تكريماً لمسيرة تجاوزت الخمسين عاماً.. «آكشن سبورت» تهدي درعها للبروف

منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم، ظل اسم البروف كمال شداد حاضراً بقوة في دفتر الرياضة السودانية، لاعبًا، مدربًا، كاتبًا، وصانع قرار.
ولأنه أحد أصدق الأصوات وأكثرها إثارة للجدل في المشهد الرياضي، حملت صحيفة «آكشن سبورت» درع الوفاء وذهبت إليه في منزله مساء الجمعة، ممثلة في مديرها العام نادر الزبير ورئيس تحريرها، إبراهيم عوض بالإضافة للاستاذ عبدالباقي النعمان نائب رئيس رابطة جماهير الهلال بالرياض والزميل الصحفي الفاتح عبدالله سراج ، لتكرّمه على رحلة رياضية امتدت لأكثر من نصف قرن.
الزيارة لم تكن بروتوكولية، بل جلسة ممتدة فتح فيها شداد ملفات حساسة، وسرد وقائع قلّ أن تُروى بهذه الصراحة.
محتوى هادف وذوق رفيع
في مستهل الزيارة، رحّب البروف شداد بالوفد الزائر، معبرًا عن شكره وتقديره لهذا الوفاء من الصحيفة. وأشاد بمستوى “آكشن سبورت”، قائلًا: ” صراحة الصحيفة لفتت نظري بمحتواها الهادف وإخراجها المميز، إضافة إلى عناوينها الجاذبة وألوانها المريحة للعين، وموقعها الإلكتروني المتطور… أتمنى لها مزيدًا من التوفيق في دعم الرياضة السودانية”.
ظاهرة التزوير
لم تكن الزيارة تكريمية فحسب، بل تحوّلت إلى جلسة تاريخية استمرت لنحو ثلاث ساعات، تحدث خلالها البروف شداد بشفافية وذاكرة حاضرة عن تفاصيل نادرة من مسيرته داخل اتحاد كرة القدم منذ خمسينيات القرن الماضي.
تناول شداد محطات بارزة في علاقته بوزارة الشباب والرياضة، خاصة في تسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى بعض القضايا الشائكة التي شهدت صدامات مع ناديي الهلال والمريخ، مؤكدًا أن مواقفه كانت دائمًا نابعة من قناعاته بضرورة اتخاذ قرارات جريئة عند الحاجة.
وكشف شداد عن ظاهرة التزوير في أعمار اللاعبين تحت 17 و20 عامًا، مؤكدًا أنه قرر إلغاء نشاط الأشبال بعد أن انحرف عن هدفه الأساسي المتمثل في تطوير اللاعبين الصغار، مشيرًا إلى أن تجاوزات الأعمار أفقدت الفئة معناها الرياضي والتنموي.
حكاية أرض ستاد الخرطوم
ومن أبرز ما كشفه البروف خلال الجلسة، حقيقة ملكية أرض ستاد الخرطوم، والتي يتردد أنها تعود لعمه عبدالرحيم شداد. وأوضح أن الاتحاد الأفريقي، عند تنظيم أول بطولة لكأس الأمم الأفريقية في 1957، طلب من السودان توفير ملعب بمواصفات لائقة، وفي ذلك الوقت لم تكن الأندية والاتحادات تمتلك الصفة القانونية لمخاطبة الدولة.
وقال: “كتب عمي عبدالرحيم شداد الطلب باسمه الشخصي، وتم تخصيص الأرض له، قبل أن يتنازل عنها لاحقًا لصالح الاتحاد العام لكرة القدم، ليُقام عليها استاد الخرطوم”.
وأشار إلى أن الأرض الواقعة شرق الاستاد، والتي خُصصت لموقف الحافلات، تتبع ايضا لاتحاد الخرطوم، مؤكدًا دقة التوثيق في هذا الجانب.
اعتراض صريح
وفي حديثه عن توسعة ستاد الخرطوم التي شملت بناء الطابق الثاني والمقصورة، قال شداد إنه اعترض على العمل لأنه تم دون علم أو موافقة الاتحاد العام لكرة القدم، متسائلًا:
“كيف يتم تعديل منشأة دون الرجوع إلى مالكها القانوني؟”