بابكر عبد الله.. من رمال بورتسودان “الحارة” إلى أمواج المجد الهلالي

في رمال بورتسودان الحارّة وعلى ملاعبها الترابية، وُلد حلم لاعب اسمه بابكر عبد الله، الذي بدأت رحلته مع كرة القدم من بوابة هلال بورتسودان، فريق كان على مشارف كتابة فصل جديد في تاريخه حين اقترب من الصعود إلى الدوري الممتاز، ولكن الأقدار رسمت له مسارًا آخر.
يقول بابكر:
“كنا في الهلال قاب قوسين أو أدنى من الصعود، لكن للأسف، واجهنا مقاومة من داخل المدينة ذاتها. فريقا حي العرب والاتحاد، وهما من أعمدة الكرة في بورتسودان، لم يكونا يريدان منافسًا ثالثًا يسحب البساط من تحت أقدامهما، خصوصًا وأن مريخ بورتسودان كان وقتها في الممتاز. تضافرت الجهود لإيقاف صعود الهلال، ونجحوا بالفعل في فرملتنا، ما أدى لانهيار الفريق وشطب لاعبيه لاحقًا.”
لم يستسلم بابكر، بل كانت هذه المحطة بداية لانطلاقة جديدة. فبعد أن طُوي ملف الهلال، اتجه إلى مريخ بورتسودان، استجابة لدعوة من رمزين كبيرين في النادي، هما محمد ود راب وعبد الرحيم عثمان صالح.
“لم أذهب للمريخ حبًا في الاسم، بل تقديرًا لهؤلاء الرجال الذين آمنوا بموهبتي وفتحوا لي أبواب الفريق”يقول بابكر.
ومع المريخ كانت له بصمات لا تُنسى، إذ حقق معهم لقب الدوري المحلي ثلاث مرات متتالية، وتُوّج هدافًا في جميع تلك المواسم، ليؤكد جدارته ومكانته كأحد أبرز مهاجمي المدينة الساحلية.
لكن الحلم الكبير ظل في قلبه، حلم اللعب للهلال العاصمي. وهنا يحكي بابكر عن شرط واضح وضعه قبل التوقيع للمريخ:
“قبل أن أوافق على التسجيل، اشترطت أن يتم إطلاق سراحي فور تلقي عرض من هلال العاصمة، وهو ما حدث لاحقًا، وتحديدًا في العام 1972، حيث تحقق الحلم أخيرًا وانتقلت إلى الهلال.”
من تلك اللحظة، تغيّرت حياته الكروية، وأصبح أحد أعمدة الفريق الأزرق في السبعينيات، الجيل الذي سطّر أجمل الفصول في ذاكرة الجماهير.
ولعل من أبرز المواقف التي لا تُمحى من ذاكرته، تلك المتعلقة بمباراة الهلال الشهيرة أمام سانتوس البرازيلي، الفريق الذي ضم أسطورة الكرة العالمية بيليه. يروي بابكر بحسرة ممزوجة بالفخر:
“كنت من ضمن تشكيلة المباراة، لكن لم يُتح لي اللعب.