هل هي ردة صحفية ؟

** أسعدني قيام ورشة و سمنار لمناقشة حال الصحافة السودانية، و أدليت برأيي في السمنار حين وصلتني الدعوة من راعيه الأخ الدكتور عبد العظيم نور الدين، و هنا أشارك بالرأي في الورشة الأخيرة في بورتسودان حسب رغبة الأخ الكريم الزميل خالد الإعيسر بالترحيب بأي مشاركات.
** خطوة طيبة استمرار التفاكر في هذه المسألة الحيوية، خاصة بعد أن توغلت الصحافة الإليكترونية و أمسكت بخناق المهنة و طالبي المعرفة غصبا عنهم و قضت أو كادت تقضي على الصحافة الورقية،.
** معلوم و جميل أن اهتمت الورشة بهذا الأمر و خصصت له مساحة واسعة في التوصيات، و شاهدت العديد من الوجوه المشاركة من الأساتذة و الزملاء و بحثت عن وجوه تمنيت رؤيتها.
** قد يسأل أحدكم، بعد هذه المقدمة لماذا تصف الصحافة و كأنها في حالة ردة و سألت من لها؟ ، كما كان السؤال بعد غضبة أمير المؤمنين الخليفة الأول سيدنا أبوبكر الصديق و نجاحه على من ارتد عن الإسلام و ظل السؤال مثلا (ردة و لا أبا بكر لها؟ ) ،.
** الردة في العودة إلى عصور عودة الدولة لمسؤولية الصحافة ممثلة في الوزارة المعنية و تنظيم الورشة و استلام الوزير للتوصيات، كما كان الحال أيام الاستعمار و إشراف و مسؤولية السكرتير الإداري أو رئيس قلم المخابرات كما حكى انا الاباء المؤسسون و كتب في مذكراتهم السادة إسماعيل العتباني، بشير محمد سعيد، عبد الله رجب، عبد الرحمن مختار، محجوب محمد صالح و أحمد يوسف هاشم و آخرون رحمهم الله،
** بعد الاستقلال ظلت الصحافة مسؤولية الوزارة بمسمياتها المختلفة الشؤون الاحتماعية، الاستعلامات و العمل، الإرشاد و أخيرا الإعلام، و سمعنا بمصادرة الصحف و دورها و مطابعها،
** في العام ١٩٧٠م تمت مصادرة و تأميم الصحف و في الثمانينات برزت حكاية حرية الإعلام و لكن تحت الحزب الحاكم الاتحاد الاشتراكي، و لكن بدأت تظهر الصحف الخاصة.
** بعد انتفاضة ١٩٨٥م تم فتح الباب على مصراعيه للصحف الخاصة و استمر إشراف و مسؤولية الوزارة و التصديق من أحد مكاتبها و أذكر كان مسؤولا عنه كبار موظفي الوزارة، و نلت التصديق لي بصحيفة (الجريدة ) في ١٩٨٦م بتوقيع مسؤول الوزارة و المجلس و أذكر منهم الاستاذين الكبيرين السيد سيد المعتصم و حسن العجب رحمهما الله.
** ثم كانت المرحلة الحالية الأخيرة إلغاء مسؤولية الدولة و الوزارة على الصحف و قيام مجلس أعلى للصحافة و المطبوعات يتبع مباشرة لرأس الدولة من عهد المرحوم المشير سوار الذهب و السيد المرحوم أحمد الميرغني و وصولا للمشير عمر البشير، و لا أظن أن الفريق البرهان مارس دوره الرئاسي و إلا لما سمح لنائبه مالك عقار و وزيره الإعيسر الإشراف و استلام التوصيات و تقديم الشكر للعاملين في الوزارة و المشاركين لإعداد ورشة و كمان تعديل القانون في غياب مجلس تشريعي.
** مجلس الصحافة ينتخب من الهيئات المعنية بامر المهنة، النقابة و الناشرين و ناس المطابع و الإعلانات و التوزيع و أعضاء ينتخبهم البرلمان الموجود، بجانب سبع شخصيات يعينها رأس الدولة مع تسمية رئيس المجلس من كفاءات إعلامية ذات قيمة و شغل الموقع السادة المرحوم محمد سعيد معروف، المرحوم إمام علي الشيخ، د. إسماعيل الحاج موسى و آخرهم المرحوم فضل الله محمد،
** و كان يتولي المسؤولية التفيذية المباشرة الأمناء العامون و لا صلة لهم بالوزارة و إذكر منهم الأخوة الأساتذة عبد الرحمن إبراهيم، المرحوم إمام علي الشيخ، عبد العظيم عوض (دورتين) العبيد مروح (دورتين ) ، المرحوم دكتور هاشم الجاز، دكتور عثمان أبوزيد و البروفيسور هشام عباس زكريا.
