نمر: ملك شندي الأخير (الحلقة الأخيرة)

نمر: ملك شندي الأخير (الحلقة الأخيرة)
  • 28 سبتمبر 2022
  • لا توجد تعليقات

ترجمة وتلخيص : بدر الدين حامد الهاشمي

“إعلان القضارف أراضٍ تابعة للتيغراي”

Nimir, the Last King of Shendi
اي روبنسون ( (E. A. Robinson)

بعد رحيل الأتراك من السودان في عام 1839م آب محمد ود نمر لمدينة شندي لاسترداد بعضا من ثروة أبيه التي كان قد خبأها تحت الأرض في دارهم؛ التي استولى عليها صهره ود عقيد. كان المك نمر محتاجاً إلى المال كي يشتري به أسلحة وذخائر لمُجابهة أسلحة الأحباش التي زودهم بها الفرنسيون.
خاب ظن ولد المك نمر، فلم يجد في دارهم شيئاً، إذ كان قد سبقه إليها خورشيد باشا، والذي كان قد حبس حليف الأتراك بشير ود عقيد وأخوته. هرب محمد ود نمر من شندي بعد أن حاول حاكم دنقلا التركي، محمد أبو ودان الوصول إليه واعتقاله.
(1)
زار أحد الغربيين “د.ديليسبس”، عام 1844م القلعة التي كان يتحصّن بها المك نمر، فوجده قد كبر في السن، وأشتعل رأسه شيبا، وفقد البصر. كان محمد ولده قد توفي قبل ذلك اللقاء بنحو عام.
توفي المك نمر عام 1845م، وحل محله في القيادة ولده عمارة، والذي تحالف مع الأحباش ضد القوات التركية، والتي دخلت معها في مناوشات وحروب صغيرة أهلكت خلقا كثيرا من الجانبين. في عام 1850م غزا عمارة ابن المك نمر، وبمساعدة الأحباش، مدينة كسلا، وحارب الهدندوة فيها، ثم واصل اندفاعه في المنطقة فاستولى على القضارف، وأعلن المنطقة أراضٍ تابعة للحبشة (التقراي).
سبق لحاكم كسلا التركي الياس باشا التعامل التجاري مع عمارة ود المك نمر، فقد كان الأخير يبيع لذلك الباشا الفتيات ليضمهن لحريمه، مقابل إعطائه أسلحة وذخائر حكومية. كان الياس باشا رجلا فاسداً يستخدم ما يحصل عليه من نساء الأحباش في تسيير أموره الشخصية، والحصول على الأموال والترقيات.
(2)
في عام 1857م أصدر الخديوي سعيد باشا عفواُ عاماً عن كل من حمل السلاح ضد الغزو التركي، وشمل ذلك كل أفراد عائلة المك نمر. لم يثن ذلك عمارة ود المك نمر عن مواصلة حربه ضد الأتراك، حتى عام 1862م حين هاجم الأتراك مواقعه وأصابوه بجروح في إحدى المعارك، بيد أنه تمكن من الهرب والنجاة منهم.
قابله السير بنجامين بيكر في يوم 21 مارس من عام 1862م، وقدّم بالإنابة عنه طلبا للعفو لحاكم الخرطوم التركي موسى باشا، ولكن تم رفض الطلب.
توفي عمارة ود المك نمر في عام 1862م متأثرا بجراحه. بعد ذلك صدر عفو عام عن النمراب المحاربين.
مع ظهور المهدي، انضم إليه عدد كبير من نسل المك نمر. وبعد أن استولى كتشنر على السودان، طالب أفراد من عائلة المك نمر بقيادة قبيلة الجعليين. رفض البريطانيون طلبهم، إذ أنّ أراضيهم كانت قد صودرت منذ عام 1822م، وتم إدارة شؤون الجعليين على أساس أنهم مجموعة اجتماعية واحدة، وليسوا قبيلة واحدة.

التعليقات مغلقة.