طه سليمان: خارج الصندوق وداخل الرصد

طه سليمان: خارج الصندوق وداخل الرصد
  • 13 يوليو 2025
  • لا توجد تعليقات

الطيب عبدالماجد

أطل ( طه سليمان ) من أحد مسارح ( القاهرة ) في أول ظهور عام بعد غياب طويل. جاء ( طه ) مزوداً بتقدير جماهيري عريض لبقائه ومساعده أهله أثناء الحرب وهذه مساحة ترحيب مسبقة تجعل الطريق ممهداً نسبياً أمام الرجل

( طه ) في الأصل فنان ذكي وطموح وموهوب جداً وصوتو جميل ويقصد أحيانا القفز الى الواجهة عن طريق ( تريند )
عندنا يلبس لبسة غريبة على سبيل المثال في البرنامج المحضور ( أغاني وأغاني) اليوم داك لو ما غنى ..يتقاسم الحديث والمشهد وبالتالي يكون حاضر
ودا شغل بتاع ( سوشيال ميديا ) نحن بنعرفو وتسجيل حضور عالي
( طه ) بعرف كدا من الوقت داك وهذا استباق بغض النظر عن الطريقة لكنه في الأصل مزود بصوت قوي وجريئ

المهم أطل ( طه ) في حفل يبدو ان الاستعداد له كان
كبير من حيث الحضور وعناصر الإبهار والتجهيزات

ما الذي أراد ان يقوله طه في الحفل …
هناك ثلاثة أجيال تتابع

هناك جيل حديث نسبياً متمرد على التقليديه منفتح
أكثر على الفضاء والعالم كله …

وهناك جيل وسط ( رِجل ) هنا و( رِجل ) هناك

وهناك متلقي آخر منحاز بالكامل تجاه كل ماهو أصيل
بعيد عن التقليد والمحاكاة والتجارب المستحدثة والخروج المخِل عن النص

طه بذكائه الفني لايريد أن يكون بعيد عن شباك الشباب
الجديد وهو جمهور معتبر وكبير وفي ذات الوقت لايريد أن يفقد الوسط فهولاء هم الذين دفعوا به الي الواجهة ..

ويريد أن يكون فنان سوداني كبير امتداداً لكبار
سبقوه وصوته يؤهله لذلك

وهذه معادله صعبه للغايه أي إختلال فوق المتوقع
فيها يؤثر على أحد اطرافها ..

لذلك جاءت فكره الظهور بهذا الشكل …

حتى الأسر داخل البيوت قد تكون غير راضيه أحيانا
عن ذائقة او توجه أو حتى لغة بعض أبنائها لكنها في ذات
الوقت لا تستطيع التدخل المباشر وفرض وصايا وبعض مما تؤمن به او تفضله هي وحتى لا تدخل في دائرة القصور والتقصير فهي تتماهى مع هذا التوجه بإنو
( نسوي شنو كلهم كدا والله )
هذا الجمع يحدث شي من الارتياح النسبي

وبالتالي هذه الشريحة من حقها أن تختار ما يعجبها
ومالا يعجبها وأتحدث هنا عن (( الذائقة البحتة )) والاختيار
ويحق لأي شخص أن يسمع ويعجب بما شاء ولأي جيل أن يعيش مرحلته
و أن يذهب مع ما يحبه وهذا إختلاف أذواق وسرعات
لكن بالطبع لايعني هذا ( السلوك ) بالطبع فهي مسألة اخرى دور الأسرة فيها مفصلي طالما كان المعني في عهدتها
ودا للجيل z

من هم أكبر سناً يمتلكون القدرة النسبية على التحديد
وهؤلاء لديهم قدرات خاصة ومقدره أكبر على الاستيعاب والتفريق …

المهم ( طه ) عايز ديل كلهم ( وهو من حقه ) كفنان يريد الانتشار بغض النظر عن تناول ما قدمه ورأي البعض في جزء منه
لكن في المجمل ( طه ) قدم حفل جماهيري بامتياز من حيث الشكل إستوفى كثير من المعايير الفنية
مسألة الميول والاذواق هذه تخضع لكثير من البحث والتحليل وتجارب اخرى بعد ان يقيّم هو بنفسه هذا التجربة

غير أني أهمس في أذنه بالتالي

واحد

كلما ما لقى طريقة وغنى أكتر مما يتكلم بكون أفضل
ليس لقصور في ملكاته الكلاميه
لكن مرات تخرج كلمات في ظل حماس الحفل تكون
خصم وليست إضافة
يعني سمعتو قال هو جاء لينافس ومصر ضد السودان
في تنافس شريف وقالها بعفويه

الفن ما فيهو ( ضد ) و( مع ) إنت قدم العندك وخلى الجمهور يحكم بغض النظر عن هو من هذا الجمهور

( الموسيقى ) ماعندها جنسية ولا وجهة

ماهو إنت غنيت بعض الأغنيات أقرب للمصري وبعضها بالمصري راسو عديل
ليه تستعدي جمهور مصري مسبقاً وممكن يسمعك
وتوسع رقعة انتشارك …
المصريين زينا كدا هناك جمهور مهرجانات وهناك جمهور سميعة وهناك من هو غير مهتم

اتنين

ما تسمع كلام أي زول من طرف في ( الكاست ) المحيط بيك
ما بالضرورة كلهم بستوفوا معايير النصح والمشورة
الفنان إذا كان عايز يكون ( محترف ) ويصل كل الناس زي ما إنت واضح إنك عايز ما تسمع كلام ناس مرات ( مخهم سغيّر ) بصورو ليك حاجات بتعجبهم هم بس …ما عندها قيمة وما بتضيف
ديل لازم تختارهم بعنايه يجمعوا بين معرفة ما يريده الجمهور ويفصلو بين إقحامك في بعض الأشياء والتفاصيل إنت ما محتاجها أصلا ً
استفتي قلبك الطيب أحيانا
ماهو إنت ما جاي تقدم نفسك للمرة الأولى لديك
رصيد

( أسحب منو )

تلاته …

(( المحليه أقصر طريق للعالمية ))استغل صوتك
وما يتاح من إمكانات ممكن تخلق من أغنيه جميلة مشهد بصري يزيدها إبهار

إنت فنان يمتلك صوت بشهادة الذواقة والناس
وغنيت برضو أغنيات كبيرة في هذا الحفل وكنت كبير
فدقق في الاختيار وسد الثغرات

أربعه…

مابقدر أقيّم حفلتك الأخيرة دي بشكل دقيق
وأنا ما بتعنيني الحفلة نفسها بقدر ما بيعنيني الاستفادة منها وقراءتها بشكل علمي وموضوعي …
وهو ظهور صاحبو زخم وجمهور جاك لأنو معجب بيك
وجمهور مهتم يشوف ما الذي تغير بعد الحرب
وكل ذلك …

المهم إنها عودة ونحترمها وتقييمها فنياً يعود لمن حضرها ولكن هذا بشكل عام …وعوداً حميدا ً

أنت فنان صوتك كبير وننتظر الكثير

موفق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*