“أشرف”الثورة والبطولة والوفاء
الكاتبون عن الذوات إما بالتزلف أو بكلمات زُلفى..
والكريم وحده،سبحانه،
هو الذي أكرمنا بأنْ نطوِع القلم دورانًا حول الحقيقة..
حيث نسعى للإنصاف من باب(لا يشكر الله مَن لا يشكر الناس)..
ذلك أنَّ مَنْ يَدَبِج الكلم تحريفاً واِنحرافاً وحِرفةً وحَرفنةً،أولئك هُم على الضلال القديم،في ثوبٍ عصري مُبين..!.
وأخطرهم من يتاجر،
بواراً،باِسم الدين..!.
أما أهل الزُلفى،في زمننا الأغبر هذا،فهُم كالمعدن النفيس،ذهباً لا يبلى ولا يصدأ.
يَستَعصِمون بعنصر التماسك،دون أنْ يؤثِر فيهم حَرّ الصيف القائظ،
ولا زمهرير الشتاء القارص..!.
هذا هو الفرق بين الكاتب والكاذب..فهناك كَتبةٌ كَذبة..كاتبون كذابون..
كُتّاب كُذَّاب..يبينون ويَبنون ويتبنون البيان بُنياناً مُعوجاً،في صرحهم المَشِيد المائل،من مال السُحت..!.
وهل هناك في جُنح التعري الفكري والسياسي الذي عشناه ،
أسهل وأصعب مِن أنْ يغروك بالمال،فتجعل لنفسك صاحبة جمال،،
عَلنية (وسِرية)،بتدليس “الحور العين “،أو باِختيار “حسناوات أرامل الشُهداء”،،كأنما (متوسطات الجمال أو ما دون )يَحْرِمنَّ (صحابة الإنقاذ) من دخول الجِنان)..؟!.
لا..
لا..
القوم جنحوا لجمالها أو مالها ..!!.
ولم يجنحوا ل(ذات الدين)..!.
شُلَت يداك..
فكانوا في التعدد حِساناً،شهوراً (عسلاً)،،
في زمن “المسامير “على رأس الشهيد الدكتور علي فضل،أو “الخوابير “على دُبُر الفقيد الأُستاذ أحمد الخير..!.
كاتبُنا – من الزُلفيين لله والوطن،ومِمن اِختصهم الله بالاِنتماء إلى مدرسة الشجاعة في وجه الوضاعة..
والمَزية من طي البلية..
والمِنحة من طُهر المِحنة.
حيث اِكتشف زيف (الجماعة)،المُتدثرين بالدين،فلعنَّ دينهم الدُنا الدَنيء الكافر الفاجر..وما الُكفر إذا لم يكن تعطيلاً للبئر،وتطويلاً للبُنيان،
وسجوداً من ثِقَلِ الأوزار..؟!.
وهو سجود،يقارعه”تارك الصلاة”..!.
لقد اِكتشف كاتُبنا الصحافي – وليس الصحاف – أنَّ الطريق وعرٌ..فداسَ على الشوك،حتى عَبَّدَ به الطريق..وصَبرَ على حصاد زرع النضال،حتى أينعَ البستان التغيير:
شتل “الحرية” تَسْموهُ أشجاراً شاهقات،تعلوها بلابل مُغردات..
وقمح “السلام”،سنابل مُقابل قنابل..
وزهرات “العدالة” اليانعات المانعات لظُلم السنين،،يَلمعنَ فيَصْدِرنَ نور “الديمقراطية”،التي قَسِرت شمسها غياباً،
تطاول بهيمها،وتلهفَ فجرها..
كُنا نعرف أنَّه قادم،لأنَّ لكُلِّ دُجى صباحاً..!.
والناكِرون المُنْكِرون المُتنكِرون وحدهم يصيبهم العمى،
فيتجمدون في “بيت الاِمام البوصيري”:
قد تنكرُ العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ..
ويُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ منْ سَقَمِ..
..…………………………..
كان القوم سادرين في غيهم..
ولا غرو،فمِن بين البطلان يخرج الأبطال..!.
ومِن حضيض الخُسران تُكسَر الأغلال..!.
ولا يقدر على ذلك إلا من تربى على عزة النفس،
وغِناها..
وكاتبُنا كذلك،،لم تغريه العربات الفارهات..ولم تجذبه المكاتب الوثيرات..!
فكان قلمه،نوراً وناراً
..يسلط الضوء على سواءتهم..وهو في أسرك،،وأنت يا أيها الظالم من تطفيف ضيمك،ترقص في قصرك..!.
الزميل القامة جاء من غربنا الحبيب،،يحمل كُلّ سجايا عظمة الشخصية السُّودانية..الأدب الجم والكرم النبيل والتدين الرفيع..
وهذا عين ما حصنه من محاولات “الترغيب والترهيب”،الذي درجت عليه (جماعة الجهل النشط)..!.
نعم..ركلَ هذا الأصيل مُغريات..وقرر أنْ يحمل سيف الذود عن الغمار،في معاشهم وتعليم أبنائهم،،بعد أنْ تنكر الجاحدون ل(خور طقت وحنتوب ووادي سيدنا)..!.
ولم ينس كاتُبنا (جامعة الخرطوم)التي أعطته العِلم والثقافة.
لقد واجه هذا المناضل سيف السُّلطة ب(قلم رصاص)،فبرهن للعالمين أنَّ قوة المنطق،تصرع منطق القوة..!
لم تُصيبه يوماً حُمرة الخجل،ولا سُمرة الوجل،ولا كسرة العين..فظلَ لسنين عدداً يتحمل،حتى أضحت الصحيفة التي يرأس تحريرها (الجريدة)،رمزاً للصمود وعنواناً لسيف الصحافة البتار..!
والحق الحق أقول فثنائيته مع الناشر المُحترم،خلقت صحافة تنحاز للمواطن،مهما كان ثمن التضحيات.
ثُمَ جاءت (مظاهرات ثورة ديسمبر)،،منذ اِنطلاقتها الأولى،،فاِنحاز لها (كاتُبنا)بوضوح ..!
فكان يكتب ويغطي،
فيصادروه ويستدعوه..!.
ولا يبالي..
بل تستضيفه (الفضائيات)،
فيستجيب مُتحدثاً بشجاعة مُطلقة،بلا اِلتباس أو رتوش .
وبقي صامداً على موقفه،
وقد زاده (الفشل الكلوي)قوةً ومنعةً في إتجاه الثورة والسلام،
فأضحى من كِبار المُنافحين عن ضرورة وقف الحرب اللعينة،
وإقرار الحُرية الكامنة في نفوس شبابها النشامى الوثابين.
إنَّ دُعاة الحرب (المُسيسين)،يتوهمون عودة عقارب الساعة للوراء،أَنَّى يكون ذلك..؟!.
فلن تعيدهم حربهم للسُّلطة :
- إلا بتكرار مشاهد (هزاع وست النفور ومطر)،على كُلِّ هذا الجيل..!.
- وإلا لو اِنكسرت أقلام وألوية المناضلين…
وهيهات..!.
………………………….
كاتُبنا هو الصحفي الجسور أشرف عبد العزيز،شفاه الله وعافاه.

