الحرب النظيفة.. الحرب المتحضرة!!

الحرب النظيفة.. الحرب المتحضرة!!
  • 28 فبراير 2022
  • لا توجد تعليقات

د. بشير إدريس محمدزين

• ليس هناك أي حرب مثالية..ولا توجد أيُّ حربٍ جيدة.. ولا يمكن لأحد أن يصف حرباً، أياً كانت، بأنها (كويسة)، ولكن برأيي توجد حروبٌ نظيفة، كما توجد هناك حروبٌ (راقية).. طبعاً قياساً لحروبنا في أفريقيا !!

• الحرب في أوكرانيا، الدائرة الآن بين (الشيوعيين) الروس والأوكرانيين، ومع كونها حرباً على كل حال، ولكنها حربٌ أدعو (الإخوة) الأفارقة عموماً، والمسلميين بشكلٍ أعم، (والسادة الجنجويد)، بصفةٍ خاصة، ‹للفُرجة› عليها، وإكتساب بعض الدروس، وربما (المهارات) منها !!

• لم نشاهد في هذه الحرب، حتى الآن على الأقل، جندياً روسياً واحداً، (تكا) جندياً أوكرانياً على شقِّه الأيمن ليذبحه على الطريقة الإسلامية، أو الطريقة البلشفية، أو الطريقة الإفريقية، أو أي طريقة مناسبة للذبح !!
كما لم نشاهد، حتى الآن على الأقل، إمرأةً، أو فتاةً، أو عجوزاً أوكرانيةً واحدة تولول، وتتفجَّع، وتتضرج بدمائها، وتقول إن الجنود الروس الغُزاة تناوبوا على إغتصابها وسط بيتها، وبين أبنائها، أو إخوانها، أو زميلاتها في المدرسة أو في الداخلية !! مع كون النساء الأوكرانيات فائقات الجمال ومتناهيات الحُسن الذي يُغري بالتحرش وبالإغتصاب !!

• الروس يقولون حتى الآن إنهم يضربون بصورة إنتقائية المراكز العسكرية، والتجمعات الاستراتيجية، وخطوط إمداد الجيش الأوكراني، والآليات، والمركبات، والناقلات العسكرية، ويفعل الجنود الأوكرانيون المدافعون عن بلادهم ذات الشئ، ولا تزال العاصمة الأوكرانية(كييڤ) تنعم بالكهرباء وبالمياه، ولم يضرب أيٌّ من مستشفياتها، ولا عربات إسعافها، ولم يتم الإعتداء على أي طاقمٍ طبي يعمل على إسعاف وإنقاذ المصابين، ولم نشاهد حتى الآن صوراً لضحايا يتضرجون في دمائهم، وبطونهم مبقورةٌ برؤوس (السوانكي)، وأدمغتهم (مفجَّخة) بعربات التاتشر والمجروسات الروسية، ولم نشاهد أسرى من الجانبين، مع أن روسيا الدولة الغازية، أعلنت أن لها جنوداً تمَّ أسرُهم، وأوكرانيا أعلنت أن عدد موتاها المدنيين تجاوز الثلاثمائة، وبينهم أطفال !!!

• إذا فقط أمكننا أن نتخيل أن هذه حربٌ بين دولتين متطورتين متقدمتين، إولاهما إحدى أعظم قوتين نوويتين في العالم، والثانية كانت يوماً ما تمتلكُ ربما ربع ترسانة العالم من الأسلحة النووية، وهي الآن أكثر تقدماً من كل دول أفريقيا المسلمة، وغير المسلمة، مجتمعة !!

• في أيِّ مقتلة في بلادنا، وفي مدينةٍ نائية كالجنينة غربي السودان مثلاً، وعندما يهجم الجنجويد عليها، وكل سكانها مسلمون وسودانيون مثل الجنجويد، وفي أقل من ثلاث ساعات زمان، يخلف المهاجمون وراءهم ما لا يقل عن خمسمائة قتيل، ومئات الجرحى، وعشرات النساء والفتيات المغتصبات، ومثلهن من الرجال المغتصَبين !!

• في أفريقيا يحمل الجنديُّ المقاتل آلتين للإيذاء إحداهما لقتل وسحل الرجال، والأخرى لإغتصاب النساء، ومَن نجا من القتلِ من الرجال !! وهؤلاء، جميعهم يكونون أحياناً من دولةٍ واحدة، أو إثنيةٍ واحدة، أو ربما يكونون في غالبهم مسلمين، ويقتلون، ويسحلون، ويغتصبون مسلمين آخرين !!

• إننا ومجدداً، لا نقول إنَّ هناك حرباً مثالية، ونحن ندعو الإخوة الأفارقة والمسلمين ألا يتحاربوا إبتداءً، ولكن، إذا كانوا لا محالةَ فاعلين، فلتكن حروبهم (نظيفةً، وراقيةً وإنسانيةً) ما أمكن !!

• إننا ندعوهم أن يحاولوا ممارسة الحرب النظيفة (Clean war) لو في طريقة !!!

التعليقات مغلقة.