**و أدوا بتناغم مع المجتمع الصحفي باعتبارهم جزء منه و أن خانتهم كثيرا سطوة قانون الطوارئ و المتابعة أو المراقبة أو الرقابة القبلية و البعدية و مصادرة الصحف و أحيانا بعد أن تتكلف بالطباعة الغالية و كنا نسميها (خراب البيوت).
** للاسف بعد الثورة الاخيرة تعرضت بعض دور الصحف للاسوا اقتحام بواسطة الجيش و الشرطة و تاتشرات الدعم السريع و المصادرة.
** اعاد البرهان مجلس الصحافة برئيسه المرحوم فضل الله محمد و امينه العام الاستاذ عبد العظيم عوض، الذي حاول ترشيح مجلس لانه عرض على شخصي الضعيف التعيين، و لكن وقعت الحرب اللعينة و انتهى كل شئ، و توقفت ايرادات المجلس و كنا نسميها الجبايات من الرسوم و الغرامات، و تولت وزارة المالية مرتبات العاملين باعتباره تابعا للدولة و ليس (لوزارة الإعلام) .
** نعود لما سموه توصيات تعديل قانون الصحافة الذي جاء في دستور ٢٠٠٥م المجمع عليه بعد اتفاقية السلام، و الدستور حي يرزق و لم يلغ فكيف لاي جهة أخرى تعدل قوانينه،
** ثم تعديلات القوانين تكون في بلاد هادئة و مستقرة و تاتي التعديلات من المجتمع المعني و منظماته فهل جاءت المقترحات من الاجسام الاربعة الحالية اتحاد الصحفيين، نقابة الصحفيبن، لجنة التسيير و شبكة الصحفيين و اتحادات اصحاب المطابع و شركات التوزيع و الاعلانات و اخشى الا يكونوا مثلنا ممن لم تتم دعوتهم،
** ارجو الا يسارع احد و يتهم تعليقي و مشاركتي هذه لان الجهة المسؤولة عن الدعوات تجاهلتني كما تجاهلت عددا من الاكثر اهتماما، فانا منذ ٢٠١٦م توقفت و اعتزلت و اصدرت كتابي قبل الاخير (نصف قرن بين القلم و المايكرفون ١٩٦٦م – ٢٠١٦م) و لا انتظر دعوة او مشاركة بسبب المرض الذي اقعدني و و دغدغة و اقتراب الثمانين و نسال الله حسن الخاتمة
تقاسيم* تقاسيم** تقاسيم
** هل تتذكرون البلاغ الجنائي رقم ٢٨٠- ٢٠٢٤ الذي كتبت عنه كثيرا منذ اكثر من سنة و مفتوح في نيابة وادي حلفا في مواجهة سودانيين و مصريين تحت مواد عديدة منها استلام رشاوي مقابل الحصول على تأشيرة دخول لمصر، و ظل البلاغ من ابريل العام الماضي لليوم دون ان يصل للمحكمة بسبب غير معروف و لكنه واضح.
** هذا الاسبوع قرات خبرا تحت عنوان فضيحة في وادي حلفا من الصحفية الجريئة هاجر سليمان مسؤولة صفحة الحوادث و القضايا في الصحف، و كنا نسميها (هاجر جريمة ) و اوضحت معلومات بان قيمة التاشيرة وصلت لالفي وخمسمائة دولار و تم التحقيق مع ٢٣ من الدولتين، و تم تجميد حساباتهم في البنوك التي بلغت مئات المليارات و ان النائب العام السيد الفاتح طيفور اصدر توجيهات، و ذكرت الصحفية تدخل شخصيات نافذة ببنها احد الولاة، و هددت لو لم يحسم الامر للراي العام فستكشف الاسماء، اتمنى ان يسارع النائب العام بالاعلان و التوضيح كما ظل يوميا يسارع باعلان قوائم المطلوبين للعدالة.
** تم اعلان الشهادة السودانية بعد ايام، و استعدت ولاية نهر النيل و مركز الامتحانات بمقر مدرسة عطبرة الثانوية، و اعلن والي الولاية تخصيص مربع اربعة في الإسكان لطلاب الولايات مع توفير سبل الراحة و المياه و الكهرباء.
** المذيع المتعاون الجديد مع التلفزيون محمد خليل الشفا، الذي انتقدناه الاسبوع الماضي لكثرة مقاطعته للضيوف، تابعته الاثنين الماضي لم الاحظ عليه شئ من ذلك و الحمد لله.
