أيها الضحايا لاتحلموا بعدالة تنال رضاكم

أيها الضحايا لاتحلموا بعدالة تنال رضاكم
  • 20 أكتوبر 2025
  • لا توجد تعليقات

السر العجمي

ستنتهى الحرب ويتصافح القادة وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب واؤلئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل .  لا أ علم من باع الوطن ، ولكننى رأيت من دفع الثمن”محمود درويش”
لاشك انه ليس هناك أحد غير ضحايا انتهاكات حقوق الانسان يشعر بمقدار المعاناة والرعب والالام الجسدية والنفسية التي تسببها الحروب والصراعات والنزاعات المسلحة. ولا أحد غير الضحايا يعاني مما يرافق تلك الحروب والصراعات من انتهاكات وجرائم، كالقتل، والتعذيب، والابادة الجماعية، والمعاملة التي تحط من كرامة الانسان، وتهجير وتشريد السكان، والاغتصاب والاختطاف، والسجن، وأخذ الرهائن، وتوجيه الهجمات المسلحة ضد المدنيين وضد مواقع مدنية كالمدن والقري الاهلة بالسكان والمباني والمساكن التي لا تمثل اهدافا عسكرية، وإلحاق الضرر والأذى بساكنيها، والاستيلاء على تلك المساكن، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة والاستيلاء عليها. فضلا عن التدهور والانهيار الجزئي والكلي للبنية التحتية للبلد. .  ومن اجل هؤلاء الضحايا  جاءت العدالة واضحت لها الاولوية ،  وبالرغم من ان كل المؤشرات تشير الى ان حرب السودان سوف تنتهى وذلك من خلال بيان الرباعية الصادر في سبتمبر الماضى وتمت الموافقه عليه من قبل اطراف الصراع  . ولكن السؤال هل ينال هؤلاء الضحايا  رضاهم من خلال تحقيق العدالة؟ ام تصبح العدالة نسيا منسيا؟الإجابة جزما بانه لن تكن هناك عدالة وذلك للاتى:
*أن البيان الصادر من الرباعية في سبتمبر الماضى أوضح خارطة طريق انهاء الحرب من خلال بنود البيان الا انه من الملاحظ ان هذه البنود لم يكن فيها أي إشارة للعدالة محاسبة المسؤولين عن اشعار الحرب وكل الانتهاكات  الممنهجة والجسيمة .
*  ان بعض القوي السياسية  كتحالف صمود بعد اطلاعها على بيان الرباعية وخارطته التي لم تنص على العدالة .رحبت بالبيان وحتى في البيانات التي أصدرتها لم تتناول العدالة  ولم تكن العدالة والمسألة من ضمن اهتماماتها ،ويتضح من خلال البيان بان هناك نكوص عن العدالة من قبل صمود.خاصة بعد بيان الرباعية. بالرغم من هذه القوي تظهر امام  المجتمع الدولى والإقليمي بانها تمثل الشعب السودانى حيث جاء في بيانها الأخير الاتى نصه: (عقد وفد من التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” لقاءً تشاوريًا مع فريق الوساطة المكوَّن من الاتحاد الأفريقي والإيقاد والأمم المتحدة والجامعة العربية، وذلك بناءً على دعوة من الوساطة، للتفاكر حول سبل إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية تقود إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام في السودان. قدَّم وفد صمود رؤيته التي أكدت أن تصميم العملية السياسية يجب أن يشمل ثلاثة مسارات، هي: المسار الإنساني، ووقف إطلاق النار، والحوار السياسي لمعالجة جذور الأزمة. كما شددت الرؤية على أن تكون هذه المسارات متكاملة مع بعضها البعض، بقيادة وملكية سودانية، مع أهمية توحيد الوساطات الدولية والإقليمية. وأكدت صمود أن خارطة طريق دول الرباعية التي وردت في بيان 12 سبتمبر جاءت ملبية لتطلعات قطاعات واسعة من الشعب السوداني، وعليه يجب البناء عليها وإنشاء آلية تنسيق واسعة تضمن توحيد كافة الجهود لإحلال السلام في السودان. وربما تصرح صمود   في بيانات اخري محاولة اقناع الضحايا بان هناك سوف تكون هناك عدالة انتقالية في دولة مابعد الحرب. وهذا أيضا لم ينجح لغياب مشروع العدالة في اجندة صمود.
*ان العقلية الذهنية السودانية واحدة في التاريخ السوداني وهي ذهنية المصالحة الوطنية فقط دون اجراء العدالة والمحاسبة فالتاريخ السوداني لأنظمة الحكم التي تعاقبت على الحكم سواء مدنية او عسكرية لا تطبق إجراءات العدالة.. . فالانظمة السودانية دوما تلجاء الى المصالحة الوطنية فنجد في نظام نميري  المصالحة الوطنية مع الجنوب بموجب اتفاق اديس ابابا1972، والمصالحة الوطنية مع الاحزاب التقليدية في  العام 1977.. وأيضا في نظام الإنقاذ الذي أكثر نظام أجريت فيه مصالحات مع الجنوب وحركات دارفور، والمعارضة السياسية، كاتفاق نيفاشا 2005،  ، اتفاق القاهرة، 2005 اتفاق الشرق2005.. اتفاق الدوحة ،2011، وعلى صعيد الحكم المدنى اتفاق الميرغنى قرن، فكل هذه المصالحات لم تتطرق الي العدالة . مما يؤكد ان الذهنية السودانية هي ذهنية مصالحات.
* أن حالة الضعف والتشظي الذي أصاب القوي السياسية المدنية وفشلها حتى في الاتفاق على تكوين جبهة مدنية موحدة توقف الحرب ومن ثم تأثيرها علي المشهد الذي يمكن أن يوقف الحرب ومن ثم علي الاتفاق السياسي ودولة ما بعد الحرب وعلى تخطي كل التداعيات الناجمة عن الحرب مما يجعل الباب مشروعا علي مصراعيه لإعادة انتاج نفس القوي المتحاربة علي المشهد السياسي لما بعد الحرب وإعادة نفس الأسباب التي أدت الي قيام الحرب… فهذا الضعف قد يؤثر سلبا على ميزان القوي ومن ثم يلقي بظلال كثيفة على إجراءات العدالة . وعدم تحقيقها بحكم ان الاتفاق السياسى المنصوص عليه في بنود الرباعية يعتبر من قبيل الهبوط الناعم الذى يعد سببا في عدم تحقيق العدالة. حتى لوكانت عدالة انتقالية.
* كشفت الخبرة العملية عن أنه غالبا ما يتم اعطاء الاولوية للسلام علي حساب العدالة في مفاوضات السلام المعاصرة. ولعل النكوص عن مسار العدالة في مفاوضات السلام  المقبلة بقيادة الرباعية. مرده الغالب الي الرغبة في انجاح المفاوضات والانهاء الوقتي للحرب،  وليست معالجة أسبابها الجذرية. وهو ما يترتب عليه منح الاطراف المتحاربة العفو . من اجل التوقيع علي معاهدة سلام، بدلا من تحميلهما المسؤولية عن الفظائع التي ارتكبت زمن الحرب،..

الوسوم السر-العجمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*