، يوزعون الخبز على البيوت، فما كان من أعداء الثوره إلا التدخل لتخريب الخدمة.. وفي الاعتصام كان قاسم يوزع الطعام والماء ومعه كاميراته.. التقط صور اشترتها وكالات الأنباء، ليذهب جل دخله منها لخدمة المعتصمين.. ثم جاءت المحاولة الثانيه لاستهدافه فكان أن شجت يده، ثم بدأت ملاحقته، وكان نشاطه مقسما بين لجان شرق والمعمورة ولجان أمدومان العاشرة، وفوق كل ذلك يتابع دعمه بالسند واللقطات لأصدقائه فرقة أصوات المدينة، فيما يعمل مصورا ذو حس فني عال للأفراح والمناسبات. تابع دراسته بمعهد الجمارك جادا مجتهدا.. كان بارا بوالديه وأسرته وأصدقائه معروفا بصلابته وإنسيانيته وأدبه الجم، لم يكن يرغب أبدا في الخروج من السودان، لكن خرج كآخر مجموعة من الكلاكلة عبر رحلة قاسية إلى بورتسودان حتى سافر إلى الخارج.. أراد الله أن يستشهد بعيدا عن وطن أحبه وناضل لخلاصه، فمنذ عام ٢٢ كتب وصية عجيبة (مرفق صورة نصها) وفي بروفايله كتب الحالة: إذا دخلت صفحتي لا تنسى أن تدعي لأرواح الشهداء#الردة_مستحيلةRasta photographer-وكتب وظيفته: ترس at الفرقة 6 متاريس
إنه قاسم بابكر أصغر أبناء اختي كوثر..رحمك الله وتقبلك شهيدا مناضلا فارسا فنانا وإنسانا .. إنا محزونون لفراقك ياقاسم، لكنها مشيئة المولى ولانقول إلا مايرضي الله.