لايف للإغاثة والتنمية: رجال العمل الإغاثي في السودان يواجهون التحديات لدعم النازحين!

لايف للإغاثة والتنمية:  رجال العمل الإغاثي في السودان يواجهون التحديات لدعم النازحين!
  • 13 يوليو 2025
  • لا توجد تعليقات

تسنيم الريدي

يشهد الوضع الإنساني في السودان تدهوراً كبيراً رغم جهود الإغاثة الدولية المستمرة بسبب نقص التمويل وتفاقم العوائق الأمنية والإدارية، في حين أن الشراكات المحلية تلعب دوراً جوهرياً حيث تغطي الأماكن التي لم يتم الوصول إليها، رغم ما تواجهه من تحديات ضخمة من حيث الموارد والمخاطر الأمنية.
ويواجه رجال العمل الخيري في السودان أوضاعاً مأساوية يضعونها على كاهلهم حيث تؤكد الإحصاءات الحديثة عن منظمة أطباء بلا حدود انتشار المجاعة وسوء التغذية الحاد، حيث إن معدل الأطفال الذين يتلقون علاجاً من سوء التغذية الحاد في دارفور زاد بنسبة 46٪، ويموت طفل كل ساعتين بسبب توقف 80% من مطابخ إغاثة الطعام نتيجة توقف الدعم الدولي.

تضافر الجهود يوفر الحلول لمواجهة التحديات
“لايف للإغاثة والتنمية” والتي تعمل في أفريقيا منذ 32 عاماً كان لها دور بارز في قلب الأحداث في السودان منذ إبريل 2023، ولم يخف على الجميع ما واجهه رجالها من التحديات والتي تغلبوا عليها بفضل تضافر جهود فريقها الإداري والتنفيذي في أميركا والسودان ومصر لتوفير طلبات واحتياجات الفريق لدعم المتضررين.
حيث يتحدث بكير ريما منسق الفريق الإغاثي في السودان عن حقيقة الأوضاع على الأرض قائلاً: ” نواجه أعداداً بحاجة للمساعدة العاجلة، حيث أن الحرب أدت إلى نزوح داخلي ضخم، وأكثر من 11.5 مليون نازح داخل البلاد، و3.5 مليون إلى خارجها، بالإضافة إلى أن الخدمات الأساسية منهارة، فـ 70–75% من المنشآت الصحية متوقفة، بينما تزايدت حالات الكوليرا، وانهارت أنظمة المياه والصرف الصحي.
وقد ظهرت مبادرات مدنية للشباب المتطوعين، وقد نجحت في الشراكات بتقديم خدمات طبية وغذائية وإنقاذ الآلاف، رغم محدودية الموارد والتأثير المباشر، ورغم المخاطر الميدانية وتكرار النزوح تواجد رجال العمل الخيري في قلب الحدث، يبثون الأمل والبسمة بين طيات أكياس المساعدات والأدوية والملابس”.

تغطية المناطق المعزولة …  أكبر تحدي!
ويؤكد عمر ممدوح مدير قسم المشروعات بالمؤسسة أن الأوضاع وكارثيتها على مدار أكثر من عامين من الحرب، وضع على عاتق المؤسسات الإغاثية دوراً أكبر لمواجهة التحديات لإيصال التبرعات في شكل مساعدات ضرورية أصبح الاحتياج إليها الآن أكثر من أي وقت مضى، ويكون هذا من خلال رجال العمل الإنساني في السودان والذين عملوا على قلب رجل واحد رغم أن أكثر من 202  من هؤلاء الأبطال فقدوا حياتهم، وهم يحاولون إيصال المساعدات خاصة مع محاولات الاستيلاء على شاحنات المساعدات واستهداف فرق تأمينها، وبضرورة استمرار العمل الميداني مهما كانت الظروف.. ومهما كان الفقيد!
وكان العمل في هذه الظروف هو الأشد قسوة مقارنة بعمل رجال الإغاثة خلال 31 سنة مضت، فقد اقتضت ظروفهم تفرقهم عن أسرهم في أكثر اللحظات احتياجاً إليهم، خاصة مع بدء انتشار المجاعة حيث يضيف بكير قائلاً:” رجال العمل الإغاثي يعملون في مجال توزيع المساعدات وأهلهم ممن تركوهم يموتون جوعا، ورغم ذلك لا يتركون رسالتهم الإنسانية رغم المخاطرة العالية خلال التنقل بين مناطق الحرب لتأدية العمل الميدانيّ لتغطية احتياجات النازحين بالكامل رغم إطلاق النار المستمر، كما واجه الفريق عدم توافر المواد الغذائية والدوائية بالكميات المطلوبة في أسرع وقت”.

تخطي الأهل والأبناء … نقطة الضعف الأكبر
وقد كان الأشد ألماً لفرق الإغاثة هذه المناشدات التي تأتي من مراكز النازحين المختلفة سواء على الأرض في السودان، أو عبر الانترنت بعدما يرون مساعدات “لايف” حيث يقول بكير: ” للأسف هناك تحديّات كثيرة تؤدي إلى عدم وصول رجال العمل الإغاثي لكافة الفئات المتضررة، فلا يستطيعون تغطية احتياجات الجميع! وعليه فقد يعتمل في صدور الناس شُبهة التوزيع غير العادل، أو المحسوبية خاصة وأن توثيق العمل الخيري ليس بالأمر السهل! فأصبحت الأولوية القصوى والاحتياج الأكبر هي مناطق عمل فرق “لايف”.
وعند سؤاله عن وضعه الأسري والتوازن بينه وبين مجال عمله الإغاثي يضيف قائلاً: ” أصعب التحديات كان النزوح المتكرر، فتفرقت عائلتي وانقسمنا، وجاء وقت كنت أوزع فيه المساعدات الإغاثية وأهلي سيموتون من المجاعة، فلا أستطيع ترك رسالتي الإنسانية رغم المخاطرة العالية لتأدية العمل الميدانيّ.
كما كان عمل فريق “لايف” في رمضان وعيد الأضحى بعيداً عن أطفالنا مؤلم، لكننا عملنا على مشروعات استثنائية رغم استمرار الحرب من خلال توزيع السلال الغذائية، ولحوم الأضاحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*