التعويم ينعش مبيعات النقد الأجنبي بالمصارف

التعويم ينعش مبيعات النقد الأجنبي بالمصارف
  • 04 مارس 2021
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم: هالة حمزة



بعد نحو (3) عقود من القطيعة إستعاد السودانيون علاقاتهم بالمصارف في عمليات بيع وشراء العملات الأجنبية، عوضاً عن بيعها وشرائها عبر تجار العملة في السوق الموازي.

وأكدت جولة لـ(التحرير ) على عدد من فروع المصارف والسوق الموازي لرصد حركة شراء وبيع النقد الأجنبي من المواطنين في اليوم الثاني عشرمن تطبيق التعويم والذي بدأ في الحادي والعشرين من فبراير المنصرم ، أكدت ارتفاع حجم المشتروات بالمصارف مقابل تراجع كبير في التداول بالسوق الموازي

وأشار محافظ بنك السودان المركزي الفاتح زين العابدين في تصريحات داخلية لبلوغ حصيلة مشتروات البنوك من النقد الأجنبي خلال الأيام الـ(5) الأولى من التعويم (25,4) مليون دولار و المبيعات قيمة (20,4)مليون دولار،متوقعا زيادة الحصيلة حال استمرار عملية بيع المواطنين للنقد الأجنبي للمصارف

وأعلن عدد من المصارف الكبرى بالخرطوم من بينها الإدخاروالتنمية الاجتماعية وأم درمان والخرطوم عن إستمرار عمليات توريد الدولار

وحقق مصرف الخرطوم إجمالي مشتريات بقيمة (10) مليون دولار من منافذ تعامل النقد الأجنبي خلال الأيام الـ(5) الأولى ومصرف ام درمان الوطني بقيمة(1) مليون دولار، فيما نشط مصرف الإدخار في استقبال توريد الدولار بمبالغ لم يفصح عنها عبر فروعه المختلفة
وإستبعد مصدر مصرفي عليم في حديث لـ(التحرير) حدوث أثر كبير للتعويم على المراكز المالية للمصارف وزيادة ربحيتها في الوقت الراهن ، بسبب ما أسماه بـ(تصارع) المصارف آنيا مع تجار متمرسين في الإتجار في النقد الأجنبي منذ عهد بعيد ويملكون القدرة والسيولة الكافية بالعملة المحلية لجذب النقد الأجنبي للسوق بالداخل والخارج ، متوقعا ظهور الأثر الإيجابي للسياسات النقدية الحالية على المصارف بشكل تدريجي .

وقال ان اقبال المواطنين الكبير على التعامل مع المصارف في تحويل عملاتهم تسبب في حدوث إنحسار ملحوظ للدولرة التي إستشرت في كافة العمليات والمعاملات التجارية الكبيرة والصغيرة في المجتمع السوداني وقللت من الرغبة في الإستحواذ الشره للنقد الأجنبي بغرض بيعه بأعلى الأسعار بغرض الربحية السريعة .

وطالب المصارف كافة بتحسين سياساتها وعلاقاتها مع كبار العملاء والمصدرين والموردين بالداخل والخارج والمغتربين لإستقطاب أكبر قدر من النقد الأجنبي

وأطلق صغار المستثمرين وأصحاب العمل وأفراد مبادرات لدعم الاجراءات النقدية وتحرير أسعار صرف العملات من بينها “حول قروشك بالبنك” و “إيد على إيد نبي سودان جديد” وإيد على إيد عشان بلدنا” و”الاقتصاد الآن في إيدك” و”سودان على كيفك “

وأعلن عدد منهم عن تخفيضات تراوحت ما بين 30% إلى 50% على سلعهم والخدمات التي يقدمونها للجمهور الذي يشتري منهم بالنقد الاجنبي بعد تحويل أموالهم عبر الجهاز المصرفي وابراز اشعار التوريد

وقال مدير مصرف سابق عثمان عبدالعظيم لـ(التحرير) ان التعويم وفر موارد كبرى للمصارف بالنقد الأجنبي ونجح فعليا في محاربة السوق الموازي ، مشيرا الى أن هذه الموارد تمكن المصارف استيراد السلع الأساسية وإستجلاب سلع منافسة ذات جودة عالية تفيد السوق السوداني وتنظم عمل الدفع الاليكتروني وتزيد مدخرات المواطنين بالمصارف وتستقطب العملة المتداولة خارج النظام المصرفي الى داخله ما يحقق وفرة في النقد

ودعا عبدالعظيم الى ضرورة تطبيق سياسة متكاملة بإغلاق منافذ السوق الموازي بشكل كامل وإدخاله في السوق المنظم، وتبسيط بنك السودان المركزي لاجراءات الصرافات لجذب التحويلات بالنقد الأجنبي ، مشيرا الى أن النجاح في تطبيق كل ذلك يؤدي لتقوية المراكز المالية للمصارف ويوفر إحتياطيات مقدرة لها بالنقد الأجنبي ويضاعف أرباحها .
ورهن مدير مصرف سابق محمد صالح حسنين نجاح التعويم في زيادة حصيلة المصارف من مبيعات ومشتروات المصارف بتوفير السيولة الكافية بالعملة المحلية بالمصارف لتغطية الطلب على التحويل بالداخل وتوفير أرصدة بالنقد الأجنبي في حساباتها مع المراسلين خارج السودان وأرصدة مماثلة بحساب بنك السودان بالخارج لتسهيل التعامل الخارجي وتوفير السلع الضرورية للبلاد

ورفض حسنين تسمية قرار الحكومة توحيد سعر العملة بالتعويم والذي يخضع لعوامل العرض والطلب وقال انه سعر صرف مرن وقد إستجاب له المواطنين داخل وخارج السودان بشكل كبير وبدأوا في تحويل مدخراتهم عبر المصارف والصرافات

وشهدت أسعار العملات الأجنبية استقرار كبير امام الجنيه بالسوق الموازي مع زيادة ملحوظة في حجم المعروض وتراجع حاد في الطلب.

التعليقات مغلقة.