** مذيع الجزيرة مباشر المصري احمد طه بنى شخصيته كما اخوتنا في الصحافة الرياضية يثقل على طرف يوم ثم يتحول الى الطرف الاخر في اليوم الثاني ليقنع بانه محايد و هو ليس كذلك .اما قناة الجزيرة مباشر ٢ التي تكثر من السباحة ضد التيار فقد انضم اليها سباح اخر ضد التيار اسمه وضاح الطاهر.
** اسفت لقرار سلطة ولاية كسلا اعتقال شيخ المراسلين الاخ عبد الجليل محمد عبد الجليل بسبب ادائه الصحفي حول بعثة حج الولاية.
** السودان حقق اكبر انجازاته في التنمية و انتاج البترول و التوسع في التعليم و الاتصالات و الطرق و الجسور بعد اعلان العقوبات الامربكية ١٩٩٤م، و لم يستلم جيشه قطعة سلاح واحدة امريكية منذ العام ١٩٧٠م، و لكن امتلات مؤخرا مخازنه من أحدث الاسلحة الامريكية التي تركها الجنجويد، ادارة ترمب سارعت بإعلان عقوبات للتخويف.
** قناة الزرقاء نجحت بتعيين مراسلين في معظم المدن و احسنت تقديمهم للمشاهدين، فيما اعلن التلفزيون عن قائمة مراسليه بصورة دون ذكر الاسم و الموقع.
** حقيقة مهلا و اهلا ايها الموت، فقد نشبت مصيبة الموت اظفارها هذا الاسبوع و اختطفت المنية مجموعة من اصدقائنا و زملائنا في مجالي الاذاعة و الفن و من المعارف.
** لا حول و لا قوة الا بالله، مات الفنان احمد شاويش؟ خبر صاعقة، قابلته قبل شهور بجامع حي الدرجة بعطبرة و طماننا على حالته، و شكر الله، تذكرته قبل ايام و ارسلت اغنيته الشهيرة للبعض،مات في مدينته التي يحبها و ليس في المداين الضايعة ضايعة، غنى بالصندل و سال عن وطن الارض القريبة، ربنا يرحمه صديق و جار و زميل دراسة لا نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون، و العزاء لاسرته و اهل عطبرة و الفن.
** و كتب عن الفنان احمد شاويش الذي توفى بعطبره الزميل الاعلامي جمال مكاوي،( كان يحمل مجموعة من القيم النبيلة والمواهب المتعددة فهو اذاعي متمكن و درامي مجيد وفنان مبدع، قدمته عطبره للسودان ضمن كواكبها التي ابدعت في مجالات الثقافة والرياضة والسياسة و الإعلام والنقابات وحملوا الحب والولاء لعطبره التي تمرغوا في ترابها وشربوا من ماء الاتبراوي والنيل وهما يتعانقان في ارضها الطيبة الطاهرة وكان شاويش من طينة العظماء وقدوته امير الاغنية الوطنية حسن خليفه العطبراوي و ابو الصحافة الهرم الاعلامي شيخ المراسلين عوض الله دبوره وصاحب اول استديو للتصوير واول فليم سينمائي سوداني الرشيد مهدي رحمهم الله، وعلي خطي هؤلاء الكبار حمل الفقيد جينات الابداع والتراث العطبراوي الي العاصمة)
** و حملت الاخبار رحيل درة الاصوات الاذاعية الاستاذ عبد الكريم محمد احمد القباني، فارس و فاكهة المجالس و صاحب المدرسة المتفردة في الاداء، فقد كان امتدادا لشقيقه الراحل احمد قباني احد افضل من نطق هنا امدرمان و هنا لندن التي عمل بها، رحمهما الله
** و من نفس الحيشان الثلاثة انتقل لجوار ربه المسرحي الاستاذ احمد رضا دهيب احد الكفاءات التي ظهرت اخيرا في التمثيل و الاخراج و التأليف ربنا يرحمه،
** و تالمت لوفاة السيدة فوزية احمد مكي، اسم غير معروف لكم و لكنه معروف لدى زملاء مهنة الصحافة فقد كانت كريمة و مضيافة في بيتها بيت الزميل الكبير الشهيد زوجها الاستاذ محمد طه محمد احمد، رحمهما الله
** رحم الله موتانا و موتى المسلمين و لا نقول الا ما يرضي الله (انا لله وانا اليه راجعون ).
** قد نلتقي السبت القادم إن كان في البدن صحة و في العمر بقية.