ورجعت ريما لعادتها القديمة
غادر السودان بطولة كأس العرب بخيبة جديدة بعد خسارته أمام البحرين 3/1، ليودّع المنافسة متذيّلًا مجموعته بهدف واحد زي بيضة الديك” لا يأبه لتعب الجماهير الوفية التي ساندت وأبدعت.
جاءت المشاركة متقلبة بين الصمود والتوهان مع نتيجة محبطة ومعتادة زيادة عليها أداء بلا روح عند البعض وأخطاء فردية قاتلة وغياب تام للفعالية الهجومية. شارك المنتخب بمقدمة هجومية خجولة لم تشكّل أي تهديد على المنتخبات، وكشفت عجز الكنبة عن الدعم والمساندة.
ياسر عوض، الذي قيل إن المستقبل له، دخل البطولة من الباب وخرج من الشباك، بظهور باهت لم يقدّم خلاله شيئًا يشفع له. أما إرنق، الذي ظلّ محط أنظار العرب ومكان مديح وتفاؤل، عاد وذكّر الناس بالتهور الذي كثيرًا ما شوّه موهبته، ولعل حصوله على بطاقة حمراء مجانية كشفت ضعفًا في العقلية الاحترافية. ولم يكن كرشوم أفضل حالًا، إذ منح البحرين ضربة جزاء بعرقلة بدائية عادت الخصم لأجواء المباراة ثم الانتصار.
هذه الأخطاء الفردية والكروت المجانية كشفت ضعف الثبات الانفعالي، وحاجة المنتخب إلى معدّ نفسي يعالج الشرود الذهني والأداء الكسول. المدرب أبياه بدوره بدأ متراجعًا، ملازمًا لدكة البدلاء كأنه فقد الحماس أو أثقلته التدخلات الإدارية، وإن صحّ ذلك فعليه استعادة هيبته التي عرف بها أو ترك المهمة لمن يستطيع. بس مابرهان ولامازدا؟
وبينما واصل منتخبها نزيف النقاط، قدّمت قطر بطولة أنيقة أحسنت تنظيمها، ولم تتأثر بخروج “العنابي، في حين ظهر مشهد واحد يبعث على الفخر: جماهير السودان في الدوحة، كانت بستان جمال وينبوع عطاء البطولة حقًا، وحملت صورة السودان في عيونها وقدمت سيمفونية تشجيع وأهازيج غاية في الروعة أثبتنا بها أننا شعب معلم رغم مرارات النزوح والأحزان.
جملة أخيرة:
اتحاد السفر العام هل يعلم أن يام قليلة تفصله من انطلاقة نهائيات البطولة الإفريقية الكبرى، ما يستدعي التحرك العاجل لإقامة معسكر واستقطاب مجموعة شابة قادرة على تمثيل السودان بجدية. أما جماهير السودان في قطر، فلا تقتلوا أنفسكم بالحسرة؛ اعتبروا المشاركة رحلة التقاء ومحبة ومحاولة لاسترجاع صورة وطن قتله أبناؤه ومشوا في جنازته، وشكرًا لكل من وقف وساند… أنتم حقًا ملح البطولة.
