ضمن فعاليات تأبين الهرم النوبي مكي علي إدريس، انطلقت فعاليات كورس تمليك الحرف النوبي، أحد المشاريع التي آمن بها الراحل وسعى جاهدًا لتحقيقها. ويأتي تنفيذ هذا المشروع وفاءً لمسيرته وإسهاماته الكبيرة في حفظ اللغة النوبية ونشرها.
يدخل الكورس أسبوعه الثاني وسط حضور لافت وحماس كبير من الدارسين، حيث يضم مشاركين من مختلف الفئات العمرية. ويُقدَّم البرنامج بنظامي الحضور المباشر (أوفلاين) والتعلّم عن بُعد (أونلاين)، مما أتاح مشاركة دارسين من داخل مصر وخارجها، ولا سيما من دول أوروبا.
يركّز المحتوى التعليمي على تدريس اللغة النوبية بلهجتيها الكنزية والفديجا. وأوضح الدكتور صلاح خليل، أستاذ اللغة النوبية، أن الحروف وطريقة النطق واحدة في اللهجتين، بينما يكمن الاختلاف في المعاني.
كما برز بين الحضور الأستاذ نادر السماني م الدارسين، الذي وصف اللغة بأنها سهلة التقاط، مشيرًا إلى أن حروفها ستة وعشرون حرفًا، وأن هناك ثلاثة حروف لا وجود لها في اللغة النوبية. وأضاف أنه استطاع كتابة اسمه باللغة النوبية بسهولة، معتبرًا أن تجاهل هذه اللغة تقصيرٌ يجب تداركه، لما تمثّله من جزء أصيل من الهوية.
ويشارك في الكورس نخبة من المهتمين بإحياء التراث واللغة النوبية، مما أضفى على البرنامج روحًا من الجدية والشغف للحفاظ على هذا الموروث العريق واستمراره بين الأجيال.