الطريق لوقف الحرب وترسيخ السلام والديمقراطية

١
أشرنا سابقا بعد بيان الرباعية واتساع رقعة الدول والمنظمات المطالبة بالهدنة ووقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية ‘ إلى ضرورة وقف الحرب، وعدم إعادة إنتاجها ، في ظل حكم مدني وديمقراطية راسخة، وسلام وتنمية متوازنة مستدامة ، مما يستوجب عدم تكرار التسوية والشراكة مع العسكر التي افضت الي انقلاب 25 أكتوبر والحرب الدائرة رحاها الآن التي مع الجوع وانتشار الأمراض واشتداد الحصار على المدنيين تهدد السودان واستقراره،فالحرب نتاج للازمة العامة وطريق التطور الرأسمالي الذي عمق الفوارق الطبقية والتنمية غير المتوازنة ‘ والتبعية’ وثقل الدين الخارجي الذي تجاوز ٦٥ مليار دولار’ والأزمة التي دخلت فيها البلاد بعد الاستقلال.
٢
كان المطلوب استكمال الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي والثقافي، وترسيخ الديمقراطية والسلام والتعددية السياسية ومعالجة مشاكل الديمقراطية بالمزيد من الديمقراطية لا الانقلاب عليها، وانجاز التنمية المتوازنة في كل أنحاء البلاد وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن العرق أواللون أوالعقيدة أوالفكر السياسي أوالفلسفي.
لكن ذلك لم يتم ودخلت البلاد في حلقة جهنمية من انقلابات عسكرية وأنظمة ديكتاتورية شمولية أخذت أكثر من ٥٧ عاما من عمر الاستقلال البالغ ٦٩ عاما، وكان اسوأها ديكتاتورية الانقاذ التي اورث البلد الخراب والدمار، اضافة لعدم الالتزام بتنفيذ برامج الفترات الانتقالية بعد ثورة أكتوبر 1964 ، وانتفاضة مارس- ابريل 1985 ، وبعد ثورة ديسمبر 2018 ، التي نشبت الحرب بعدها.
أسهمت تلك الأنظمة العسكرية في تكريس قهر الجنوب حتى تم انفصاله على يد إنقلاب الانقاذ ، وانفجار قضايا المناطق المهمشة، والتنمية غير المتوازنة ومصادرة الديمقراطية والحقوق الأساسية.
٣
بعد انقلاب الانقاذ ، تواصل التراكم النضالي الجماهيري حتى انفجار ثورة ديسمبر 2018 التي استمرت جذوتها مشتعلة ، كما في المقاومة الجماهيرية والمليونيات بعد انقلاب 25 أكتوبر، والحرب التي نشبت في 15 أبريل ٢٠٢٣ بين الدعم السريع والجيش التي عكست تجليات الأزمة العامة والنفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد.
٤
كما ذكرنا سابقا الحل الخارجي مساعد ‘ لكن الحل الداخلي المتمثل في الإجماع الوطني لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة والحكم المدني الديمقراطي هو الحاسم’ في تخليص البلاد من الفلول دعاة الحرب وخطر تمزيق وحدة البلاد.ومواصلة الصراع من أجل أهداف الثورة التي مازالت حية كما في :
*و قف الحرب ، ودرء آثارها ، واعمار ما دمرته الحرب ، وضمان عودة النازحين لمنازلهم و لقراهم وحواكيرهم’ وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم من : معيشة وصحة وتعليم وخدمات الكهرباء ومياه الشرب النقية’ وتوفير الدواء ومكافحة الأمراض. الخ.
*خروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد ، والحكم المدني الديمقراطي ، وعدم الإفلات من العقاب’ وتسليم البشير ومن معه للجنائية الدولية.
* الغاء القوانين المقيدة للحريات، واصدار قانون نقابة الفئة الذي يؤكد استقلالية الحركة النقابية، وقيام المجلس التشريعي وتكوين المفوضيات ، واصلاح النظام العدلي والقانوني وقيام المحكمة الدستورية.وعودة المفصولين العسكريين والمدنيين للعمل وتوفيق أوضاعهم.
*حل مليشيات الدعم السريع ، وجيوش الحركات ، و الكيزان “كتائب الظل والدفاع الشعبي .الخ”، وجمع كل السلاح في يد الجيش، ، وقيام جيش قومي مهني موحد يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية .
*تحقيق السلام العادل والشامل الذي يخاطب جذور المشكلة بعد أن أكدت التجربة فشل سلام جوبا ،كما في استمرار الحروب في دارفور والمنطقتين ، والذي تحول لطمع في مناصب ومحاصصات ومسارات رفضها اصحاب المصلحة وسكن في فنادق ، دون اهتمام بجماهير مناطقهم.
تحسين الأوضاع المعيشية ، ووقف سياسة رفع الدعم عن الوقود والسلع الأ ساسية ، وشروط صندوق النقد الدولي في تخفيض العملة والخصخصة.
تفكيك التمكين، واستعادة أموال الشعب المنهوبة. ضم شركات الجيش والأمن والشرطة ،لولاية وزارة المالية.
اصلاح النظام العدلي والقانوني ،السيادة الوطنية ، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم ، والخروج من حلف حرب اليمن وكل الأحلاف العسكرية الخارجية التي تمس السيادة الوطنية .استعادة أراضي السودان المحتلة ( الفشقة، وحلايب وشلاتين، ابو رماد. الخ)، وإعادة النظر في ايجارات الأراضي الزراعية بعقود وصلت الي 99 عاما، وعقود التعدين المجحفة بشعب السودان.
قيام المؤتمر الدستوري الذي يقر شكل الحكم في البلاد ، ويتم فيه التوافق علي دستور ديمقراطي ، وقانون انتخابات يضمن قيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية. وغير ذلك من أهداف الثورة.