الكابليّة طريقة صوفيّة للتعبُّد في الذاتِ الإلهيةِ

  • 20 فبراير 2022
  • لا توجد تعليقات

د. عصام محجوب الماحي

قُلْت لكم من قبل أكثر من مرّة.. الكابلي فِكر. مواقِف. فلسفة ورسالة.
الكابلي طريقة حياة، فنيّة، غِنائيّة، ثقافيّة، والكابليّة طريقة صوفيّة للتعبُّد في الذاتِ الإلهيةِ.
الكابلي مدرسة، بل نظام تعليمي مُكْتَمِل المراحِل.. البعض لم يحصل منه إلّا على مرحلة أو مرحلتين، فلِكُلٍ ظروفه وقِسْمَته من ربّه، والبعض واصل ترقيته في مدرسة الكابلي الجامِعيّة بدراساتٍ عُليا، دبلومات عالية وماجستير ودكتوراه.

قطعاً الكابلي ليس ألحاناً لأغاني وعزفاً على العود وموسيقى وإنشاداً وترتيلاً جميلاً للكلام شِعراً ونثراً فحسب. الكابلي أكثر من ذلك، فهو تربية.. يقيم فيك مقام والد ووالدة، وجِدّ وحبوبة، وأعمام وأخوال وعمّات وخالات، وأبناء وبنات الأسرة الأكبر مِنْكَ سِنّاً ومعْرِفةً.. وهو أهل، قريبين أو بعيدين.. وجيران لسابع جار، وجميعهم يدرِّجونَك في الحياة.. وكابلي وحده يقوم بما يقومون به معاً.

اسْتمِع يا رعاك الله – في الفيديو المُرفق أدناه – لقصيدته “في الذات الإلهية”.. وخُذْ أقرأ وتأمل قوله: “اشتاق لقاءك يا ربّي في لهفةِ صوفيٍ نشوان.. روحي لسمائك تًسْبُقَني أمّا قيدي والجِسم الفان.. سيعود زهوراً ووروداً في تُربك مرسمك الألوان..”؛
فهل رحل كابلي أمْ باقٍ فينا وبيننا نستنشق عِطره في الورد، ونمتّع أعيننا بحُسْنه في ألوان الزهور، ومن كتابه الذي تركه لنا مفتوحاً نقرأ فيه حياتنا كيف كانت والأهم كيف تكون حُباً للناس.. ففي حُبّنا لبعضٍ كل الحُبِّ لخالق الناس، وفي أبعاد حُبّنا لبعض مُحدِّدات عبادة ربّ الناس.

باختصار، كابلي ترك لنا ذخيرة للتغيير. فهيّا معاً نحو التغيير مُسْتَرْشِدين بطريقة كابلي الصوفيّة وبنظريته الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة.. أي نعم لكابلي في نَظْمِه من شِعر، وفي أحاديثه المَنْثورة ومُحاضراته المَحْضورة نظريّة سياسيّة بدون ساس يسوس وانغلاق، سماتها الانفتاح وتقدير واحترام الآخر وترسيخ التعدُّديّة، نجِدها في حياته وإبداعه مُتعدِّد المضارِب والضُروب وفي كِتابِه الذي تركه لنا مفتوحاً لنستلهمها منه.
لله درّك حيّاً وميتاً حبيبنا كابلي، أكملت كِتابك وتركته لنا درساً للحياة ورحلت. شُكراً كابلي ووداعاً.
عصام محجوب
بوخارست – رومانيا
19 فبراير 2022
؛؛؛…؛؛؛

ارفق أدناه قصيدة “الحياة وما نكون” التي نظمها الدكتور عبد الكريم الكابلي عام 2006، كما وجدتها في قروب الأستاذ عبد الكريم الكابلي في منصة (واتساب) وعلى خلفيتها كتبت البوست أعلاه:
الحياة وما نكون
كلمات الأستاذ عبد الكريم الكابلي 2006
مقت كبير أن يقول الناس ما لا يفعلون
لا تلبسوا أيامنا وزماننا صفة الخؤون
أيامنا وزماننا بفعالنا وكما نكون
فالله قد جعل الحياة تباينا من كل لون
وأشاع فيها السقم والأقدار طرا والمنون
ثم ابتلي الإنسان بالأدواء تعصف والجنون
أهدي لنا الفرح المجنح والهناءة والفنون
والحسن في أثوابه النضرات سعدا والبنون
بعث الكرام المرسلين لأجل ناس يهتدون
وهب اتزان العقل والتدبير قوما يعقلون
فالرزق والحرمان حق والتدافع والسكون
صور من المتقابلات من العلي له الشؤون
لكن كسب فعالنا في العيش نحن ومانكون
فالشمس تشرق كل صبح كي تري منا العيون
والبدر في الظلماء كالحسناء في أفق مصون
والزهر يرسل عطره الوافي علي مر القرون
والغيم في الأجواء ممراح علي وقع اللحون
تشدو بها الأطيار اغراء علي وتر حنون
والزرع يغمر بالعطاء الرزق قوما يشكرون
يتوارثون الصدق في أفعالهم لا يكذبون
مقت كبير أن يقول الناس ما لا يفعلون
؛؛؛…؛؛؛
وارفق ادناه فيديو من إنتاج سعد الكابلي لوالده عبد الكريم يتعبّد في الذات الإلهية.

التعليقات مغلقة.